علي احمد اسحاق—————-

 

من يتابع محاضرات السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الرمضانية وخاصة الايام 11و 12 و13رمضان 1440هـ يدرك ان اليمن لديها فرصة تاريخية لبناء دولة  متقدمة قوية حديثة وقادرة بوجود قائد مؤمن شجاع محب للعدل والصدق ثائر ضد الفساد يعرف  كل صغيرة وكبيرة عن مجتمعه وفي المحاضرات الرمضانية  يشخص الخلل والمرض ويوصف الدواء ولابد من البدء بالعلاج وستكون النتيجة بإذن الله النهضة  الشاملة للشعب اليمني والأمة.

الوعي والإرادة والثقافة الاقتصادية

تحدث السيد وركز على اهمية الاقتصاد لبناء دولة قوية وأهمية (الوعي والإرادة )والثقافة الاقتصادية لبناء اقتصاد قوي ؛ فيجب ان يكون الفرد والمجتمع مثقفا اقتصاديا فالاقتصاد عامل هام في تطور الدول والمجتمعات كما اوضح السيد؛ كلما كان الاقتصاد قويا متينا، متوازنا قائما على العلمية والحرفية، والانتاج – كلما كانت الدولة والمجتمع أقوى وأكثر تطورً و هناك ترابط وثيق بين قوة الاقتصاد  وتطور المجتمع ولا يمكن أن نجد اقتصادا متينا مبنيا على أسس علمية  (في دولة متأخرة )حتى اذا كانت دولة لديها ثروات  كما هو الحال في دول الخليج  لسبب بسيط أن هذا النوع من البناء السليم مرتبط بصورة جوهرية بمفهوم الوعي والثقافة الاقتصادية والقيم والوطنية وبمدى توفر ذالك  لدى المواطن والقيادة  فإذا كان الفرد والمجتمع يتحلى بالوعي والثقافة الاقتصادية  حتى ولو بالحد الادنى بالاضافة الى القيم الانسانية العامة مثل الصدق والاستقامة والامانة والاخلاص والنزاهة والشفافية  تكون فرص التطور الاقتصادي مضاعفا ؛ فنجد المجتمعات الذي يغيب عنها  الوعي  مع ضألة في الثقافة الاقتصادية فيها على مستوى الافراد اوالجماعات تكاد لا تعثر على فرصة للتطور الاقتصادي،  فدول الخليج تمتلك ثروات مالية ونفطية ضخمة، إذ يُعدّ بعضها من الأغنى نفطياً، إنتاجاً وتصديراً على مستوى العالم،الا انها تعد من الدول المتخلفة وشعوبها تعاني من زيادة معدلات الفقر والبطالة والتضخم في ظل تفاقم الأزمات المالية والسياسية التي تعاني منها هذه الدول، والإنفاق المالي الضخم على التسلح وتمويل المشاريع الطائفية وتسخير ثرواتها لخدمة المشاريع المعادية للامة، وتُعدّ السعودية نموذجاً بين الدول العربية النفطية التي تتفاقم فيها البطالة والفقر، رغم الإيرادات النفطية الضخمة المتدفقة عليها التي تقارب 500 مليون دولار يومياً في بعض الأوقات، وهي تمتلك أيضاً احتياطيات من النقد الأجنبي تتجاوز 500 مليار دولار، ومع ذلك ترتفع فيها نسبة البطالة إلى 12.8% حسب الأرقام الرسمية، وهو ما يفوق المعدلات السائدة في دول عربية فقيرة لا تمتلك حتى 10% من هذه الاحتياطيات النقدية، كما تصل نسب الفقر في السعودية  إلى 25%، حسب البيانات المعلنة، وتتكرر نفس الأزمات الاقتصادية والمعيشية الخانقة في دول عربية نفطية أخرى، مثل الجزائر والعراق وليبيا رغم تدفق إيرادات نفطية على خزانتها العامة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات.

والسؤال ؟ كيف تكون مساهمة ثقافة المواطن الاقتصادية ووعيه  في تطويرالدولة والمجتمع والجواب :- جاء في محاضرات السيد القائد :- الوعي والارادة _ الرجوع الى الله  قال الله تعالى : { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قدير )).

– الالتزام بتوجيهات الله المتعلقة بالجانب الاقتصادي لتصحيح تفكير الفرد وسلوكه اقتصاديا  قال تعالى : وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)

الاستهلاك الصحيح

شدد السيد على اهمية الرشد في الانفاق وعدم التبذير التزاماً بقوله سبحانه وتعالى

وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا ))وقوله تعالى :إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) ، وعندما ينتشر هذا الاسلوب من العيش بين افراد ومكونات المجتمع كافة، ويتعلم هؤلاء طرق الاستهلاك الصحيحة حتى في التفاصيل اليومية الصغيرة مع الالتزام بالقيم والاستقامة  فإن هذه الاستقامة والثقافة الفردية والجمعية سوف تعود على الدولة والمجتمع بمردودات اقتصادية كبيرة نتيجة للتراكم في صحة التفكير والسلوك وسوف تصنع شعبا مثقفا اقتصاديا يمتلك الوعي والارادة ولهذا فإن القيادي والمسؤل لابد أن يكون ذا رؤية ووعي وخبرة اقتصادية جيدة  لانه ينتمي الى ذلك الشعب وهكذا تكون الفائدة أعم وأشمل، فلا تتعلق بالفرد وحياته فقط، بل تمتد لتشمل المجتمع والدولة بأكملها.

التخطيط والتنظيم

وقد تحدث السيد عن اهمية التخطيط والتنظيم  والاستخدام الأمثل للموارد والإمكانيات والظروف في تنمية الفرد والمجتمع ويتحدث دائماً عن التوجية والرقابة وضرورة تحويل التحديات الى فرص، فالتخطيط (Planning) يعتبر الاهم لتحقيق الرؤية وتحديد اهدافها  والتنظيم (Organization) لتنسيق الجهود لتحقيق الهدف.

والتوجيه (Guiding)، لتحديد المهام والواجبات  والرقابة (Controlling) لمتابعة تقييم الأداء ومراجعة ما تم انجازه مع ما خطط له.

 

العمل

تحدث السيد عن اهمية العمل باعتباره اهم المقوّماتِ الرئيسيّة التي تقفُ وراءَ ضمانِ الحياة الإنسانيّة الكريمة للفرد والمجتمع والدولة على حدٍّ سواء، حيث يشكّلُ حجر الزاوية في بناء الأمم، وفي النهوض باقتصاديّات البلاد، وبالتالي يوفّرُ مصادرَ تمويل مختلفة تتيحُ الفرصة للتنمية الشاملة والمستدامة وإحداث التطوير اللّازم لكافةِ قطاعات الدولة، وكافة جوانبِ الحياة فيها.

والعمل يُشكّلُ أداة حتميّة لتحقيقِ الاكتفاء الذاتي النسبيّ للدولة اليمنية بحيث يتم الاعتماد  على النفس  في إنتاجِ العديدِ من السلعِ الصناعيّة والزراعية والاستهلاكيّة، والخدمات المِهنيّة والعقاريّة، بمعزل عن التبعيّة الكاملِ للدول الأخرى، وبأقل قدرٍ ممكن من الاستيراد من الخارج، حيث يتمّ استغلالُ الموارد الطبيعيّة والبشريّة والطبيعيّة ليمننا الحبيب وتشغيلها عن طريق الأيدي العاملة، والأدوات، والماكنات الخاصّة لإخراج مخرجات مناسبة حسْبَ المواصفات المطلوبة والتي تلائمُ الاستهلاكَ البشريّ، وتؤمن احتياجاتِهم.

كما ان العمل يرفع معدّل الاستثمار ، ممّا ينعكس بصورة إيجابية جداً على الاقتصاد  ويزيدُ من القدرة التنافسيّة، ويحقق لليمن  القوة في  الساحة العالميّة  ويتيحُ لها القدرة على الصمود في وجه العدوان الخارجي والتحدياتِ والتعقيدات التي ترافقُ شراسة المنافسة، وعدائية بعض الدول.

 

النمو الاقتصادي 

يشدد السيد دائماً على ضرورة الاهتمام  بالانتاج المحلي والاهتمام بالجودة والتقليص من الاستيراد لان النمو الاقتصادي لن يتحقق الا بالزيادة في كمية السلع والخدمات التي ينتجها الاقتصاد اليمني  والنمو الاقتصادي يقاس علميا بتلك الزيادة خلال فترة زمنية معينة

 

التنمية الاقتصادية

ورؤية السيد القائد في هذا الجانب هي الطريق الوحيد لتحقيق التنمية الاقتصادية لانها عملية تغيير هادفة وشاملة لكل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية تبدأ من الوعي والإرادة والتخلص تدريجياً من  السياسات التي فرضت على اليمن من عقود واستبدالها بسياسات وطنية تحقق تنمية شاملة يتم بموجبها اعداد برامج حكومية مصممة لتحقيق اهداف رؤية السيد القائد لنقل اليمن إلى وضع اقتصادي واجتماعي وسياسي متقدم خلال فترة زمنية محددة..