السياسية:

اتفقت المملكة العربية السعودية وإيران على استئناف العلاقات الثنائية، وإعادة فتح السفارتين والبعثات الدبلوماسية خلال مدة أقصاها شهران، حسب ما نقلته وسائل إعلام سعودية وإيرانية رسمية.

وذكرت العديد من المصادر الإخبارية، أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني التقى وزير الدولة السعودي مستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان في العاصمة الصينية بكين، حيث تم التوصل إلى الاتفاق.

ولفتت تلك المصادر إلى أنه صدر بيان مشترك جاء فيه أن وزيري خارجية البلدين سيلتقيان لتنفيذ هذا القرار واتخاذ الترتيبات اللازمة لتبادل السفراء. وأضاف البيان الذي نشرته “تسنيم” إن البلدين أكدا على “احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض”. وفي يناير/كانون الثاني عام 2016، قطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية مع طهران بعد الاعتداء على سفارة المملكة وقنصليتها في إيران، وسط احتجاجات إيرانيين على قيام السعودية بإعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.

وحول هذا السياق، علق الناطق باسم أنصار الله محمد عبد السلام على إعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية، برعاية صينية، معتبرا ان “المنطقة بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها، تسترد بها الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخلات الأجنبية وعلى رأسها الصهيو أمريكية”. واعتبر عبد السلام ان “التدخلات الأجنبية وعلى رأسها الصهيو أميركية، عملت على الاستثمار في الخلافات الإقليمية واتخذت الفزاعة الإيرانية لإثارة النزاعات وللعدوان في إشارة إلى عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن”.

ولقد هددت جماعة “أنصار الله” اليمنية، بشن هجمات وصفتها بـ “الكبيرة” على السعودية التي تقود تحالف العدوان، والإمارات العضو الفاعل فيه، ستؤثر على المنطقة بأكملها. جاء ذلك في كلمة له خلال حفل اختتام الدورة التأهيلية للدفعة الـ 36 للعائدين إلى الصف الوطني، الذي أقامته المنطقة العسكرية الخامسة يوم السبت، بصنعاء. واعتبر العميد سريع، أن وزارة الدفاع اليمنية وهيئة رئاسة الأركان والمناطق العسكرية تتشرف بعودة المغرر بهم إلى الصف الوطني، منبهاً المغرر بهم أنه “لابد أن تستغل فترة العفو العام”.

وأكد حرص قيادة الثورة ممثلة بالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، على عودة المغرر بهم لأن اليمن يتسع لجميع أبنائه، قائلا: “إننا في القوات المسلحة نعتبر كل مواطن يمني جزءا أساسيا من البلاد ولا يمكن إقصاء أحد”. وأشار العميد سريع، إلى أن 8 سنوات من الصمود هي سنوات عزة وكرامة، موضحا أن المجال ما يزال مفتوحا لعودة المغرر بهم، لكنه لن يظل مفتوحا بشكل دائم، وسيتم تطبيق نصوص القانون اليمني على من تأخر واستمر في صفوف العدوان، وسيكونون عرضة للمساءلة.

وتابع: “نصيحتنا لمن ما يزالون في صف المعتدين أن الباب ما زال مفتوحا، وعليهم العودة إلى قراهم وأهاليهم، قبل أن يغلق باب العودة، وعليهم الاتعاظ من ثماني سنوات”، حاثا العائدين الخريجين، على إيصال رسائل للجميع بالأمن والأمان في المناطق الحرة”. وأوضح العميد سريع، أن “العدوان خاسر فالإمارات كانت الضربة التي أعاقتها هي ضربة صافر ومنذ ذلك الحين استعاضت بضباط ارتباط ولم يعد لها وجود في الميدان، وكما هو الحال بالنسبة للسعودية، تخلت حتى عن حدودها واستبدلت المقاتلين على حدودها بيمنيين، كخط دفاع أول وبعدهم السودانيين، ليكون الجنود السعوديون كخط دفاع ثالث”. ولفت إلى أنه “لو كانت المعركة مع السعودي والإماراتي لكانت انتهت في عامها الأول، لكن الذي حصل هو تدخل اليمنيين الذين كانوا وقود هذه الحرب، لذا جاءت دعوة قائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى بعودة المغرر بهم، لأن السعودي والإماراتي لن يظل محتلا لليمن باستمرار، ولا بد من نقطة فاصلة، فبريطانيا احتلت جنوب الوطن 128 سنة واضطرت للخروج ذليلة صاغرة”.

وجدد العميد سريع التأكيد بقوله: “إن العدوان إلى زوال، ونحن في القوات المسلحة عازمون، ومتوكلون على الله لإخراج كل محتل من بلادنا، وهذا وعد قطعناه لقائد الثورة والشعب، ومن وقف في صف المحتل سيلعنهم الله والتاريخ والشعب، لأنهم عملاء وخونة وقفوا في صف المعتدي ضد بلدهم ووطنهم، ولن يكتب التاريخ في أنصع صفحاته إلا من قاتلوا في صف الوطن وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد صالح الصماد، لذا رسالتنا لدول العدوان الذي لم تجنوه في الثماني سنوات لن تجدوه في غيرها”.

ومن جهته، قال وزير الدفاع في حكومة “الإنقاذ الوطني” المشكلة من “أنصار الله”، اللواء الركن محمد العاطفي، خلال حفل تخرج دفعات عسكرية في المنطقة الخامسة، حسب ما نقل تلفزيون “المسيرة” الناطق باسم الجماعة: “لن نقبل بالمواقف المنقوصة وخنق الاقتصاد لذا نكرر النصح بأننا لن نقبل باستمرار حصار موانئنا.. مضطرون إلى اعتماد معادلة الميناء بالميناء إن اقتضت الضرورة لفك الحصار”.

وأضاف: “صبرنا بدأ ينفد، وإذا استمر التغابي من دول العدوان (في إشارة إلى التحالف العربي بقيادة السعودية) فعليهم أن ينتظروا الرد المؤلم والموجع”. وأكد وزير الدفاع في حكومة “الإنقاذ الوطني”، أن “صنعاء مع السلام الكامل والمشرف والعادل”، متهماً التحالف بـ “الاحتيال والمواقف الملتوية. وفي السادس من مارس، أعلنت جماعة “أنصار الله”، بدء انتظام وصول السفن التجارية إلى موانئ الحديدة غرب اليمن، وذلك بعد أيام من كشف زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، حدوث انفراجة في دخول السفن إلى موانئ الحديدة على البحر الأحمر.

الاعتماد على الداخل

صمد اليمنيون لسنوات رغم العدوان والغارات والحصار البري والبحري والجوي وظلت دول تحالف العدوان تتخبط في مبرراتها ما بين التحجج بالقضاء على “إيران” باليمن وما بين إعادة ما اسمتها الشرعية التي احتجزت قياداتها بالرياض وما بين مبررات شتى باءت جميعها – حسب معطيات الواقع – بالفشل الذريع.

وبعد ثماني سنوات من العدوان والحصار تغيرت المعادلة واستطاعت صنعاء ان تغير تحول موقعها من الدفاع إلى الهجوم وباتت تمتلك القوة الصاروخية التي تحوي في طياتها – حسب خبراء عسكريين – صواريخ نوعية وطيرانا مسير “الدرونز” التي باتت تصل إلى العمق السعودي والإماراتي واضحت تلك القوة قادرة على قصف المنشآت النفطية السعودية وبدقة عالية وهو الأمر الذي أجبر السعودية وبقية قادة تحالف العدوان على وقف هجماتهم الجوية على صنعاء

ولقد بيًن العديد من العسكريين اليمنيين أن عدد الغارات التي شنها تحالف العدوان عبر طيرانه الحربي الأمريكي وكذا البريطاني بلغ أكثر من 274 ألفاً و302 غارة، منها 59 غارة خلال العام الأخير من العدوان.. مشيرين إلى أن هذه الأرقام ليست سوى ما تمكنت الجهات المختصة في القوات المسلحة من رصده وإلا فالرقم أكبر من ذلك بكثير. ولفتوا إلى أن هذه الغارات أدت إلى استشهاد وجرح عشرات الآلاف من اليمنيين وتدمير الأعيان العامة والخاصة كما استهدفت أيضاً القوات المسلحة اليمنية بقصف واستهداف معسكراتها ومنشآتها وقواعدها.

ويرى مراقبون أن أطراف الصراع الدائر في اليمن منذ 8 سنوات باتوا يرغبون في وقف الحرب بعد أن تلاشت طموحات الحلول العسكرية وتغيرت موازين القوى على الأرض، بجانب التوترات الإقليمية والدولية، ما أعطى زخما لزيارة الوفد العماني، الذي يسعى لحل الأزمة وخاصة أن السعودية والتحالف استجابوا لمطالب صنعاء تمهيدا لهدنة طويلة ومفاوضات حول الحل النهائي. وتعليقا على تطورات الأوضاع، يقول عبد الستار الشميري، رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، إنه حتى اليوم لا توجد مسودة للتسوية الرسمية للحرب الدائرة في البلاد منذ 8 سنوات، وأن كل ما يجري الحديث عنه هو محاولة لحلحلة بعض القضايا العالقة، التي يجري التفاوض حولها منذ عدة أشهر.

* المصدر: الوقت التحليلي

* المادة الصحفية: تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع