بقلم: تال ليدر

ترجمة: نشوى الرازحي   – سبأ

أكدت كل من الولايات المتحدة وإيران على أنهما غير راغبتان في خوض حرب ضد بعضيهما. ولكن إذا وصل الأمر إلى اشتعال الحرب، فستكون إسرائيل بالتأكيد هدفاً للهجمات الإيرانية.

يتطلع قادة العالم حاليا إلى الشرق الأوسط بقلق. خاصة بعد مزاعم الهجمات التخريبية التي استهدفت ناقلات النفط قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة، وأيضاً الهجوم بطائرات بدون طيار على خط أنابيب سعودي من قبل جماعة الحوثيين المتمردة المدعومة من قبل طهران ونشر سفن حربية وقاذفات قنابل أمريكية في المنطقة.

بعد مرور عام على الاتفاق النووي مع إيران وبعد فترة وجيزة من فرض حظر  على صادرات النفط الإيرانية، اشتدت حدة التوترات بين البلدين على نحو مطرد. إذ يأمل ترامب إما أن يجبر نظام الملا على التوصل إلى اتفاق أو إعلان بدء الانهيار لإيران. ومع ذلك، أكد الجانبان أنهما غير راغبان في خوض الحرب.

إذا توصل الأمر إلى ذلك، فمن خلال سوء التفاهم أو سوء التقدير، ستهاجم إيران بكل تأكيد إسرائيل. يقول شاؤول دروري ، عميل سابق في الموساد كان مسؤولاً عن الشؤون الإيرانية خلال رحلته المهنية: “تؤخذ التلميحات بالتهديد من قبل طهران على محمل الجد في إسرائيل. فقد تم عقد اجتماع مع كبار ضباط الجيش الإسرائيلي و تم تدارس عدة سيناريوهات لمواجهة وشيكة في الخليج الفارسي”.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يشارك ترامب في سياسته إزاء إيران فحسب، بل إنه يؤثر عليها بشكل كبير. ومن خلال تطرقه العلني للبرنامج النووي الإيراني، أقنع الرئيس الأمريكي بإنهاء الاتفاقية النووية. لقد أقنع ترامب بأن مزيجاً من العقوبات الاقتصادية المُعطلة والتهديد العسكري ذي المصداقية سيجبر إيران على الموافقة على اتفاق نووي جديد يتضمن التخلي عن الأنشطة الإقليمية، لا سيما في سورية و اليمن.

ذراع إيران يمتد إلى بيروت:

ومع ذلك، ليس هذا هو السبب وراء تهديد إيران لإسرائيل: إن إبادة الدولة اليهودية هي مسألة تقوم عليها دولة نظام المُلا. يقول دروري: “لهذا السبب نجد أن بعض الصقور في القدس مهتمون بمسألة التصعيد  مع آية الله”.

نتنياهو نفسه قام بالتوضيح لأكثر من مرة بأنه لن يقبل بوجود عسكري إيراني في سورية. وفي الوقت نفسه، صرح رئيس الوزراء أيضاً بأن إسرائيل ستتخذ جميع الخطوات للبقاء بعيداً عن النزاع بين الولايات المتحدة وإيران.

يعرف نتنياهو أن المواجهة بين واشنطن وطهران يمكن أن تصبح حريقاً. حيث سيطلق تنظيم حزب الله الإرهابي المؤيد لإيران الآلاف من الصواريخ الموجهة بدقة على المراكز السكانية الإسرائيلية. وستكون الخسائر في الأرواح والأضرار التي ستلحق بالاقتصاد هائلة.

في الآونة الأخيرة، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي، وهي حليف آخر لطهران، أكثر من 600 صاروخ من قطاع غزة على إسرائيل. ربما كان ذلك نوعاً من التمويه وصرف الانتباه عن العمليات الإيرانية في سورية والعراق. تقول جاليا لافي من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: “لا ترى إيران نفسها كدولة ضعيفة ليس لديها خيار سوى الاستسلام قبل الإنذارات الأمريكية، ولكنها ترى بأنها منافس مكافئ.”