السياسية: بقلم: دومينيك دادلي

بحسب تقرير جديد، تضاعفت عدد الوفيات الناجمة عن الصراع المسلح في جميع أنحاء العالم في العام الماضي إلى أعلى مستويات له في هذا القرن.

بينما حظي الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية منذ فبراير 2022 باهتمام وسائل الإعلام الغربية، حظيت صراعات أخرى باهتمام إعلامي أقل بكثير، بما في ذلك الحرب الوحشية التي استمرت عامين في منطقة اقليم تيغراي بشمال إثيوبيا، وانتهت باتفاق سلام في نوفمبر 2022، واستمرار حاله عدم الاستقرار في مالي وميانمار.

أشار أحدث إصدار من مؤشر السلام العالمي، الذي أصدره اليوم معهد الاقتصاد والسلام، إلى تضاعف عدد الوفيات الناجمة عن الصراع المسلح حول العالم العام الماضي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الحرب في أوكرانيا وإثيوبيا.

تستند الأرقام الواردة في تقرير الوفيات إلى بحث مقدم من برنامج بيانات الصراع في أوبسالا، الذي تديره الجامعة السويدية في أوبسالا.

وقدرت أن العدد الإجمالي للوفيات المرتبطة بالعنف المنظم زاد من 121 ألف في العام 2021 إلى ٢٣٨ ألف في العام 2022، بزيادة قدرها 96٪.

وبالتالي فإن العام 2022 هو أكثر الأعوام دموية منذ العام 1994، الذي شهد الإبادة الجماعية في رواندا.

حدثت الغالبية العظمى من هذه الوفيات في أوكرانيا (83000) وإثيوبيا (107000)، مما يجعلهما أكثر صراعات دموية منذ نهاية الحرب الباردة.

قال ستيف كيليليا، المؤسس والرئيس التنفيذي لمعهد الاقتصاد والسلام:” عدد القتلى في الصراع المسلح هو الأعلى منذ الإبادة الجماعية في رواندا، التي أودت بحياة أكثر من 800 ألف شخص”.

وبحسب مؤشر السلام العالمي، فإن 91 دولة، أي أكثر من نصف دول العالم، تشارك الآن بطريقة أو بأخرى في صراع خارجي، مقابل 58 في العام 2008.

تكبد أكثر من نصفهم العديد مت الخسائر في العام الماضي، حيث أبلغت 47 دولة عن وفاة واحدة على الأقل مرتبطة بالصراع خلال العام.

بالنسبة لمعظم البلدان، يتم هذا التدخل عن بعد ويتخذ شكل دعم لحكومة أخرى تقاتل المتمردين المسلحين أو الجماعات الإرهابية.

من بين 91 دولة، تصرف 13 دولة بمفردها في صراع خارجي، وتشارك 33 في تحالفات صغيرة و 45 في تحالفات كبيرة من عشرة بلدان أو أكثر.

بيد أن عدد الصراعات الحقيقية آخذ في الازدياد وبحسب برنامج بيانات الصراع في أوبسالا فإن 55 نزاعاً مسلحاً حكومياً جارياً في العام 2022، بزيادة واحدة عن العام السابق.

ومن بين هؤلاء، وصلت ثمانية إلى مستوى الحرب وتم تدويل 22، مما يعني أن أحد الطرفين أو كليهما كان يتلقى الدعم من قبل قوات من بلد آخر.

يقدر مؤشر السلام العالمي أن 79 دولة شهدت زيادة في مستوى الصراع على مدار العام، بما في ذلك إثيوبيا وإسرائيل وميانمار وجنوب إفريقيا وأوكرانيا، وفي الاتجاه الآخر، سجل 84 بلدا تحسنا.

التكلفة الإقتصادية:

قُدر تأثير هذا العنف على الاقتصاد العالمي بنحو 17.5 تريليون دولار، أو 13٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أو حوالي 2.2 تريليون دولار للفرد.

وتعزى هذه الزيادة في الأساس إلى زيادة الإنفاق العسكري، والذي يرجع إلى حد كبير إلى غزو روسيا لأوكرانيا والإنفاق العسكري ذي الصلة من قبل البلدان المشاركة بشكل مباشر وغير مباشر في الصراع.

في جميع أنحاء العالم، حافظت أيسلندا على مكانتها كأكثر البلدان تنعم بسلام منذ العام 2008.

تليها دول غربية أخرى مثل الدنمارك وأيرلندا ونيوزيلندا والنمسا.

وقد حافظت أفغانستان على لقب أقل البلدان سلاما في العالم، على الرغم من حدوث بعض التحسينات، حيث انخفضت الحوادث الإرهابية بنسبة 75٪ في العام 2022، وانخفض عدد الوفيات المرتبط بالإرهاب بنسبة 58٪.

كما انخفض العدد الإجمالي للوفيات المرتبطة بالنزاع في البلد بنسبة 91٪ في عام واحد، من حوالي 43000 إلى ما يزيد قليلا عن 4000.

وكانت اليمن وسوريا وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية قد تذللت القائمة.

الجبهات الحديثة:

منذ بداية العام 2023، ظهرت مؤشرات على إحراز تقدم في بعض الصراعات طويلة الأجل، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط.

حيث وافق طرفي الصراع في الحرب الدائرة في اليمن على وقف إطلاق النار في شهر أبريل ولمدة ستة أشهر في العام 2022، وعلى الرغم من عدم تجديده مرة أخرى في أكتوبر من نفس العام، استمرت الأطراف المتحاربة الرئيسية إلى حد كبير في الالتزام ببنود الاتفاقية منذ ذلك الحين.

منذ يناير، تشير الدلائل إلى أن نهاية أكثر رسمية للصراع قد تكون واردة، وذلك بفضل التقارب بين الخصمين الإقليميين في المنطقة المملكة العربية السعودية وإيران، الداعمين للمعسكرات المتعارضة في هذه الحرب.

هذا التقارب جزء من اتجاه إقليمي أوسع شهد اهتماما متجددا بالمبادرات الدبلوماسية لحل النزاعات، مما سمح بإعادة دمج الرئيس السوري بشار الأسد في الآونة الأخيرة في جامعة الدول العربية.

ومع ذلك، فإن كل شيء ليس على ما يرام، حيث استؤنف القتال في السودان منذ منتصف أبريل المنصرم، عندما حملت الفصائل المتنافسة في النظام السلاح ضد بعضها البعض.

* 11 ذو الحجة ١٤٤٤، الموافق 29 يونيو ٢٠٢٣(موقع “فوربس” الفرنسي- ترجمة: اسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع