السعودية تتصدر مؤشر العبودية الحديثة لعام 2023
السياسية:
في الوقت الذي تسعى فيه السعودية جاهدة لأن تتصدر قائمة الدول الأكثر تطوراً وديموقراطية مخصصة لذلك أموالاً طائلة لأجل تلميع صورتها على وسائل الاعلام العالمية، أتت رياح الحقائق كما لم تشتهِ. اذ كشف تقرير صدر مؤخراً ان الرياض من بين الدول الأوائل على مستوى العالم بمعدل انتشار العبودية الحديثة.
صنفت أربع دول عربية، بما في ذلك السعودية والإمارات، من بين الدول العشر على مستوى العالم ذات أعلى معدل انتشار للعبودية الحديثة في مؤشر العبودية العالمي لعام 2023.
وأشار التقرير إلى أن نظام الكفالة، المعروف أيضاً باسم الكفالة، الذي اعتمدته السعودية والإمارات والكويت يقيد حقوق العمال الأجانب، مما يرفع من مؤشر العبودية في تلك الدول.
ويستند المؤشر على مبدأ أساسي في التصنيف وهو “تقييد حرية الشخص”، انطلاقاً من حقه في العمل وظروف قبوله او رفضه، وصولاً إلى حرية تحديد الرغبة في الزواج ومتى ومع من.
وتعرّف منظمة “WalkFree” لحقوق الانسان العبودية الحديثة بأنها تشمل “العمل القسري، والزواج القسري أو السخرة، وعبودية الدين، والاستغلال الجنسي التجاري القسري، والاتجار بالبشر، والممارسات الشبيهة بالعبودية، وبيع الأطفال واستغلالهم”.
وفقاً للتقرير الذي نشرته ميدل ايست مونيتور، عاش حوالي 50 مليون شخص في حالات العبودية الحديثة عام 2021. ومن بين هؤلاء الأشخاص، كان هناك ما يقرب من 27.6 مليون شخص يعملون بالسخرة و22 مليوناً في زيجات قسرية.
تنتشر هذه النسخة من العبودية بكثرة في الرياض. والأسوأ من وجودها، هو شرعتنها بلبوس من القوانين والأعراف. اذ يسمح “نظام الكفالة”، للعمال الأجانب بالعيش في السعودية والعمل بها، عبر توكيل المواطن السعودي مسؤولية صياغة عقود الموظف لديه ووضع شروط التأشيرة التي تناسبه.
وفق الرؤية الاستراتيجية لعام 2030، أعلنت الرياض انها ستعمد لتوفير قدر أكبر من الحريات بما في ذلك السماح للعمال بفتح حسابات مصرفية، وتغيير الوظائف، ومغادرة البلاد دون إذن. في حين ذكرت التقارير الواردة حينئذ، ان جرعة الحريات تلك، قد أعطيت للعاملين في القطاعات الخاصة، مثل النفط والغاز.
مع زعم الرياض لدفع الحريات الذي أقرته، زاد اهتمام الصحفيين الدوليين في معرفة مدى تطبيق المعايير. لكنها خلصت إلى ان جزء كبير من العاملين قد حرم من جوازات السفر إضافة لأمور أخرى. وتقول صحيفة تايمز البريطانية، ان “العديد من المتاجرين بالبشر اعترفوا باستخدام “العقاب البدني” لمعاقبة ضحاياهم إذا “ردوا على ذلك”، وطالبوا الخادمات بالعمل دون توقف مقابل أقل من 6 دولارات في اليوم. بينما أشارت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، ان ما لا يقل عن 50 مليون شخص سيعيشون في العبودية الحديثة على مستوى العالم في عام 2021، حيث يجبر 28 مليون منهم على العمل و22 مليون يجبرون على الزواج القسري.
وتعتبر الصحيفة في تقريرها الذي نشر أواخر عام 2022، ان “هذه الحكايات المروعة والمألوفة عن انتهاكات أصحاب العمل ليست سوى مرحلة واحدة من الانتهاكات السعودية لحقوق الإنسان”.
كما يشير تقرير صادر عن مجموعة من منظمات حقوق الانسان، ان حوالي 10 آلاف عامل مهاجر من جنوب وجنوب شرق آسيا، يموتون كل عام في منطقة الخليج.
الحرارة والرطوبة، وتلوث الهواء، والإفراط في العمل، وظروف العمل المسيئة، وعدم كفاية تدابير الصحة والسلامة المهنية، والإجهاد النفسي والاجتماعي، وارتفاع ضغط الدم هي من بين المشاكل الصحية التي يواجهها العمال الوافدون ذوو الأجور المنخفضة في الخليج. يمكن أن تسبب ساعات طويلة من العمل اليدوي في الطقس الحار إجهاداً حرارياً، مما قد يؤدي إلى تلف الأعضاء، وفقاً للتقرير.
المصدر : الخنادق
المادة الصحفية : تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع