تقرير أممي: نزوح أكثر من مليون صومالي بسبب الصراع والأزمات
- السياسية:
أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين والمجلس النرويجي للاجئين، بأن أكثر من مليون صومالي، نزحوا داخل بلادهم، خلال أكثر من 4 أشهر بقليل؛ بسبب “مزيج سام” من الجفاف والصراع والفيضانات.
واضطر نحو 433 ألف شخص إلى ترك منازلهم بين الأول من كانون الثاني/يناير و10 أيار/مايو مع اندلاع تمرد طاحن واشتباكات في منطقة أرض الصومال الانفصالية (صوماليلاند)، وفق المنظمتين.
وأوضحتا في بيان مشترك، أمس الأربعاء، أنه بالإضافة إلى ذلك، “شُرّد أكثر من 408 آلاف شخص بسبب الفيضانات التي اجتاحت قراهم فيما نزح 312 ألفاً بسبب الجفاف المدمر”.
وتشهد الصومال والدول المجاورة في القرن الأفريقي بما فيها إثيوبيا وكينيا، أسوأ موجة جفاف منذ 4 عقود بعد 5 مواسم عجاف، تركت ملايين الأشخاص في عوز وقضت على المحاصيل والماشية.
ويجتمع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وحكومات العالم في نيويورك، اليوم الأربعاء، في مؤتمر لمحاولة جمع تمويل مقداره 7 مليارات دولار لمساعدة المحتاجين في كل أنحاء المنطقة.
والأسبوع الماضي، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنّ ما لا يقل عن 43,3 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات منقذة للحياة ومستدامة في القرن الأفريقي.
وحالياً، يبلغ عدد الأشخاص النازحين داخل حدود الصومال 3,8 ملايين شخص فيما يكافح 6,7 ملايين للحصول على طعام، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين والمجلس النرويجي للاجئين.
وأشارت المنظمتان إلى أن أكثر من نصف مليون طفل يعانون سوء تغذية حاداً.
وقال مدير المجلس النرويجي للاجئين في الصومال محمد عبدي، إنّ “وصول عدد النازحين داخلياً إلى عتبة المليون شخص يعد بمنزلة إنذار مدوٍ بالنسبة إلى الصومال… فالجوع يطارد البلد بأكمله الآن”.
وأضاف: “نحن نشهد أعداداً متزايدةً من العائلات التي أُجبرت على ترك كل شيء وراءها، لأنه لم يتبق في قراهم أي ماء أو غذاء”، مشدداً على “الحاجة ماسة إلى زيادة تمويل المساعدات قبل فوات الأوان”، وفق ما ورد في موقع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وفرّت معظم العائلات من محافظة هيران في وسط الصومال وجدو في جنوب البلاد التي يبلغ عدد سكانها 17 مليون نسمة، وهي تصل إلى مناطق حضرية مكتظة، ما يشكل ضغطاً على الموارد المحدودة أصلاً.
من جهته، قال ممثل المفوضية في الصومال ماغاتي جيسي إنّ “المجتمعات الضعيفة هي الأكثر تضرراً من آثار أزمة المناخ، ما يترك العديد من العائلات من دون حماية، ويزيد من مستويات النزوح… كان الوضع في الصومال أصلاً من بين أكثر العمليات نقصاً في التمويل قبل هذه الأزمة”.
وأضاف “وفي حين نبذل مع شركائنا في المجال الإنساني كل ما أمكن للاستجابة، فإن الموارد المتاحة لنا غير كافية. ولهذا، يجب على المجتمع الدولي تكثيف جهوده لإنقاذ الأرواح ودعم هذه الاستجابة الإنسانية”.
وحتى الآن، لم تتلق وكالات الإغاثة إلا 22% من التمويل اللازم لتلبية حاجات الصومال هذا العام.
ويقاتل عناصر حركة “الشباب” الصومالية الحكومة المركزية الهشة منذ العام 2007، ويسيطرون على أجزاء من الريف نفذوا منها هجمات عدة في الصومال والدول المجاورة.
في غضون ذلك، ضربت فيضانات مفاجئة وسط الصومال بعد هطول أمطار غزيرة تسببت في تدفق المياه على المنازل في بلدة بلدوين في هيران، ما أدّى إلى غمر طرق ومبان ومقتل 22 شخصاً.
وتأثرت منطقة القرن الأفريقي بنزاعات مسلّحة طويلة الأمد وكوارث مناخية، مع تحذير برنامج الأغذية العالمي من أنّ الأزمات لم تنته بعد.
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان إنّ “السنوات الثلاث الماضية من الجفاف تركت أكثر من 23 مليون شخص في أجزاء من إثيوبيا وكينيا والصومال يواجهون جوعاً شديداً”، مضيفاً أنّ تعافي المنطقة سيستغرق سنوات.
* المصدر: عرب جورنال
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر ولا تعبر عن رآي الموقع