بقلم : بيل ترو

(صحيفة: الإندبندنت البريطانية – ترجمة : أنيسة معيض- سبأ)

حذرت الأمم المتحدة من أن حصيلة القتلى في الحرب المدمرة في اليمن قد تصل إلى ما يقرب من ربع مليون بحلول نهاية عام 2019، ووصفت الصراع بأنه من “أكبر الكوارث التي  تواجه البشرية والتي يمكن تداركها”.

ورد في تقرير مؤلف من 60 صفحة ، أنبثق عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) أن القتال بين الحكومة اليمنية المدعومة من الخليج والحوثيين يمكن أن يعيد البلاد إلى الوراء جيل كامل من حيث التنمية.

وحذرت من أنه إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بشكل صحيح بحلول نهاية العام ، فإن العدد الإجمالي للقتلى قد يرتفع إلى 233 ألف، و60% من القتلى سيكونون من الأطفال دون سن الخامسة.

يشمل العدد المتوقع للأمم المتحدة  102.000 قتيل نتيجة استمرار القتال و131 ألف شخص سيموتون جراء نقص الغذاء والخدمات الصحية والبنية التحتية في الحرب.

ويمثل هذا زيادة كبيرة في أحدث عدد من القتلى ، تم جمعه من قبل مجموعة رسم الخرائط العالمية وموقع بيانات النزاع المسلح ومشروع الأحداث اكليد (Acled)، الذي قال الأسبوع الماضي إن 70 ألف شخص  قد لقوا حتفهم في الحرب منذ عام 2016.

وفي الوقت نفسه ، حث البرلمانيون البريطانيون المملكة المتحدة على وقف مبيعات الأسلحة للتحالف الذي تقوده السعودية في البلاد ، خوفاً من أن يسهم ذلك في الأزمة الإنسانية وتفاقم أعداد القتلى.

وجاء في تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اللاذع “إن الصراع الحالي في اليمن هو واحد من أكبر الكوارث التي يمكن تداركها والتي تواجه البشرية “.

“إذا استمرت هذه الحرب ، فسوف تستمر في قتل الأطفال بشكل غير مبرر ، ويعزى ذلك العدد المهول في قتلى الاطفال إلى عدم توفر الغذاء والخدمات الصحية والبنية التحتية. لقد أدرج هذا  الصراع بالفعل من بين أسوأ الصراعات منذ نهاية الحرب الباردة “.

لقد انخرط اليمن في النزاع المدمر هذا منذ سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على البلاد في أواخر عام 2014، وعلى إثرها تمت الإطاحة بالرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي.

أطلقت المملكة العربية السعودية وشركاؤها في الخليج ، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة ، حملة القصف هذه في مارس 2015 لإعادة حليفهم هادي.

بعد أربع سنوات من القتال ليس هناك  أمل كبير يوحي بإنهاء هذا القتال ، ذلك القتال الذي نتج عنه ما وصفته الأمم المتحدة سابقاً بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وفقاً للأمم المتحدة : فأن أكثر من 24 مليون شخص ، أو 80 % من البلاد ، يعتمدون الآن على المساعدات الإنسانية ، وأكثر من 13 مليون شخص معرضون لخطر المجاعة.

تتركز مفاوضات السلام حالياً على هدنة متوترة برعاية الأمم المتحدة في مدينة الحديدة الساحلية ، وهي نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية والواردات التجارية.

تحاول الأمم المتحدة دفع الطرفين إلى سحب القوات من المدينة المضطربة ، لكن العملية توقفت ، حيث يلقي كلا الطرفين باللوم على بعضهما البعض لعدم إحراز تقدم. القتال لا يزال متقداً في الجنوب الغربي لمحافظة تعز.

استضاف وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت وزراء سعوديين وإماراتيين في لندن الأسبوع الماضي في محاولة أخيرة للتوصل إلى شروط سلام.

وقبل الاجتماع ، كان قد سلط الضوء على معاناة الأطفال في اليمن ، قائلاً يشاهد على تويتر أن أكثر من 100 طفل يموتون يوميًا بسبب الجوع الشديد.

ومع ذلك ، واجهت حكومة المملكة المتحدة انتقادات متزايدة لدعمها المستمر للمملكة العربية السعودية التي قادت حملة القصف المدمرة في اليمن.

منذ أن بدأ التحالف حملته الجوية في اليمن في مارس 2015، قامت المملكة المتحدة بترخيص مبيعات أسلحة بقيمة 4.7 مليار جنيه إسترليني على الأقل إلى الرياض.

قال لويد راسل – مويل ، النائب العمالي عن برايتون كيمبتون : إنه يتعين على المملكة المتحدة أن توقف فوراً دعمها بالأسلحة والأفراد للمملكة بسبب العدد المتزايد للقتلى الذي تم تسليط الضوء عليه في تقرير الأمم المتحدة.

وقال لصحيفة “الإندبندنت”: “من الواضح أن القنابل البريطانية التي تستهدف الأهداف المدنية بشكل روتيني في اليمن لا تكفي لإشعار الحكومة بالخجل والامتثال لقانون مراقبة تصدير الأسلحة في المملكة المتحدة وتعليق المبيعات للسعودية “.

وأضاف “ليس لدي أدنى ثقة بأن الحكومة ستتوقف ما لم تُلزمها محكمة الاستئناف بذلك “.

دعا قادة خمسة أحزاب معارضة بما فيها حزب العمل ، الحكومة البريطانية إلى وقف مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية.

قال تقرير الأمم المتحدة : إن الصراع تحول إلى “حرب على الأطفال “، حيث يموت طفل كل 12 دقيقة في البلاد.

كما توقع التقرير بأنه وبحلول عام 2022، يكون أكثر من 330 ألف طفل قد لقوا حتفهم، وهو ما يمثل حوالي 70 % من إجمالي عدد القتلى في الحرب.

كما أثار التقرير مخاوف بشأن المجاعة المحتملة في البلاد. ففي الوقت الحالي ، هناك 13.4 مليون شخص معرضون لخطر المجاعة في اليمن، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إذا استمر الصراع.