أطفال اليمن باليوم العالمي للأنيميا .. مثخنون بالجراح والآلام نتيجة العدوان والحصار
السياسية:
يحتفل اليمن مع سائر بلدان العالم يوم غدٍ الاثنين باليوم العالمي للأنيميا الذي يصادف الـ 19 من كل عام.
ويأتي احتفال العالم باليوم العالمي للأنيميا في ظل معاناة شديدة للمرضى، خاصة في أوساط الأطفال الذين لم يحصلوا على الحد الأدنى من أساسيات الصحة.
ويحتفل الأطفال المرضى بهذا اليوم، مثخنين بالجراح والآلام جراء ما خلفه العدوان الأمريكي – السعودي – الإماراتي من آثار وتداعيات، في صعوبة حصول المرضى على الأدوية والمستلزمات الطبية، ما أدى إلى ارتفاع سعرها وانخفاض القدرة الشرائية للمرضى نتيجة الحرب الاقتصادية وصعوبة الوصول إلى الأصناف الدوائية التي تحتاج إلى ظروف نقل خاصة.
وأوضح رئيس الجمعية اليمنية للثلاسيميا الدكتور أحمد شمسان لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن الاحتفال بهذه المناسبة يأتي للفت نظر المجتمع إلى دعم المرضى وتكثيف التوعية الصحية للوقاية من هذه الأمراض الوراثية المزمنة.
وأشار إلى أنه تم تسجيل 463 حالة وفاة نتيجة انعدام الأدوية حتى أكتوبر الماضي، وتوثيق 700 حالة إصابة جديدة العام الماضي، مؤكداً ضرورة اتخاذ قرار للحد من انتشار المرض، وإجراء فحص ما قبل الزواج.
ووصف الدكتور شمسان وضع مرضى الأنيميا، بالمأساوي نتيجة احتياجاتهم للأدوية والدم، لافتا إلى الصعوبات التي تواجه الجمعية نتيجة تزايد أعداد الحالات المصابة بهذا المرض.
فيما أشار تقرير صادر عن وزارة الصحة العامة والسكان أن حياة 40 ألف مصاب بالأنيميا المنجلية مهددة بالخطر نتيجة انعدام الأدوية بسبب استمرار العدوان والحصار.
وأكد أهمية تكثيف التوعية المجتمعية بأهمية الفحص الطبي قبل الزواج، لحماية الأجيال من خطر الإصابة بهذا المرض .. لافتاً إلى أن العدوان والحصار ضاعفا من معاناة مرضى الانيميا، نتيجة منع دخول الأدوية، وصعوبة الحصول عليها.
وأفاد التقرير بأن المنظمات لا توفّر المساعدات المطلوبة لمرضى الأمراض المزمنة وكذا أدوية وفحوصات الدم لمرضى الثلاسيميا والدم الوراثي.
وأوضح التقرير أن هناك إعاقة كبيرة في إدخال الدواء بسبب الحصار، الذي يخالف المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية.
وطالبت وزارة الصحة، المنظمات الدولية والإنسانية العاملة في اليمن الاضطلاع بمسؤولياتها للاستمرار في دعم القطاع الصحي والتركيز على دعم الأمراض الوراثية المزمنة.
وحمّلت دول العدوان مسؤولية تردي الوضع الصحي وارتفاع أعداد الوفيات وانعدام الدواء الخاص بمرضى الثلاسيميا وانحلال الدم الوراثي.
كما طالب بيان وزارة الصحة، الأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها بالضغط على دول العدوان لرفع الحصار وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة من أجل إنقاذ حياة مرضى الثلاسيميا والدم الوراثي وضمان استمرار توفير الأدوية الأساسية والداعمة والمساعدة للمرضى وخصوصا الأدوية الساحبة للحديد وعلاج الهيدروكسي يوريا.
ودعت وزارة الصحة إلى دعم جهود تعزيز خدمات نقل الدم الآمن للمرضى، نظراً لأن تكاليف الأدوية عالية على أسر المرضى، وكذا دعم جهود الوقاية ومكافحة أمراض الثلاسيميا والدم الوراثي من خلال توفير أجهزة الترحيل الكهربائي “Hb Electrophoresis” ومحاليل إجراء الفحوصات الطبية المبكرة “فحص ما قبل الزواج”.
وتعد أمراض الثلاسيميا وإنحلال الدم الوراثي من الأمراض التي تنتشر بصمت في المجتمعات بالرغم من مخاطرها، حيث تُعد من الأمراض الوراثية المزمنة التي تنتقل من الآباء الحاملين للصفة الوراثية إلى الأبناء عن طريق المورثّات، تتميز بوجود فقر دم مستمر من بعد الولادة بعدة أشهر وحتى نهاية العمر.
ويؤثر فقر الدم في حدوث مضاعفات للمريض واحتياج لنقل الدم، وتضخم الطحال والكبد، وهشاشة وتشوهات في العظام والوجه مع بروز الأسنان الأمامية، وكذا تغيرات في الهرمونات وضعف النمو غالباً، وارتفاع نسبة الحديد باستمرار نتيجة نقل الدم المتكرر والانحلال المستمر للخلايا قصيرة العمر، وما يصاحب ذلك من مضاعفات على أجهزة الجسم المختلفة، قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تلف الأعضاء المتأثّرة، أو فشل وعجز في وظائف أجهزة الجسم، سيما القلب والطحال والكبد والكلى والبنكرياس.
سبأ