حربٌ خليجية جديدة تهدد الشرق الأوسط
آلة الحرب الأميركية في طريقها إلى الخليج : جنود أميركيون على متن حاملة طائرات يُذكر الوضع المتصاعد باستمرار العديد من المراقبين بالوضع قبل حرب العراق في العام 2003. حيث يبحث وزير الخارجية الأمريكي بومبيو في أوروبا الآن عن مقاتلين يرافقونه في دربه المتشدد
بقلم : توماس زايبرت
(صحيفة “جنرال أنتسايجر” الألمانية ، ترجمة : نشوى الرازحي -سبأ)
بعد الهجمات الغامضة على أربع ناقلات نفط في الخليج العربي ، تستمر التوترات في المنطقة في التصاعد.
كما أعلنت جماعة الحوثيين المدعومة من قبل إيران في اليمن أنها استهدفت عدة أهداف في المملكة العربية السعودية بطائرات بدون طيار الثلاثاء.
و لم يصب أحد إثرها بأذى ولكن العنف يزيد من خطر نشوب نزاع عسكري بين إيران والولايات المتحدة من جهة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى.
بداية تصعيد الأحداث : قال الحوثيون إن هجمات الطائرات بدون طيار كانت ردة فعل على جرائم المملكة العربية السعودية في اليمن.
حيث تقاتل جماعة الحوثيين في اليمن منذ عام 2015 ضد تحالف بقيادة المملكة العربية السعودية. ومملكة آل سعود تمثل القوة السنية الرائدة وترى في الحوثيين كأتباع لعدوهم ، إيران الشيعية.
كما تتهم الولايات المتحدة الإيرانيين بنهج سياسات عدوانية في الشرق الأوسط وتريد أن تجبر إيران على أن تخر ساجدة لها بفرضها عقوبات اقتصادية عليها.
قبل يومين من هجمات الطائرات بدون طيار ، هاجم مجهولون ناقلتين سعوديتين وناقلة إماراتية وناقلة نرويجية في الخليج. أصيبت واحدة على الأقل من السفن بقذيفة من المياه الإقليمية الإماراتية.
وتفيد تقارير بأن النيران قد اشتعلت في عدد من الناقلات،لكنها لم تؤكد ذلك. لم تسمح السلطات في ميناء الفجيرة التابع لدولة الإمارات العربية المتحدة للصحفيين بالوصول إلى مكان الحادث والإطلاع على حال السفن.
وعلى الرغم من أن حجم وظروف الهجمات لا يزال غير واضح ، إلا أن الحادث أثار التوترات بين الولايات المتحدة وحلفائها وإيران.
وجهة نظر المعارضين : إذا حدث شيء ما في منطقة الخليج ، فإن إيران ستواجه “أسوأ مشكلة ، هكذا هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورد عليه رئيس الدولة الإيرانية حسن روحاني أن بلاده لن تخوف وأنها سوف “تهزم العدو”.
ومن وجهة نظر السعوديين وحكومة ترامب إيران هي مثار قلق إقليمي يجب إيقافه. و لذلك تفكر واشنطن في نشر قوات إضافية في الخليج.
المتشددون الإيرانيون يشاركون في التحريض للمعركة
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه يمكن نشر ما يصل إلى 120 ألف جندي في المنطقة إذا كانت إيران ستهاجم القوات الأمريكية هناك أو ستستمر في صنع قنبلة نووية. كما يشارك المتشددون الإيرانيون في التحريض للمعركة.
قال قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني علي رضا تانجسيري قبل بضعة أسابيع إن إيران ستغلق مضيق هرمز في الخليج الفارسي ، وهو أحد أهم طرق تجارة النفط في العالم ، إذا لم يعد بإمكان ناقلات النفط الإيرانية العمل هناك. ولكن حتى الآن ، يخشى المشاركون من حدوث مواجهة مفتوحة.
أين يكمن الخطر ؟ العوامل السياسية الداخلية على جانبي النزاع تجعل المواجهة العسكرية أكثر احتمالًا. روحاني في موقف دفاعي بسبب المشاكل الاقتصادية المتزايدة الناتجة عن العقوبات الأمريكية في طهران.
حيث يواصل المتشددون في الحكومة الأمريكية زيادة الضغط على إيران دون أن تتمكن هذه السياسة من إقناع حكومة طهران بتعديل سلوكها.
وقال علي فايز ، خبير في شؤون إيران في مركز الفكر الدولي للأزمات لمجلة “نيويوركر” : “هذا يسبب إحباطاً في واشنطن ” : في كلا الجانبين ، قد تنمو إغراءات استخدام الوسائل العسكرية لكسب المواقف في بلدانهم.
المنظور التاريخي : يتم تذكير بعض منتقدي ترامب بالوضع قبل حرب العراق في العام 2003 ، عندما قدمت الحكومة الأمريكية آنذاك مزاعم كاذبة لتهيئة الجمهور لنزاع عسكري.
يفكر مراقبون آخرون في ما يسمى بحادث تونكين في العام 1964م في ذلك الوقت ، نشرت البحرية الأمريكية خدعة هجوم السفن البحرية الفيتنامية الشمالية ؛ و استخدمت الحكومة في واشنطن هذا للحصول على الضوء الأخضر للكونغرس لحرب فيتنام.
يشعر كولين كال ، مستشار سابق لسلف ترامب باراك أوباما، بالقلق الآن من احتمال تكرار قضية تونكين في الخليج الفارسي.