بقلم : مالو تريسكا

(صحيفة “لوكروا – “le-croix الفرنسية, ترجمة : أسماء بجاش -سبأ)

* ما هو التقدم الملموس الذي يمكن أن تحققه هذه الخطوة على أرض الواقع؟

لاح بصيص آمل في سماء اليمن الذي يعيش في خضم صراعاً دامي منذ أكثر من أربع سنوات فبعد أشهر من تعثر اتفاق السلام الذي اشرفت عليه الأمم المتحدة ، بدأ المتمردون الحوثيون في سحب مقاتليهم يوم السبت الموافق 11 مايو من مناطق موانئ مدينة الحديدة : ميناء الحديدة والصليف ومحطة رأس عيسى النفطية , وعند الانتهاء من عملية نقل السلطة إلى خفر السواحل في هذه المعاقل الاستراتيجية الثلاث ، يجب أن يتم التحقق من “فك الارتباط” هذا والذي يعتبر الأول من نوعه من قبل المتمردين  يوم الثلاثاء 14 من مايو من قبل الأمم المتحدة.

ومن جانبها ، تأمل هيئة الأمم المتحدة في الأيام المقبلة أن تكون قادرة على مساعدة شركة موانئ البحر الأحمر في إدارة المنشآت ، وتعزيز ضوابطها على البضائع المفرغة ، وذلك بعد تركيز الأنشطة في هذه الموانئ على القضاء على المظاهر والمعدات العسكرية وإزالة الألغام , إذ لا تصعيد عسكري ، ولا تحلق لطائرات فوق المنطقة الواقعة بالقرب من ميناء الحديدة الإستراتيجي للغاية , حيث يعتمد ما يقرب من 20 مليون شخص على الواردات الغذائية والمشتقات النفطية والأدوية التي تمر من خلاله , حيث ظل الوضع هادئاً خلال 24 ساعة الماضية.

قال “برنارد دريانو” رئيس مركز دراسات ومبادرات التضامن الدولي (Cedetim) والعضو بالتضامن الجماعي اليمني , أن  أول أثار هذا الانسحاب ستكون إنسانية ، في حال استطاعت السفن أن ترسو ويبقى أن نرى كيف يمكن بعد ذلك نقل المساعدات إلى خارج مدينة الحديدة.

*  كيف ردت الحكومة اليمنية على هذا الانسحاب؟

على الرغم من أن التحالف العسكري الدولي الموالي للحكومة اليمنية بقيادة الرياض لم يستجب لذلك بشكل علني حتى الآن , إلا أن السلطات اليمنية تعهدت من جانبها بتنفيذ الجزء الخاص بها من المرحلة الأولى من إعادة الانتشار بناءاً على طلب الأمم المتحدة.

ومن جانبها شككت الحكومة اليمنية بهذه الخطوة , حيث أشار وزير الاعلام في الحكومة اليمنية معمر الارياني إلى أن ما فعلته ميليشيات الحوثي ما هو إلا  بروفة مسرحية حول نقل السيطرة إلى قوات حليفة لها، حيث وصف هذه العملية العسكرية بأنها “تلاعب”.

كما قال أحد موظفي ميناء الصليف اشترط عدم ذكر اسمه أن هذا الانسحاب “مجرد حيلة” و”لم يتغير شيء في حين رأى “فارع المسلمي” رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية بصنعاء والباحث في معهد “تشاتام هاوس” في لندن أنه خلال الأسبوعين المقبلين ، سنرى ما إذا كان هناك نقل للسلطة أو ما إذا كانت هناك مخالفات جديدة.

* هل يمكن لهذا الانسحاب أن يمهد الطريق لاستئناف وإحياء مفاوضات السلام؟

في الأشهر الأخيرة الماضية ، ظلت المحاولات الرامية إلى إنقاذ اتفاق السلام الموقع بين الفرقاء اليمنيين في ستوكهولم مستمرة , والذي سبق أن قدم فك الارتباط هذا , إلا أنه ظل في حالة جمود , ومع ذلك ، فقد أعلنت الأمم المتحدة بالفعل مرتين في شهري فبراير وأبريل هذا الانسحاب ولكن دون جدوى.

يرى “برنارد دريانو” أنه في حال تم تأكيد هذه الخطوة ، فسوف تكون بمثابة بصيص أمل يفتح الباب أمام تقدم جديد في مسار المفاوضات الثنائية ، بينما لا شيء تقريباً قد تغير على أرض الواقع منذ محادثات السويد , في حين يوجد الكثير من القوى على الأرض وخلف الستار , بحيث يظل أي جهد لإزالة التصعيد محفوفاً بالمخاطر في هذه المرحلة.