السياسية:

ينظر كيان الاحتلال بعين القلق الى التطور المهم لإيران ومحور المقاومة أجمع على مستوى الطائرات المسيّرة. ويراقب أيضًا ما تحققه المسيرات لروسيا في الحرب الأوكرانية. وفي هذا السياق يرى الكاتب ليئور اليفان في صحيفة كيان “إسرائيل اليوم” العبرية أنّ تلك المسيرات “الرخيصة وسهلة الإطلاق”، قد تطلق من أي موقع لـ “حزب الله أو حماس إلى العمق الصهيوني، ولا يمكن التنبؤ بمسار سقوطها فتتجاوز القبة الحديدية”، متسائلًا هل من المقرر أن تصبح تل أبيب نسخة من كييف التي تعرضت للقصف؟”.

المقال المترجم:

بينما يركز العالم الغربي على السباق النووي، يطور الإيرانيون قدرات تتطلب مجموعة أقل قدرة من المهندسين والفيزيائيين، والتي يمكن أن تصبح لهذا السبب على وجه التحديد كاسرة للتوازن، حتى ضد دولة مستعدة وماهرة.

يمكن لمركبة صغيرة وذكية، تعمل بنظام تحديد المواقع العالمي GPS، وتحمل متفجرات أن تشق طريقها بسهولة من خلال أي نقاط أو مواقع الإطلاق لدى لحزب الله أو حماس إلى العمق الصهيوني.

مسار سقوطها، الذي لا يمكن التنبؤ به، يتجاوز تقنية القبة الحديدية، وهي رخيصة وسهلة الإطلاق، ويمكن شراء قطع غيارها من موقع أمازون دون المخاطرة بالشاحنات الإيرانية التي سيتعين عليها الهروب من العين الصهيونية. حتى سلاح الجو الأسطوري سيواجه صعوبة في التعامل مع مئات الطائرات بدون طيار المرسلة لإحداث الفوضى والدمار في المدن الصهيونية.

في حرب لبنان الثانية، حاول حزب الله إطلاق طائرة إيرانية بدون طيار باتجاه كيان إسرائيل، تم اعتراضها، لكن هذه كانت بداية الطريق، وفي كانون الأول / يناير 2022 أسقطت قوات الجيش الصهيوني طائرة بدون طيار على الحدود اللبنانية، وعثرت فيها على صور تؤكد جمع معلومات منتظم من قبل حزب الله باستخدام الحوامات.

كيان إسرائيل ليست الهدف الوحيد، في أيلول / سبتمبر 2019، نفذ الحوثيون في اليمن سلسلة من الهجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ “كروز” على البنية التحتية النفطية في المملكة العربية السعودية، ومنذ الحرب في أوكرانيا والطائرات الإيرانية بدون طيار تخدم بوتين، وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2022 أطلقت لتنفيذ هجوم مدمر على كييف.

هل من المقرر أن تصبح تل أبيب والقدس نسخة محلية من كييف التي تعرضت للقصف؟ هل ستشمل الحرب القادمة أسراب لا يمكن السيطرة عليها من الأدوات او الوسائل التي تحلق بسرعة وبدقة نحو الأصول الاستراتيجية والمباني السكنية في كيان “إسرائيل”؟ إلى جانب تطوير استجابة في مجالات التكنولوجيا والسايبر، هناك حاجة أيضًا إلى الرد على دافعية إيران لشن هجوم؟

عبرت الاتفاقية النووية لعام 2015، عن فكرة أن الدول تهتم برفاهيتها أكثر من بقائها، وأن تعاون القوى سيجعل إيران تركز على تطوير أي سلاح وتتخلى عن برنامجها النووي، وصرح الرئيس الأمريكي أوباما أن الاتفاقية “تقطع كل طرق إيران للوصول إلى القنبلة”، لكن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادر الأسبوع الماضي أوضح أن إيران عملت بنشاط لتمهيد الطريق الى الوصول للقنبلة حتى في السنوات التي تلت الاتفاق مباشرة، من الواضح أن اعتبارات الجدوى التي تقوم بها إيران لا ترى في العقوبات الاقتصادية قيداً شديدًا للغاية.

إن تقوية العلاقات مع جيران إيران وحماية العلاقة مع بوتين هي مصلحة صهيونية حيوية، وأيضًا يمكن أن يكون إظهار “اليد الطويلة” فعالًا وقد لا تخشى إيران العقوبات لكنها على الأرجح لا تريد طهران أن تبدو مثل كييف.

*المصدر: موقع الخنادق
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر