ما تداعيات واهداف التصعيد الإماراتي الجديد في جنوب اليمن..؟
السياسية ـ متابعات:
منذ بداية العدوان السعودي الإماراتي على اليمن، سعت دول العدوان لتحقيق أهدفها ومصالحها الخاصة من خلال السيطرة على الثروات والجزر والمحافظات اليمنية، وما تجدر الإشارة اليه أن الأهداف والمصالح لكل دولة من دول العدوان تختلف عن الأخرى، فالإمارات سعت منذ البداية إلى دعم المجموعات المسلحة في جنوب اليمن وعملت على تشكيل ما يسمى بالمجلس الانتقالي الذي هدف منذ البداية إلى السعي والعمل من أجل فصل جنوب اليمن عن شمالة، وما لا يخفى على أحد أن ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي وحتى قبل تشكيل ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي حاول فرض أمر واقع جديد، من خلال سيطرته الأمنية والعسكرية على بعض المحافظات الجنوبية حيث إن ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي له أهدافه وتوجهاته وحتى دعمه الخاص من بعض الدول مثل الإمارات. الصراع بين الإمارات والسعودية فيما يخص جنوب اليمن ظهر للعلن منذ البداية، حيث إن الإمارات دعمت وسلحت ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي فمجلس ما يسمى بالانتقالي الجنوبي يرى أن السعودية خذلته ولم تتعامل معه بالشكل المطلوب حيث إن أحد أسباب احتداد الصراعات بين ما يسمى بالمجلس الانتقالي، وما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي، هي التغييرات الواسعة التي طالت بشكل خاص العمليات العسكرية التي جرت في شبوة وأبين. نتيجة ذلك فإن الانقسامات داخل التحالف هي موجودة من البداية ولكن يبدو أن تلك الخلافات التي كانت بالأصل موجودة وصلت إلى ذروتها
لا يخفى على أحد أن الهدف من الوجود الإماراتي في الجزر اليمنية وخاصة بالقرب من مضيق باب المندب له اهداف كثيرة وعسكرية حيث كشف وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية، في مايو 2021، أن قاعدة جوية غامضة يجري بناؤها على جزيرة “ميون” البركانية الواقعة على مضيق باب المندب قبالة سواحل اليمن.
وفي هذا السياق موخراً طالبت المجموعات المسلحة التابعة للإمارات والمتمثلة بما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي بالانفصال أي فصل المحافظات الجنوبية عن اليمن ، حيث نقلت العديد من المواقع الإخبارية أن ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” ، الذي تدعمه الإمارات يمضي قدماً في زيادة رفع التوتر مع ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي التابع للحكومة السعودية في تصريحات جديدة دعا ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي إلى انفصال المحافظات الجنوبية عن اليمن .
وفي السياق نفسه اتهم ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي الحكومة التابعة لما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي المدعوم من السعودية بالتهرب من المسؤولية واتهم تلك الحكومة بالفشل واعتبرها المسؤولة عن تدهور الأوضاع في جنوب اليمن. وفي وقتٍ سابق أصدر ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي بيانا أعلن فيه أن “تدهور الأوضاع في الجنوب وقال أنه أمر لا يمكن التسامح معه “.
تعارض المصالح
إن الخلافات بين الكيانات والجماعات التابعة لكل من السعودية والإمارات مازالت موجودة وكل يوم تظهر للعلن بشكل واضح بل ان تلك الخلافات في بعض الأحيان تتصاعد وتصل إلى حد حدوث اشتباكات بين المجموعات المسلحة التابعة لكل من البلدين، تلك الخلافات تأتي في وقت يعاني فيه ما يسمى “مجلس القيادة الرئاسي” من عجز واضح وعدم القدرة على السيطرة على الأمور في المناطق المحتلة من قبل التحالف السعودي الإماراتي ، المجلس الذي لقي دعماً كبيراً لا يوجد انسجام بين قياداته، فالقيادات التي يتكون منها المجلس لديها توجهات مختلفة وتنفذ اجندة دولة متصارعة تسعى للسيطرة والنفوذ على اليمن واستغلال ثرواته الطبيعة، فاليمن بالنسبة للدول الخليجية التي تحاول السيطرة ونهب ثروات اليمن التي تحولت إلى ساحة صراع بين الحلفاء. وقد تطور الخلاف بين الجانبين ليصل إلى حالة الصراع الدموي.
وفي هذا الصدد يمكن القول إن تعارض المصالح بين السعودية والإمارات في اليمن له تأثير كبير على حياة المواطنين حيث يشكو المواطنون من أن الاشتباكات التي تحدث بين القوات الموالية للسعودية والإمارات تؤثر بشكل كبير على حياة المواطنين وتزيد من المعاناة، فإضافة إلى انعدام الوضع الأمني في تلك المناطق وتردي الخدمات جاءت هذه الصراعات بين الجماعات المسيطرة على الأرض في جنوب اليمن لتزيد من المأساة، كما أن استمرار الصراع بين الإمارات والسعودية للحصول على المصالح يؤكد أن العدوان السعودي الإماراتي من الأساس كان هدفه تدمير اليمن، فتداعيات الصراع السعودي الإماراتي في اليمن تنبئ أن المناطق التي يسيطر عليها التحالف السعودي الإماراتي ستظل ساحة صراع قادم، والسنوات القليلة القادمة كفيلة بتحديد حجم ومسارات هذا الصراع وطبيعته، وما يمكن أن يطرأ بين البلدين، في حال تصادم المصالح وخرج ما يغلي إلى السطح.
مراحل و سر الخلاف
لقد أصبح التحالف السعودي مُفككاً بسبب صراعات المصالح حيث كشفت الانشقاقات الأخيرة التي حدثت والمواقف الصادرة عن قادة في ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي ضعف الاستراتيجية لدى التحالف السعودي ومجلس القيادة الرئاسي .
في هذا السياق إن الخلاف السعودي الإماراتي في الساحة اليمنية بدا واضحًا منذ عام 2015 بين أبوظبي التي تضع ضمن أهدافها محاربة حزب “الإصلاح” اليمني، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والرياض التي تستضيف قيادات الحزب وتتعاون مع أذرعه العسكرية لمساندة ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي.
وفي عام 2017، اعتقلت القوات الإماراتية في مطار عدن قائد قوات اللواء الرابع حرس رئاسي، العميد مهران القباطي، المحسوب في ذلك الوقت على ما تسمى الشرعية وفي عام 2019، شكّل إعلان الإمارات عن تخفيض وانسحاب بعض قوّاتها في اليمن، نقطةَ خلاف جديد في الملف اليمني. ففي حين اعتبر البعض أن مثل هذه الخطوة عبارة عن إعادة انتشار استراتيجي ناتج عن قيام الإمارات بتدريب قوات يمنية خلفًا لها في المنطقة، فسّر البعض في المقابل أن مثل هذه الخطوة تأتي في إطار ترك السعودية وحدها.
غضب شعبي
طالب ناشطون بإنهاء الدور الإماراتي في اليمن، وإنهاء الوجود الاماراتي وحذروا من صراع مسلح وامتد غضب اليمنيين إلى مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أطلق ناشطون على موقع تويتر حملة واسعة لكشف ممارسات الإمارات في سقطرى، والمطالبة بطردها والتصعيد الدولي لمحاكمتها على ما اقترفته في الجزيرة التي أصبحت مهددة بالخروج من قائمة التراث العالمي بسبب هذه الممارسات .وتحت وسم “#الإمارات_تنهب_سقطرى” غرد ناشطون يمنيون، متهمين المسؤول الإماراتي الموجود في الجزيرة، حمد المزروعي، بالإشراف على أكبر عملية سرقة لثروات الجزيرة الخلابة والغنية بالموارد الطبيعية والأشجار النادرة والأسماك، وآخرها اصطياد وسرقة سمك الشروخ اليمني السقطري الشهير، أرقى وأغلى أنواع الأسماك في العالم. وطالب المواطنون، برفع الأصوات للمطالبة بطرد المزروعي الذي دخل الجزيرة تحت غطاء العمل الإنساني، لكنه يعمل ضمن خلية أمنية للسيطرة على محافظة سقطرى ونهب ثرواتها وشراء ولاء القيادات العسكرية والاجتماعية، لذلك يمكن القول وبكل وضوح إن التوغل الإماراتي يفوق الخيال، ويجري بصمت مريب
في الختام يبدو أن التحالف السعودي اليوم يمر بأسوأ حالاته حيث إن الانشقاقات في صفوف التحالف السعودي ستربك التحالف أكثر وستسقط شرعية العدوان التي طالما حاول التستر بها لاستمرار عدوانه على اليمن، من جهةٍ أخرى يرى قادة ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي أن السعودية خذلته ولم تتعامل معه بالشكل المطلوب حيث إن أحد أسباب احتداد الصراعات بين ما يسمى بالمجلس الانتقالي، وما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي، هي التغييرات الواسعة التي طالت بشكل خاص العمليات العسكرية التي جرت في شبوة وأبين والتي كانت سبباً إضافياً لتزايد الانقسامات داخل التحالف والتي هي موجودة من البداية ولكن يبدو أن تلك الخلافات التي كانت موجودة بالاصل وصلت إلى ذروتها هذه الأيام.
* المصدر: موقع الوقت التحليلي
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع