أنطوني موريتي

 

تناول موقع “CGTN” الصيني “منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي”، الذي ينعقد من 14 يونيو الجاري وينتهي اليوم الأحد، بحضور عدد واسع من البلدان غير الغربية، في وقت تبدو فيه الاقتصادات الأميركية والأوروبية تضعف بشكل متزايد، ولكنها تصرّ على التزامهما بمعاقبة روسيا وتهميش الصين بلا كلل.

يطرح المنتدى أسئلة متزايدة إن كان على روسيا والدول الأخرى عناية أكبر في الطريق نحو الاستقلال عن الدولار الأميركي، بالنظر إلى الشراكات الاقتصادية والتجارية الواسعة بين ضيوف المنتدى، وخصوصاً تلك الضخمة بين روسيا والصين والمتعلقة بتوريد النفط والغاز.

والآن، ما يقرب من ثلث إجمالي الصادرات الروسية تورد إلى الصين، ولا يمكن تجاهل إعلان الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنهما يعتزمان جعل بلديهما يزيدان بشكل مطرد نسبة التبادل التجاري بالعملة المحلية، ما يعني أن اليوان الصيني والروبل صيني وليس الدولار الأميركي، سيكون أكثر أهمية لكلا البلدين.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية، قد أشارت بذكاء مؤخراً إلى أنّ “استخدام واشنطن للدولار كسلاح خلال العقد الماضي من خلال العقوبات الاقتصادية، دفع العديد من قادة الدول إلى السعي لتمويل الأعمال التجارية بشكل منفصل عن الدولار”.

لا شك في أنّ الدولار يضعف بدلاً من أن يرتفع، وإذا استمر هذا الأمر، فستكون أميركا أقل قدرة على فرض عقوبات على الدول المتمردة على هيمنتها. ويتضح بلا مواربة مشهد فقدان واشنطن موقعها بإملاء كيفية عمل النظام المالي العالمي.

ستستضيف روسيا، 6 اجتماعات ثنائية خلال المنتدى مع ممثلين من الآسيان، والصين، والهند، وأميركا اللاتينية. ومن المرجح أن تتمحور هذه المحادثات حول الجهود الروسية لتوسيع التعاون الاقتصادي وربما السياسي مع هذه الدول والمناطق من العالم.

كتب سفير روسيا لدى الآسيان ألكسندر إيفانوف مؤخراً، أن بلاده “لاعب لا غنى عنه” في جنوب آسيا”، لأنها ترفض إلقاء المحاضرات على أي دولة في الآسيان والعالم بشأن سياساتها الداخلية.

تستفيد روسيا، من مثل هذه الجمعيات لأن البلاد يمكن أن توسع الفرص التجارية، وتستفيد دول الآسيان لأنها تستطيع الوصول إلى سوق الطاقة الروسي. وللتذكير، في شهر نيسان/أبريل، انعقد الاجتماع السنوي لكبار المسؤولين بين الآسيان وروسيا في كمبوديا، وجرت محادثات هامة حول التكنولوجيا والأمن والسياحة وقضايا أخرى.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كتب مقالة في صحيفة روسية عن “اعتقاد روسيا بأنّ سيطرة الغرب على القوة العالمية آخذة في التآكل، وأنّ تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر إنصافاً جارٍ بلا هوادة”.

لا شك، أنّ الاستجابة المنطقية على أزمة النظام العالمي، تكمن في تعزيز التعاون بين الدول التي تخضع لضغوط غربية خارجية، من خارج الدولار ما يتسبب بضعف الثقة الاقتصادية العالمية في العملة الأميركية، وسيؤدي إلى حتمية تراجعها.

يدرك ضيوف “منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي”، بأنّ الولايات المتحدة تواصل السعي لخنق روسيا من خلال العقوبات الاقتصادية، وإرسال السلاح بعشرات مليارات الدولارات إلى أوكرانيا. وأفادت وزارة الخزانة الأميركية، أنه تمّ فرض أكثر من 300 عقوبة اقتصادية مختلفة ضد روسيا.

مع ذلك، ذكرت الإذاعة البريطانية “بي بي سي” مؤخراً، أنّ القادة الغربيين توقعوا انهيار الاقتصاد الروسي بسبب شدة العقوبات، لكن “صندوق النقد الدولي يعتقد أن الاقتصاد الروسي يمكن أن ينمو بنسبة 0.7 في المائة هذا العام. وهذه مفارقة كبيرة إذا كان تحليل صندوق النقد الدولي صحيحاً.

كل التوقعات الاقتصادية لحلفاء واشنطن، تتهاوى بسرعة، فائقة وتنوء تحت أخبار عن احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة في النصف الثاني من هذا العام، وربما تكون أوروبا الآن في حالة ركود فعلية.

  • نقله إلى العربية حسين قطايا
  • المصدر: الميادين نت
  • المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع