السياسية- متابعات:

قال رئيس الوزراء في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء أنه “إذا بدأت فكرة تعميم السلام في المنطقة برمتها واستبدالها لغة الحرب ومعادلات المعارك فنحن نؤيد المضي في هذا الطريق وندفع باتجاهه، لكنه ورغم كل ما سبق فإن دول العدوان ما تزال تختبر صبرنا من خلال بعض المطالب وعليها أن تتعاطى بكل جدية مع تحذيرات السيد عبد الملك الحوثي”.
ما كان مستحيلا في نظر الكثير قبل ثمان سنوات أصبح حقيقة ناصعة الوضوح بعدها، اليمن يصمد في مواجهة العدوان الشامل والتواطؤ العالمي والغربة، وحيدا وقف الشعب اليمني متحديا إرادة العالم وأموال البترودولار وتنوع أسلحة العالم أجمع الا من موقف محور المقاومة المشرف على محدوديته انطلقت الحرب وأقلت الطائرات حمولاتها من المتفجرات وبدأ الوجع اليمني صراخ الأطفال ودموع الثكالى وانكسار الشيوخ وقهر الرجال أمام عدو أحمق ومتغطرس تجاهل التاريخ اليمني الحافل بمحطات الأباء ومقارعة الغزاة والانتصار.
اشتدت المعركة ومضت الأيام ومعها رمى العدو بكل ثقله ممنيا النفس بتحقيق نصر خاطف لن يحتاج لأكثر من أسبوعين على الضفة الأخرى كان اليمنيون يعيدون ترتيب الصفوف ويشحذون الهمم لمواجهة الدنيا بأسرها مرت الأيام وانقلبت المعادلة وانتقل اليمني من الدفاع الى الهجوم وبعد ثمان سنوات ها هي دول العدوان تسعى لاهثة وراء الوسطاء للوصول الى اتفاق تأمن جانب اليمنيين وقوتهم العسكرية التي لم يكونوا يملكونها والقادرة على الوصول الى عمق كل دول العدوان في المنطقة بأسرها.
وأمام هذا الأعجاز اليماني الذي يدخل عامه التاسع يسعدنا في وكالة تسنيم أن نستضيف دولة رئيس الوزراء في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور للوقوف أمام الصمود اليمني خلال سنوات العدوان الثمان والماضية ومناقشة مستجدات الحرب ومستقبلها.

ولأهمية الحوار “السياسية” تعيد نشره:

 

  • تسنيم: بداية.. دولة الرئيس بثمان سنوات من الألم والصبر اليمني تقتحمون العام التاسع من عمر العدوان على اليمن.. ما هي عوامل صمودكم والأثمان التي دفعها ابناء اليمن؟ وكيف تمكن اليمنيون من تجاوز كل هذا الألم وتحويله الى انتصار تلوح بشائره في الأفق؟
  • شكرا جزيلا لوكالة تسنيم وشكرا لدوركم في جبهة الإعلام المقاوم لما تقدموه من دور مهم في هذه الجبهة.. الشعب اليمني صمد وثبت خلال ثمان سنوات ونحن اليوم ندخل العام التاسع هذه الفترة كانت فترة معاناة كبيرة عاشها الانسان اليمني.
    أولا كل دول العدوان مسنودة من الاعلام العالمي ودول القرار الرأسمالي العالمي هذه الدول كلها شاركت بالعدوان على اليمن, الشعب اليمني صمد لأن هذه قيمة مكتسبة تاريخية لديه وحالة الصمود هذه فطرة لدى شعبنا بحيث يأبى الإذعان للغزو عبر التاريخ فهي جزء من إرثه التاريخي. وأيضا صمد بتوجيهات القيادة الثورية القائد الحبيب السيد عبدالملك الحوثي كان عاملا في تحشيد الناس من خلال إدارته للمرحلة عبر ظهوره بشكل دائم لرسم ملامح المعركة لتحقيق الثبات والصمود.
    إضافة الى دور المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ لعبنا دور في توظيف الامكانات والقدرات وحشد طاقات المجتمع بما يواكب متطلبات هذه المرحلة والصمود في مواجهة العدوان, كذلك فإن لمحور المقاومة إسهام كبير في هذا الصمود ابتداء بطهران شرقا مرورا ببغداد فدمشق ثم بيروت ففلسطين وصولا الى صنعاء نظرا لأن هذا المحور اقتنع بمقاومة المشاريع الصهيونية الأمريكية التي فرضت على المنطقة العربية والإسلامية منذ أربعة وسبعين عاما لذلك هذه الجبهة على اتساعها حاضرة لمساندة ودعم أي عمل مقاوم ينتصر لإرادة شعوب المنطقة وتحررها من النفوذ الأمريكي الصهيوني سواء في فلسطين ولبنان وسوريا وبالطبع في اليمن وصنعاء إحدى هذه العواصم حظيت بهذا الإسناد والدعم كغيرها من عواصم دول المحور وها هي تنتصر.
    هذه المشاريع المقاومة لا تجد قبول لدى المنظومة الغربية الرأسمالية وعليه تواجه بحرب بهدف كسر إرادة هذه الشعوب لأنها تحول دون أن تنفذ دول الهيمنة خططها، وصنعاء هي واحدة من هذه العواصم التي رفعت مبدأ الثبات والصمود لذلك انتصرت بعد ثمان سنوات، انتصرت عسكريا وأمنيا وانتصرت إعلاميا فالمواطن الذي ليس له راتب, المواطن الذي حوصر بكل اساليب الحصار وبالتحديد في المناطق الحرة الخاضعة لسيطرتنا في المجلس السياسي وحكومة الانقاذ ولم يدنسها الغزو، صمد وثبت ولم يركع.
    لذلك نشعر باعتزاز كبير اننا بعد ثمان سنوات بأننا نحقق هذا الانتصار وأيضا نلقن الأعداء دروس بالثبات والصمود والصبر والاجتهاد فهذا الأمر مستمد من تاريخنا العروبي والإسلامي الضارب بقدم التاريخ اليمني.

 

  • تسنيم: بالرغم من الهدنة الطويلة الا أن الحرب لم تضع أوزارها بعد .. ما البرامج والخطط التي تعملون عليها للتعامل مع المرحلة المقبلة والعام الجديد لمواجهة فرضيات استمرار الوضع العسكري على حاله؟
  • السيد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير أكد على أننا نرفض خطة دول العدوان في الابقاء على الوضع “لا حرب ولا سلام” وهو هددهم بشكل واضح لذلك عمليا نحن من الناحية العسكرية والأمنية الشعب اليمني انتصر لأنه كبح جماح 17 دولة معتدية.
    إضافة الى الغطاء القانوني والسياسي والدبلوماسي التي كانت تمارسه العدول الغربية برمتها ، بما فيها حلف الناتو والاتحاد الأوروبي دول الباسيفك وغيرها، كل هذه الظروف دفعت القيادة اليمنية الى ايجاد حلول تخفف من مأساوية الوضع لمواجهة هذا التحدي غير المسبوق في الجانب الاقتصادي من خلال جمع الموارد وتوظيفها فيما يساعد على الصمود الشعبي وتماسك المؤسسات فعملنا على احياء المؤسسات في الجانب العسكري والمدني كهيئة الزكاة وكذلك الهيئة العامة للأوقاف والمشاريع التي تدعم الفقراء والمحتاجين وتمكنهم من الحصول على ابسط مقومات الحياة و مواجهة التحديات التي فرضتها ظروف العدوان في الجانب الإنساني المتردي.

 

  • تسنيم: هذا في الجانب الاقتصادي ماذا عن فرضيات الوضع العسكري واستمرار الحرب؟
  • التصنيع العسكري اليمني في الحقيقة لم يكن وليد هذه الفترة بل إن عملية تصنيع الجيش اليمني يمتد لأكثر من ثلاثين سنة، ففي هذه الفترة
    استغلينا تلك القدرات في جانب التصنيع العسكري بشكل كبير ولا نخفي مساعدة الأصدقاء في هذا الجانب وهذا الأمر مكننا من تحديث الأسلحة القديمة التي كانت على وشك الانتهاء وتفعيلها وطورنا الصواريخ البالستية وعلمنا على انتاج الطيران المسير وأنواع عديدة من الأسلحة التي نحتاجها في مواجهة هذا العدوان.
    دائما يتهمنا العدوان بأننا نحصل على الأسلحة من جمهورية إيران الإسلامية بينما هذه الدول ذاتها سبق لها أن أعلنت عن إطباق الحصار على اليمن جوا وبحرا وبرا وهذا يدفع لأن نطرح سؤال مشروع من أين ستأتي الأسلحة إلينا في ظل الحصار القائم والتفتيش الدقيق الذي يطال كل ما يدخل اليمن؟!.
    فكيف لهذه الأسلحة بهذه الأحجام – طول وعرض- أن تمر من أليات التفتيش الدقيق التي يقومون بها؟!. وبناء على ذلك فإنه من المستحيل أن نحصل على أي قطعة سلاح.

في الواقع نحن محاصرين بكل ما تعنيه كلمة حصار وعليه نؤكد أن هذا التطور العسكري الذي اكتسبته القدرات العسكرية اليمنية هو نتاج جهد محلي وأي سلاح أنتج صنع في الداخل اليمني لأن هناك إرادة لدى القيادة السياسية والعسكرية والأمنية ولدينا شباب يمني قادر على توظيف المعارف المتعلقة بالتصنيع العسكري.

من الناحية الأخرى فإننا لا ننسى في هذا المقام أن نوجه الشكر لجمهورية إيران الإسلامية كما سبق وأن وجه قائد الثورة الشكر للجمهورية الإسلامية في إيران لدورها الداعم لكل حركات المقاومة في المنطق ومن بينها الدعم لليمن في الجانب المادي والتقني والإعلامي وغير ذلك.

إيران قدمت أفضل ما يمكن أن يقدمه أخ لأخ وشقيق لشقيق وشريك لشريك هم يحتاجون لذلك ونحن بالطبع نحتاج لذلك فلا ضير ان نتكلم عن هذا الموضوع في العام التاسع من العدوان.
أعداءنا قصفوا شعبنا ليل نهار خلال الفترة السابقة باستمرار في رمضان الكريم في الأشهر الحرم كانوا يقصفون أطفالنا ونساءنا وشيوخنا ومساجدنا ومدارسنا ومستشفياتنا ومسارحنا لم يكن يردعهم شيء بل أرادوا أزاحتنا وطمسنا من الوجود ولو تمكنوا من ذلك لما ترددوا في تنفيذه وبالتالي فإننا واجهنا كل ذلك بكل الوسائل المتاحة وسنستمر.

  • تسنيم: الخطاب الأخير للسيد عبد الملك الحوثي بمناسبة اليوم الوطني للصمود وذكرى مرور ثمان سنوات من العدوان كان واضحا بالتأكيد على أن العام التاسع من العدوان لن يكون كما قبله من ناحية كسر الحصار وانتزاع الحق اليمني بالقدرات العسكرية اليمنية المتطورة التي لم تدخل المعركة بعد.. تعليقكم على ذلك؟

أحذر دول العدوان كمسؤول يمني وكذلك كمراقب بأن يستمعوا لخطابات قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي باهتمام شديد وأن لا يستخفوا بها وأن يتعاملوا معها بجدية عالية لأنه لا يوجد وعد قاله قائد الثورة الا وتحقق منذ ثمان سنوات، هم يسخرون الآن من أطروحات قائد الثورة عبر منابرهم الإعلامية وهنا نطرح عليهم سؤال ما الوعد الذي قاله السيد القائد ولم يتحقق؟!
كل وعد قاله السيد القائد خلال الثمان السنوات الا وتحقق فهو لم يقل كلاما جزافيا بل أن جزء من كلامه كان مبني على معادلات في الواقع والجزء الآخر تمثل الإرادة الربانية التي لا شك فيها فنحن مظلومين والشعب اليمني مظلوم وقائد الثورة كرر عليهم بأن يحذروا صبر هذا الشعب اليمني المظلوم فالله لا يقبل الظلم ولا العنجهية.

صحيح أن الشعب اليمني فقير وضعيف ومظلوم لكنه شعب إرادته فولاذية قوية فلا يقبل الغطرسة فثمان سنوات من الجوع والحصار كفيلة بأن تثبت ذلك.
هذا الصمود مستمد من تاريخينا والمسألة ليست مسألة عابرة فتاريخنا طويل وممتد لآلاف السنيين اليمن وجد في هذا العالم ليس كحالة طارئة فهو بلد أسس العديد من الحضارات القديمة مشبعة بدروس التاريخ فالمسألة مرتبطة بالماضي والحاضر والمستقبل.
لذلك تحذيرات قائد الثورة تتكرر فالمستشارون لدول العدوان كانوا يمنوهم بأن دخول هذه الدول المعركة ستصل خلال أسبوعين صنعاء وسيرفعون رايات الاستسلام.. هذا في التاريخ اليمني لم يحدث وفي الحاضر لم يحدث وفي المستقبل لن يحدث.

  • تسنيم: حالة اللاسلم واللاحرب أثرت عليكم في حكومة صنعاء من الناحية الاقتصادية كونه لم يلمس المواطن اليمني أي شيء ايجابي لدرجة أن المزاج الشعبي يفضل استمرار الحرب على هذه الحالة .. هل تضعون في حساباتكم المطالب الشعبية؟
  • منذ أول حوار اجريناه مع المرتزقة طلبنا أن نفصل بين الجانب الإنساني والجانب العسكري والسياسي لكنهم رفضوا وأصروا على توظيف الجانب الاقتصادي كورقة في عدوانهم. هم يراهنون على تجويع الشعب وزرع اليأس والاحباط لدى الناس شعبنا يحب السلام لأنه لا يوجد شعب ينبذ السلام مطلقا فالسلام الذي ينشده اليمنيون لا يمكن أن يقرن بالهزيمة او الانكسار، المسألة مرتبطة بالكرامة بكرامة المجموع الكلي للشعب اليمني وعليهم، أي دول العدوان ان يستمعوا لكلام قائد الثورة ولفخامة رئيس المجلس السياسي الاعلى مهدي المشاط ولكل القيادات في البلاد والتي توجه تحذيراتها لدول العدوان لا تعبثوا بمستقبل وحاضر الشعب اليمني. هذا الشعب الطيب الكريم المتسامح مع كل من يتسامح معه ويتعايش على أساس حفظ المصالح المشتركة.

ولو لاحظنا أن شعوب المنطقة التي تتعرض لهجمة شرسة من دول الهيمنة أن هذه الشعوب لديها امتدادات تاريخية وحضارية ضاربة بالقدم كما يحدث مع الشعب اليمني، لان هذه الشعوب تمتلك وعيا بمخاطر المشاريع الاستعمارية على حساب مصالح هذه الشعوب وبالتالي فإنها تقاوم ولم تخضع وبالتأكيد الشعب اليمني كان في طليعة هذه الشعوب التي لديها وعي بالماضي ووعي بالحاضر ووعي بالمستقبل والوعي هو الطاقة الهائلة التي تخلق الشعوب والحضارات والأمم.

  • تسنيم: ما يزال الحظر عن مطار صنعاء ساريا الا من بعض الرحلات وكذلك الحصار المفروض على ميناء الحديدة شبه قائم.. كيف تنظرون لذلك؟
  • هناك ذيول لكل الأزمات ولهذه الأزمات ذيولها هم مثلا المرتزقة اليمنيين الذين يأتمرون للسعودية أو الإمارات لديهم استعداد لتنفيذ أي خطوة تستهدف مصالح الشعب اليمني ويكدر عيشه حيث قاموا بإيقاف إصدار تذاكر السفر والرحلات من صنعاء على سبيل المثال، نحن نؤكد بأن ما تم الوصول إليه مع دول العدوان حتى اللحظة ايجابي والايجابية في أن بوادر حسن النية بدأت تبرز من خلال اتفاقاتنا البينية مع السعودية وكذلك الامارات وهاتان الدولتان من شنتا العدوان على بلدنا ومع ذلك، فإذا بدأت فكرة تعميم السلام في المنطقة برمتها واستبدالها لغة الحرب ومعادلات المعارك فنحن نؤيد المضي في هذا الطريق وندفع باتجاهه، لكنه ورغم كل ما سبق دول العدوان ما تزال تختبر صبرنا من خلال بعض المطالب المتعلقة بدفع رواتب الموظفين وتأجيل رفع الحظر عن مطار صنعاء الأمر الذي يتسبب بأذى كبير على المواطنين في كافة الجغرافيا اليمنية بما فيها تلك التي تحتلها دول العدوان. وهذا ما جعلنا نفرض الفصل بين الجانب الإنساني والجانب العسكري بما يجعل حل الاحتياجات الإنسانية أولوية ومازلنا متمسكين بذلك. نجدد التأكيد على أن رفع الحظر عن مطار صنعاء استراتيجية بالنسبة لنا ، وإذا لم تتحقق مطالبنا فإن الخيارات أمامنا تتمثل باستئناف المعارك والحرب وغيرها.
  • تسنيم: ما تزال قوى العدوان والمرتزقة تسيطر على جزء كبير من الجغرافيا اليمنية .. كيف ستتعاملون مع المليشيات التي أنشأتها دول العدوان في مأرب والساحل الغربي والمحافظات الجنوبية وهل تراهنون على الورقة السياسية في التعامل مع هذه التشكيلات المليشاوية بالنظر للتطورات الأخيرة علما أن معظم المنشأت النفطية والغازية وثروات البلاد تحت سيطرتهم؟
  • أي جزء من الارض اليمنية التي يدنسها العدوان فهو مؤلم بالنسبة لنا ولا يمكن أن نسمح به، فهناك على سبيل المثال إغراءات لأبناء هذه الجزر من خلال إعطاءهم الجنسية والإغراءات المالية هذه تعتبر إجراءات مؤقتة لا نتعامل معها الا كحالة طارئة من حالات الحرب والعدوان، وغير ذلك فإن الحرب ستستمر ومقاومة المحتل حتى يعود كل شيء الى وضعه الطبيعي قبل العدوان. وفيما يتعلق بسيطرة المرتزقة على إجزاء من الجغرافيا اليمنية فهذه مليشيات متباينة سلمت نفسها لدول عدة فهناك من يتبع السعودي والإماراتي والقطري ونحن نؤكد أن هذا الوضع لن يدوم فهم يعيشون آخر لحظاتهم الارتزاقية التي ستنتهي حتما، ودائما ننبه بأن أيام الارتزاق محدودة بينما الأيام الوطنية لا نهائية وهنا نوجه لهم دعوة بأن يعودوا الى صف الوطن وأن يقفزوا من على هذه السفينة المهترئة الى أرض اليمن الصلبة وصنعاء أبوابها مفتوحة لكل اليمنيين.
  • تسنيم: كما ذكرت دولة الرئيس أن اليمن خاضت معركة خلال ثمان سنوات نتج عنها أزمات مركبة أهمها الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني والتي خلفتها الحرب الاقتصادية بحيث أدت في إحدى صورها إلى حرمان مئات الآلاف من موظفي بغير رواتب حيث أصبحت ورقة تفاوضية لدى دول العدوان.. الى أين وصلت النقاشات حول هذه النقطة والتي يتم رعايتها من عمان سيما أنكم بصنعاء تؤكدون على أنها مدخل لحل الملف الإنساني والذي سيكون الخطوة الأولى نحو الحل الشامل؟
  • نحن قلناها بأن رواتب الموظفين التي حرموا منها منذ سبع سنوات أولوية قبل أي شيء آخر ونكررها بالنسبة لنا قلناها ونؤكدها ووقعنا على ذلك دونها لن نقبل بأي تسويات على الأطلاق.
    سلطنة عمان بقيادة السلطان والوزراء ومساعديهم هم وسيط محايد قوي يؤمنون بأن استمرار الحرب وإيذاء الشعب اليمني فيه مضرة على شعوب منطقة الخليج (الفارسي) برمتها لذلك تقدمت هي بمجموعة من المقترحات للحل وهي مقترحات معقولة وسهلة ومتاحة. نحن لا نريد من السعودية والامارات أي هبة ونريد فقط عائدات نفطنا وغازنا تحول الى بنك محايد وتصرف هذه الأموال لرواتب الناس موظفي الدولة وفقا للموازنة العام 2014م.

المرتزقة يضغطون على دول العدوان بأن لا يتركوهم في منتصف الطريق حتى يستمروا بسرقة هذه الأموال وهذا يضاعف من مأساة موظفي الدولة والذين يتجاوزون مليون ونصف موظف الذين حرموا من رواتبهم حتى اللحظة.
نحن نتمسك وسنستمر بهذا المبدأ لأنه مبدأ أنساني أخلاقي وعرفي وديني ومسؤولية على عاتق المسؤولين و لا يمكن أن نساوم على حقوق هؤلاء الموظفين الصابرين منذ ثمان سنوات.

  • تسنيم: هددت صنعاء في أكثر من تصريح جاء على ألسن العديد من القيادات العسكرية والسياسية والثورية.. ما الخيارات لديكم في حال تخلفت السعودية واستمرت بمماطلتها في الحوار دون الالتزام بمطالب اليمن؟
  • عليهم أن يتابعوا خطاب قائد الثورة الأخير الذي ألقاه بمناسبة يوم الصمود الموافق لمرور ثمان سنوات على العدوان مرارا وتكرارا وأن يحفظوها عن ظهر قلب ففيه خيارات اليمن. خيارات اليمن لن تبقى في حالة اللاسلم واللاحرب، سنخوض المعركة لأننا نعتبرها هذه المعركة معركة شرف وكرامة للإنسان اليمني وسنواصل المعركة لعشر سنوات قادمة إذا لم يستوعب العدو ذلك.
  • تسنيم: بالنسبة للحدث الأهم والغير متوقع وهنا أعني الإعلان عن الاتفاق الإيراني السعودي.. تعليقكم على الاتفاق؟ وهل سينعكس إيجابا بالحوار اليمني السعودي؟
  • السياسة فن الممكن، السعودية وإيران تتمتعان، بقدرات سياسية كبيرة فقد عملتا بهذه الخطوة وفق هذه العبارة بعد أن شعرتا بأن هذا الصراع الذي يدور بين البلدين من زمن بعيد لا يخدم البلدين بل إنه كان يخدم الغرب ومصالحه لذلك جاء القرار بين البلدين بمحض إرادتهم بأن تكون هناك علاقات طبيعية بين جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية.
    بالنسبة لنا كان موقفنا واضح من خلال التصريح الذي صدر عن رئيس الوفد الوطني المفاوض بعد الإعلان عن الاتفاق بأن المنطقة تحتاج الى حالة السلام والهدوء والاستقرار لأن شعوبها أجهدت بسبب الصراعات المستمرة خلال السنوات الماضية وانعكست سلبا على حياة أبناء المنطقة.
    هناك فكرة تتشكل على مستوى العالم تواجه المنظومة الرأسمالية القديمة التي بدأت تتلاشى تعود للخلف وظهور قوة عالمية جديدة تقودها الصين وروسيا والى جانب الدولتين الهند والجمهورية الإسلامية الإيرانية ويمكن أن تكون السعودية ضمن هذه القوة لتواكب هذا التغيير الكبير.
    بالطبع الشعب اليمني سيستفيد من هذه الخطوة وستنعكس ايجابا عليه فإذا دخلت السعودية في حالة سلم مع الجميع فبالتأكيد سينعكس علينا دون شك، لأن هذا الجار له أطماع في بلدنا ونحن ندفع عن أنفسنا شرهم. فنحن جزء مهم إما من سلام المنطقة أو صراعها المنطقة القادم.
  • تسنيم: هناك تأكيدات على أن الولايات المتحدة الأمريكية تحول دون أتمام او انجاز الاتفاق مع السعودية المتعلق بدفع رواتب الموظفين.. السؤال لماذا تغير الموقف الأمريكي هذه الفترة بخلاف ما كانت عليه الرغبة الأمريكية في العام الماضي عندما تم الاتفاق على الهدنة؟ وهل سيتأثر الموقف الأمريكي بعد الاعلان عن الاتفاق الايراني السعودي؟
  • الأمريكان لديهم سياسات استراتيجية هي تريد مغادرة المنطقة ولا تريد مغادرتها في ذات الوقت تريد مغادرتها لأنها أثقلت بالحروب التي خاضتها في العراق وسوريا وأفغانستان والصومال واليمن والصراع مع الجمهورية الإسلامية في إيران ما أدى ذلك إلى إثقال قوة الإمبراطورية الأمريكية إضافة إلى انشغال الأمريكي بمناطق صراع جديدة مع الصين وروسيا مثلا.
    امريكا لا تريد مغادرة اليمن لسبب بسيط بحكم أن باب المندب موقع استراتيجي وتسعى بأن تبقى اليمن محطة نقل لخدمتها فسبق لها إنشاء القاعدة وداعش تنقلهم لأداء وظائف ضد أعدائها سواء في سوريا أو أوكرانيا وغيرها.
  • تسنيم: في الختام دولة الرئيس.. الشعب اليمني يقتحم العام التاسع من الصمود في مواجهة العدوان.. ما الرسالة التي تقولونها لدول العدوان؟
  • لأن هذه الدول – دول العدوان- هي دول إسلامية وأشقاء وشعوب مسلمة يفترض أن ننطلق من القواسم الإسلامية الجامعة وأن نكون رحماء فيما بيننا وألا نخلق العداء من لا شيء وحدودنا المشتركة تحتم علينا أن نكون جيران وأشقاء سواء أعجبهم ذلك أو لم يعجبهم والأفضل للجميع أن تكون علاقتنا أخوية.
    الأمر الآخر عليهم أن يتعلموا من السنوات الثمان الماضية من العدوان وأن يتعاطوا بكل جدية مع تحذيرات قائد الثورة الحبيب السيد عبد الملك الحوثي.

 

  • المصدر: وكالة “تسنيم”
  • المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع