السياسية :

مع دخول الاحتجاجات في شوارع  ” يافا ” المعروفة حاليا باسم تل أبيب الأسبوع العشرين، نشرت وسائل إعلام الكيان الصهيوني خطة في حكومة الكيان الصهيوني أخطر من الإصلاحات القضائية. وتستهدف هذه الخطة، التي يشار إليها بإعادة تعريف مفهوم “اليهودي”، إحدى ركائز الكيان الصهيوني.

مادة شرعية في اليهودية مبنية على الإسناد إلى سلف الأب

حذرت صحيفة “هآرتس” الصهيونية، في تقرير لها، من إعادة تعريف حكومة نتنياهو المتطرفة لمفهوم “اليهودي”، ووصفت هذه الخطة بأنها تمنع وجود مهاجرين يهود يتحدثون الروسية في فلسطين المحتلة. وكتب التقرير: “سيمخا روتمن”، إحدى الشخصيات المؤثرة في حكومة نتنياهو، التي تؤكد على إصلاح قانون الهجرة، وتقول إن القانون، الذي تم إقراره منذ عام 1950، يجب تعديله ومراجعة أهلية من يريد الحصول على الجنسية الإسرائيلية.

كان “تعديل قانون العودة” مطلبًا متكررًا لأعضاء الائتلاف في الحكومة الحالية. حيث إن أعضاء مجلس الوزراء يريدون إلغاء شرط “اليشم” من قانون العودة. هذا القانون هو تعديل عام 1970 لقانون العودة ويصنف أولئك الذين لديهم أسلاف يهود على أنهم “يهود” ويمنحون جنسية الكيان الصهيوني.

يذكر تقرير هآرتس أنه منذ الاتحاد السوفيتي – الذي عرّف من كان آباؤهم يهودًا على أنهم يهود – استخدم المهاجرون من روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا هذا النص القانوني في كثير من الأحيان. كما تم قبول تعريف الاتحاد السوفيتي ليهودية الشخص من قبل المجتمعات الإصلاحية والمحافظة في أمريكا الشمالية. بينما في النظرة العامة، اليهودي هو شخص والدته يهودية. لهذا السبب، فإن محاولة الحكومة الحالية لتغيير التعريف الديني لليهودية هي مصدر قلق كبير بين المهاجرين الناطقين بالروسية من روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا. لأنه مع التعريف الجديد، لن يتم تضمينهم في تعريف اليهودية وسيتم التشكيك في مواطنتهم في الكيان الصهيوني.

400000 شخص معرضون لخطر الترحيل

وحول تداعيات تطبيق هذا القانون على مجتمع الكيان الصهيوني، حذر أليكس ريف، مؤسس “مجموعة اللوبي 100 مليون” – التي تحمي حاليًا مصالح 1.5 مليون ناطق بالروسية في الأراضي المحتلة – من أنه سيكون لتغيير قانون العودة عواقب وخيمة، فهو سيحرم الكيان الصهيوني من 400 ألف مواطن ناطق بالروسية”. يشبه هذا الإجراء إخبار 400000 شخص بأنه ليس لديك علاقة بنا ولا نريدك أن تكون هنا، لقد ألغينا القانون الذي أتى بك إلى هنا، لقد كان خطأ مؤقتًا تم إصلاحه.

ونقلت تقارير عن كلام “إسحاق يوسف”، أكبر حاخام سفارديم (صهاينة شرقيون) عام 2020، أنه قال: عشرات الآلاف من غير اليهود قدموا إلى إسرائيل من دول الاتحاد السوفيتي السابق. هناك الكثير من الغرباء هنا، بعضهم شيوعيون إما يتجنبون الدين أو مناهضون له. إنهم ليسوا يهودًا على الإطلاق ويصوتون لأحزاب معادية للدين والأصولية الدينية (الحريديم)، ستعيدهم إسرائيل عند فوز الحريديم في الانتخابات.

لم تغير حكومة “نتنياهو” هذه المادة القانونية بعد، لكن ما حدث عملياً هو أن هجرة اليهود الناطقين بالروسية إلى فلسطين المحتلة باتت صعبة. على سبيل المثال، ألغى مجلس الوزراء الشهر الماضي عملية الهجرة الطارئة من روسيا وبيلاروسيا. وسيؤدي هذا الإجراء الذي اتخذه مجلس الوزراء إلى بقاء المهاجرين الذين قدموا إلى فلسطين المحتلة من هذين البلدين بلا مسؤولية لأشهر دون تحديد وضعهم القانوني، في انتظار الموافقة على طلب الهجرة الخاص بهم.

ما يتكشف هو عنصرية راسخة مقرونة بخداع واسع النطاق ضد عدد كبير من السكان جعلهم بلا مأوى منذ عقود. قبل احتلال فلسطين، قامت الوكالة اليهودية بالإعلان بين أولئك الذين كانت علاقتهم باليهودية ضعيفة، داعية إياهم للهجرة إلى فلسطين. في الوقت الذي احتاج فيه الصهاينة إلى الناس ولم يهتموا بما هو أصلهم، أحضروا عددًا كبيرًا من اليهود إلى فلسطين، والآن يريدون طردهم من فلسطين من خلال وصفهم بأنهم غير يهود.

المصدر : موقع الوقت التحليلي 

المادة الصحفية : تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع