السياسية:

محاضرة اليوم الثاني عشر من رمضان 1444هـ لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.

أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمْ.

أَيُّهَــــا الإِخْــــوَةُ وَالأَخَوَات:                         السَّــلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَــةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُــه؛؛؛

في سياق الحديث عن حرب الشيطان على الإنسان، وعن استهدافه للإنسان، تحدثنا كيف أن الشيطان ينطلق في ذلك من واقع حقدٍ شديد، وعداءٍ شديد، ومن واقع الخسارة الرهيبة التي تكبدها، وهو السبب في خسارة نفسه، ولكنه اتجه بكل حقده وعدائه نحو الإنسان، نحو البشر، نحو آدم وذريته إلى قيام يوم الدين.

خسارة الشيطان رهيبة، فهو خسر مكانته ومقامه، كان من الجن، وارتقى إلى صف الملائكة، واستوطن السماء، وعبد الله بين صفوف الملائكة، بما يدل عليه ذلك من مقام رفيع ارتقى إليه، وبقي للعبادة بين أوساط الملائكة لآلاف السنين، لكن مشكلته: أنه اغتر، وأُعجِب بنفسه، وعَظُمَت عنده نفسُه، لم تتزكَ نفسه بعد وصوله إلى ذلك المقام الرفيع، انحرف في واقعه النفسي، نحو العجب بالنفس، والغرور، وحالة الكبر في داخله؛ ولذلك عندما أتى الاختبار كشف واقعه النفسي، الاختبار بالأمر بالسجود لآدم، والاستخلاف لآدم وذريته في الأرض، فهو عندما خسر ذلك المقام الرفيع، الذي كان يحظى فيه باحترام حتى الملائكة، وطُرِد من السماء مذءومًا مدحورًا ملعونًا، ولعنه الله، وغضب عليه، وطرده من سماواته، وطرده من رحمته، وخَبُثَت نفسه بعد ذلك أكثر وأكثر، حتى تحوّل إلى عنصرٍ وكائنٍ خبيثٍ، ضالٍ، فاسقٍ، مفسد، خَبُث إلى أسوأ مستوى والعياذ بالله.

ثم أيضًا مع ذلك، مع خسارته لإيمانه، لمقامه الرفيع بين أوساط الملائكة، مكانه المحترم في السماوات، أصبحت خسارته رهيبةً جدًا فيما يتعلق بالآخرة، أصبح مصيره المحتوم هو نار جهنم والعياذ بالله، يُعذَّب فيها للأبد، وأصبح هو رمز الشر والكفر والإجرام، الذي يتولاه المجرمون، والفاسقون، والكافرون، وكل فئات جهنم- والعياذ بالله- من المجتمع البشري، فهو اتجه بكل ذلك الحقد ومن واقع الشعور بالخسارة الرهيبة، الذي خسر فيها مقامه، ودينه (إيمانه)، تحوّل من عابدٍ من العُباَّد، من كبار العُباَّد، إلى فاسقٍ، مجرمٍ، خبيثٍ، سيءٍ، ضالٍ، كافرٍ، فاسد، والعياذ بالله، تحوّل بكل حقده لاستهداف الإنسان، ولكن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” لم يجعل له سلطانًا على الإنسان، {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ}[الحجر: من الآية42]، تكون المشكلة عند الإنسان هو؛ أمَّا في البداية فليس للشيطان أي سلطان عليه.

{إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}[النحل: الآية100]، إذا كان الإنسان هو اتجه الاتجاه السيء، وفسدت نفسه، وفتح الثغرات على نفسه للتأثير الشيطاني، فحينها يبدأ تأثير الشيطان عليه، وكلما فسد الإنسان، وانجر أكثر وأكثر وراء أهواء نفسه، وانزلق به الشيطان أكثر فأكثر، كلما قويت سيطرته وتأثيره على الإنسان- والعياذ بالله؛ أمَّا الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” فلم يجعل للشيطان سلطانًا على الإنسان، بل وفضح أساليبه لكل المجتمع البشري، بدءًا من آدم “عَلَيهِ السَّلَامُ”، وحواء “عَلَيْهَا السَّلَامُ”، ثم ذريتهما جيلًا بعد جيل، وكذلك جعل الله كيد الشيطان ضعيفًا، هو في أصله ضعيف؛ إنما يقوى تأثيرُه على الذين ينحرفون؛ لأنها ضَعُفَت لديهم كل عوامل المنعة الفطرية والإيمانية، وإذا ضَعُف إيمان الإنسان، قوي عليه تأثير الشيطان والعياذ بالله.

الإنسان- بنفسه- كان بالإمكان له أن ينحرف وراء أهواء نفسه، حتى لو لم يكن هناك شيطانٌ من الجن، لكنّ وجود شيطان من الجن، هو عدوٌ للإنسان على رأس طريق الشر والزيغ والفساد، وقد أخبر الله عنه أنه عدوٌ للإنسان، يمثل حافزًا للإنسان- إذا كان واعيًا، إذا كان موقنًا، إذا كان فاهمًا، إذا أخذ بأسباب التوفيق والهداية- أن يتجنب تلك الطريق، الطريق السيئة: طريق الانحراف، الفساد، المعصية، الضلال، طالما على رأسها عنصرٌ خبيثٌ سيءٌ جدًا، هو رمز الشر والفساد، والخبث، والإجرام، والفسق، والفجور، هو الخبيث الرجس، هو عدوه (الشيطان الرجيم)، لكن الإنسان بحاجة إلى:

أن يستوعب هذه العداوة من جانب الشيطان.

وأن يتخذه أيضًا عدوًا له، أن يكون معاديًا للشيطان.

وأن يُحيي هذا العداء في نفسه، وهذه المشاعر العدائية نحو الشيطان في نفسه.

ليكون ذلك عاملًا من العوامل المهمة التي تَحُدّ من تأثير الشيطان عليه، بل وتدفع الإنسان إلى الاستقامة، في طريق الحق، والخير، والفلاح، والفوز، والسمو، والكرامة الإنسانية، بعيدًا عن ذلك الطريق الذي ينحرف به ويُخضعه للشيطان الرجيم والعياذ بالله.

الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” فضح أساليب الشيطان، وأنه يعتمد أسلوب الإغواء، والخداع، والتغرير بالإنسان، ويحاول أن يضل الإنسان، وأن يزين له القبائح، مع أنها قبائح، لا تنسجم مع فطرته، ومع ذلك يعتمد أسلوب الخطوات؛ وهو من أخطر الأساليب التي يعتمد عليها في الاستدراج للإنسان، والانزلاقة به في طريق الفساد، أو الضلال، يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ}[النور: الآية21]، تحذيرٌ مهمٌ جدًا، كفيلٌ- إذا أخذنا به- بحمايتنا بشكلٍ تامٍ من تأثير الشيطان على أنفسنا، من توريطنا، من الانزلاقة بنا، في كبائر المعاصي، في كبائر الموبقات، التي تسبب سخط الله، وتسبب خسارة الإنسان.

الشيطان هو يأتي الإنسان من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، يعني: من كل الاتجاهات، من كل الجوانب التي يبحث فيها عن نقطة ضعفٍ في الإنسان، أو ثغرة، يؤثر من خلالها على الإنسان، فهو يدرك أن بعض الموبقات، بعض المواقف، بعض المعاصي، البعض من التصرفات، لو يوسوس لك بها، ويخطر لك بها في البداية، لاستفزك بذلك، ولما قبلتها أصلًا، لا زالت فطرتك السليمة، واقعك الإيماني، وازع الضمير والإيمان، لا زال حيًا، في نفسك، في مشاعرك، في وجدانك، بمجرد أن تخطر تلك المعصية، أو ذلك الموقف السيء، أو تلك الخطوة الخطيرة جدًا على بالك، فإنك على الفور تستنكرها في نفسك، وتشمئز منها في ضميرك، وتنفر منها بشكلٍ تام، لذلك كيف يعمل الشيطان؟ يحاول أن يستدرجك نحوها خطوةً فخطوة، بالتدريج، وأن يهيئك نفسيًا، حتى تصل إلى مرحلة معينة، ينزلق بك في ذلك الجرم، أو الموقف، أو التصرف، بشكلٍ مباغت، وقد أصبحت نفسيتك مهيأة والعياذ بالله.

مثلًا: البعض من الناس، لو يطرح الشيطان عليه جريمة الزنا، أو جريمة الفساد الأخلاقي من اللحظة الأولى، لاستفزه ذلك غاية الاستفزاز، فطرته، إيمانه، وعفته، شرفه، كرامته، غيرته، حميته، ضميره الحي، يأبى له ذلك أشد الإباء، أشد الإباء، ويستفزه ذلك غاية الاستفزاز، هو يمقت مثل ذلك الفعل الشنيع، الدنيء، الفظيع، القبيح، الإجرامي، الذي هو معصية عظيمة من المعاصي لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، الذي يجلب الإنسان به سخط الله على نفسه، الذي يُحبط أعماله الصالحة، الذي يؤثر على نفسيته تأثيرًا شنيعًا فظيعًا، لكن الشيطان يبدأ بجرِّه للإيقاع به في ذلك خطوةً فخطوة، يبدأ بخطواتٍ تدنس نفسية الإنسان، تضعف فيه هذه الحالة الإيمانية، تميت ضميره ومشاعره الحية الإيمانية، تضرب عفته تدريجياً شيئًا فشيئًا، تعزز وتؤجج حالة المشاعر والميول الفاسدة نحو الفساد، من خلال المشاهد الخليعة، في القنوات الفضائية، في مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال المراسلات الخليعة، المغازلات الفاسدة، وهكذا، خطوةً، فخطوةً، فخطوة؛ حتى يضرب في نفسك كل تلك الحواجز، من المعاني الإيمانية والفطرية العظيمة والمهمة، ثم يسعى للإيقاع بك في نهاية المطاف والعياذ بالله، وتكون قد تورطت ورطةً عظيمةً جدًا، شنيعةً للغاية والعياذ بالله.

في المواقف الأخرى، في الاتجاهات الأخرى: في الأطماع المادية: يبرر لك، يزين لك، يأتي لك بآمال، بتسويفات، بتبريرات متنوعة؛ حتى يُضِعف إيمانك شيئًا فشيئًا، ويبدأ معك بالتدريج، شيء بسيط تتهاون به، تراه أنت بسيطًا، يبسطه لك.

في مسألة الأعمال المهمة، والتخاذل عنها: يحاول أن يصدك عنها ولو بالتدريج، أن يستغل أي عوامل تؤثر عليك سلبًا، وتصدك عنها؛ لأنه قال: {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}[الأعراف: من الآية16]، كيف يصدك عن العبادات المهمة، عن المسؤوليات العظيمة المقدسة؟ يبحث عمَّا هي المؤثرات التي تؤثر عليك: من المخاوف، من الغضب والانفعال، من الأمور النفسية، أي عامل يمكن أن يكون مؤثرًا عليك في سبيل صدك عن ذلك، يشتغل عليه باستمرار، وهكذا.

والإنسان إذا سار وراء أول خطوة، يتشجع الشيطان، ويطمع فيه أكثر، ويحاول أن ينزلق به نحو الخطوة الثانية، فإذا انزلق نحو الخطوة الثانية، تشجع عليه أكثر، وقوي تأثيره عليه أكثر، ويحاول أن ينزلق به نحو الخطوة الثالثة، وهكذا، ولذلك يقول الله: {لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}، من الخطوة الأولى، اغِلق المجال عليه، لا تخطو وراءه ولا خطوة؛ لأنك عندما تخطو وراءه الخطوة الأولى، هو يقوى في تأثيره عليك، وأنت تضعُف، بمقدار كل خطوة تخطوها أنت تضعُف شيئًا فشيئًا في إيمانك، وهو يبعدك عن كل عوامل المنعة الايمانية والفطرية، التي وهبك الله إياها، يضعف ضميرك الحي، الذي- في البداية- يوبخك، وازعك الفطري الإيماني، الذي تشعر من خلاله بالندم العميق عند الزلل، يحاول أن يؤثر عليه شيئًا فشيئًا والعياذ بالله.

{وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء}، من أولويات الشيطان التي يسعى للإيقاع بالناس فيها: هي الفحشاء، وفي واقع الأمر فإنها من أكثر المعاصي في العالم انتشارًا (الفحشاء)؛ لأنه يركز عليها بالدرجة الأولى، ويدفع كل أعوانه، والموالين له، والخاضعين له، للعمل في هذا الاتجاه، في العالم الآن، في مختلف البلدان، بدءًا من العالم الغربي، الذي أصبح منطلَقًا لنشر الفحشاء في بقية العالم، هي أولوية مهمة بالنسبة للشيطان، يسعى لنشرها، وهم يعملون على ذلك بشكلٍ كبير، {وَالْمُنكَرِ}، بقية المنكرات والمعاصي.

الشيطان هو يسعى في اتجاهين:

اتجاه الدفع بك نحو التجاوز لحدود الله، في فعل المحرمات، والانتهاك للحُرُمات.

والتنصُّل، والتخلي، والتفريط، في المسؤوليات والالتزامات والأعمال المهمة الإيمانية.

فتُخِلُّ بأوامر الله التي أمرك بها، وهذه معصية، وتتجاوز تجاه ما نهى الله عنه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وذلك معصية، فهو يشتغل في الاتجاهين بالتأثير على الإنسان.

الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” حينما يقول: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً}، الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” حذَّرنا، بيَّن لنا أساليب الشيطان، طُرق إغوائه، الثغرات التي ينفذ منها، عوامل المنعة التي تحمينا منه، إذا كان الشيطان يوسوس لنا، فالله بيَّن غاية التبيين، أوصل هداه إلينا وتحذيره لنا، وقدَّم لنا ما يساعدنا على صلاح أنفسنا، وزكاء أنفسنا، وطهارة أنفسنا بكل الطرق العظيمة، والقوية، والواضحة، التي تصل إلى الإنسان بكل وضوح، بكل قوة، بكل بيان، لتصل إلى قلبه، إذا فتح مسامعه وقلبه لتصل، تصبح المسألة واضحة عنده تمامًا.

أسلوب الشيطان في الاستدراج للإنسان، والإيقاع به عبر الخطوات، أسلوبٌ يستمر فيه من خلال تكرار المحاولات، يعني: هو يحاول فيك مرة، يحاول فيك مرةً أخرى، يكرر محاولاته، يحاول أن يستقرئ واقعك، إذا وجد عندك ثغرةً معينة، أو غفلة معينة، يحاول أن يصطادك فيها، يحاول أن يستغل الحالة التي يجدك فيها في حالة ضعف، ضعف في إيمانك، في تماسكك، أو في حالة انخداع، أو انجذاب نحو المعاصي، أو عندك مؤثرات سلبية تتفاعل معها.

بعض الحالات التي يقع الإنسان فيها، في حالة غفلة، وحالة انجذاب، إمَّا نحو عملٍ سيء، أو الإخلال بعملٍ مهم، هي حالة خطيرة على الإنسان، هي مصيدة من مصائد الشيطان، التي يرى فيها الفرصة للاصطياد لك، والإيقاع بك، فهي حالة يجب الحذر منها.

ثم هو ذلك الذي يواصل محاولاته، مثلما فعل مع أبينا آدم وأمنا حواء، يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ}[الأعراف: من الآية22]، استمر في عمله في التزيين للأكل من تلك الشجرة، التي نهاهما الله عنها، وليسا بحاجة إلى الأكل منها، قد وفر الله لهما في تلك الجنة العيش الرَّغَد، العيش الواسع، كل شيء متوفر، {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى}[طه: 118-119]، لكنّ وساوس الشيطان المستمرة، والتزيين المستمر، والتأثير التدريجي، تأثير بمستوى معين، في المرة الأخرى تأثير بمستوى أكبر، وهكذا، تستمر المسألة، تغرير، خداع، تزيين أكثر، تبريرات أكثر، تسهيل للمسألة من جوانب أخرى، وهكذا، حتى يوقع بالإنسان، يشتغل بمرونة، ينشط في أي مجال، إذا استعصى عليه الحال معك في جانب معين، بحث عن جانب آخر، إذا كنت- مثلًا- من ذوي العفة والعزة والشرف، لم يستطع أن يوقعك في الفحشاء، فلا مشكلة عنده، طالما أمكن أن يصطادك من جانبٍ آخر، مثلًا: يجد فيك جانب الكبر والغرور، ويرى مدخلًا له في ذلك للإيقاع بك في معاصٍ هناك، أو يدفعك للتنصل عن أعمال عظيمة ومهمة، هي من صميم التزاماتك الإيمانية بينك وبين الله، وهكذا، المهم أن تضل بأي شيء، أن تعصي بأي شيء، في أي مجال، ولو بقطع أُذن نعجة، {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ}[النساء: من الآية119]، ثم لا مشكلة، سيجرك إلى خطوةٍ أخرى، المهم أن يجد له ثغرةً عليك في أي مجال من المجالات، وأن يجرك من خلاله إلى معاصٍ ومعاصٍ أخرى، هَمُّه توريط الإنسان بأي شكلٍ من الأشكال؛ ليخسر، ليشقى، ليضل، ليكون مصيره العذاب والعياذ بالله.

{إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[البقرة: الآية169]، يشتغل حتى في المجالات التثقيفية، فيما يُقَّدم باسم الدين، {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، يعني: يستهدف حتى الفئة المثقفة، والنخبة العلمائية، في نشاطهم التثقيفي والعلمي والتقديم للدين نفسه، كيف يورطهم في القول على الله بغير علم، وهذا يستهدف به بشكلٍ عام، لكن تلك الفئة يستهدفها بشكلٍ أخصّ.

ولهذا يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}[الأعراف: 175-176]، عالِم آتاه الله المعرفة بالآيات، بالهدى، بكتاب الله، بتعليمات الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ولكنه انحرف عنها، في مقام الاتِّباع، والاهتداء، والتمسك بها، لمِّا بدأ هو حالة الانحراف، واتجه نحو البديل، الذي هو الاتِّباع لهوى نفسه، والإخلاد إلى الأرض، تحركت لديه الأطماع المادية، وأثرت عليه، واتجه نحوها؛ وجد الشيطان حينها فرصته عليه، فعمل على التأثير عليه أكثر، والإيقاع به، في المواقف التي هي معصية لله، وصد عن سبيل الله، ومعاداة لأولياء الله، إلى غير ذلك، وأصبح يشتغل تبعًا للشيطان، فالشيطان استكمل الدور والمهمة، واغتنم الفرصة، ونفذ من تلك الثغرة، التي وجدها من جانب ذلك الشخص.

ولذلك هو يستهدف الجميع، وتحت كل العناوين، قد يجد صعوبةً في التأثير على البعض؛ لأن روح التَديُّن عندهم متأصلة، فيقول: [لا بأس، صلِّ وصم، واهتم بالأمور العبادية، لكن ليس لك حاجة من الأمور الأخرى، ليس لك حاجة من المسؤوليات الكبرى، في الاهتمام بأمر المسلمين، في الموقف من أعداء الله، وأعداء الدين، وأعداء الإنسانية، في الموقف من الطغاة والظالمين والمجرمين، ليس لك علاقة بمسؤولية الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والمسؤوليات الأخرى، اترك ذلك]، وهنا وجّه لك ضربة، في تلك الأمور التي تركك عليها، ضرب عليك صلاتك، وصيامك، والأعمال العبادية، لإخلالك بتلك الأعمال الكبرى والمسؤوليات المهمة، فلم تُقبَل منك تلك الأعمال، وهكذا، المهم عنده أن يوجه لك ضربة، تضرب عليك دينك.

قد يُمنِّيك بالتوبة، يُجَرِّؤُك على فعل، أو معصية، أو إخلال بمسؤولية مهمة، ويقول: [لا عليك ستتوب من ذلك، ستتلافى تقصيرك ذلك، سترجع عن معصيتك تلك بالتوبة إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”]، ثم يشجعك من خلال ذلك على الوقوع في الجريمة، أو الذنب العظيم والعياذ بالله، وهذه قضية خطيرة جدًا؛ لأنك لا تدري أنك ستخسر الكثير من زكاء نفسك، ستجر على نفسك سخط الله، لا تدري بعد ذلك ما ستقع فيه، من ورطة إلى أخرى، من جريمة إلى أخرى، من ذنب إلى أكبر، وهكذا، وأنت تسهِّل لنفسك من خلال التسويف الذي زينَّه لك، تقول: [قد نصلح إن شاء الله، قد نهتم في المستقبل]، أو مثلما قال إخوة نبي الله يوسف: {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ}[يوسف: الآية9]، جريمة كبيرة جدًا يفكرون فيها، ويوسوس لهم فيها، وعلى أمل، هكذا يصور لهم المسألة، وهم يفكرون ذلك التفكير الخاطئ، {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ}.

الشيطان لعنه الله، بدأ نشاطه- بعد أن طُرِد من السماء، وتحول الى عنصر خبيث، ضال، فاسق، مجرم فاسد- بدأ نشاطه لوحده، يتحرك بمفرده، وعمل على الاستهداف- في أول جولة في الصراع له مع آدم وذريته- عمل على الاستهداف لآدم وحواء؛ لإخراجهما من الجنة، التي كانا فيها، ليبدأا مسيرتهما في الاستخلاف في الأرض من خلالها، فعمل على الإيقاع بهما فيما يخرجهما من الجنة؛ بهدف أن يشقيا، أن يُعانيا، أن يفقدا تلك الراحة التي هما فيها، فالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” عندما كان نهاهما عن الأكل من الشجرة، وحذرهما من الشيطان، وأنه عدوٌ مبينٌ لهما، وأنهما إن أكلا من تلك الشجرة سيتم إخراجهما من الجنة، فركز على أن يأكلا من تلك الشجرة، وزين لهما الموضوع، وعظَّم لهما أمر تلك الشجرة بالخداع والتغرير؛ حتى صورها أنها نبتة إذا أكل الإنسان منها لا يموت أبدًا، ويتجدد ملكه فلا يبلى، فيعيش للأبد وهو في إطار الملك، بل قد يتحوَّل إلى مَلَكْ، {إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ}[الأعراف: من الآية20]، وهكذا، حتى أوقعهما في أكل الشجرة، ولم يبقَ لهما حتى الملابس في الجنة، فأُخرِجا منها وهما يخصفان من ورق الجنة؛ ليتغطيا به، ليسترا به سوءاتهما، وارتاح بذلك، أنه أسهم، أو عمل على إشقائهما، على إخراجهما من تلك الراحة التي هما فيها؛ لأنه يريد أن يُشقي الإنسان، وأن يُضله، وأن يورطه ليخسر معه، وصولاً إلى الخسران العظيم: خسران الجنة ورضوان الله، والتورط للوقوع في عذاب الله، وأن يكون مأوى الإنسان ومصيره جهنم والعياذ بالله.

فهو بدأ نشاطه بمفرده، ولكنه بعد ذلك توسع نشاطه، وعمل من خلال تشكيلات واسعة، واقع البشر- أنفسهم- توسع، آدم منَّ الله عليه ورزقه الذرية الكثيرة، وفق تدبير الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”؛ لأن الله خلقه ليخلق منه ذريةً كثيرة يستخلفهم على الأرض. تكاثر الناس جيلًا بعد جيل، أكثر فأكثر، في هذا العصر الناس بالمليارات، البشر موجودون على الأرض بالمليارات، في العصور الماضية كَثُرَ الناس، في مراحل كثيرة من التاريخ، كانت الأمم تكثر، وأحيانًا تأتي عقوبات فتنخفض نسبة أعدادهم، ولكن مع توسع النشاط البشري، وكثرة البشر، في المقابل كان هناك أيضًا توسُّع في نشاط الشيطان لعنه الله، وتحركت معه تشكيلات تعمل معه في نفس توجهه، بدءًا من ذريته، هو أيضًا له ذريته، قد تختلف طريقة التناسل والتفرُّع في واقع الجان عنها في واقع الإنس.

يقول “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا}[الكهف: الآية50]، فله ذريته، الذين تفرعوا منه، وهم معه يتجهون بالخبث، والشيطنة، والعمل للإغواء للناس، وهم أعوانه، يتحركون على ذلك الأساس، وتوسع نشاطهم، يعني: لا يحتاج الشيطان أن يتحرك بمفرده، ليلاحق بني آدم شخصًا شخصًا، ويسافر ويتنقل من بلد إلى بلد، ليلاحق كل شخص، لا يحتاج إلى ذلك، أصبح يعمل وفق نظام، وشبكة، وتشكيلات واسعة، ينشرهم ويعملون حتى بشكلٍ منظم، معه قَبِيلُه.

يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: الآية27] ، فالشيطان له قَبِيلُهُ، يعني: أعوانه، أعوان كُثُر من الجن، من الجن معه ذريته، ومعه أعوانه الذين استقطبهم من الجن، وهم يتحركون معه، وفي الوقت الذي قد لا ترى بجوارك أحد، قد تتصور نفسك تفكر لوحدك، لكنك تفكر تفكيرًا سيئًا، سلبيًا، ثم ترى نفسك تتأجج فيك المشاعر السلبية والسيئة، والتفاعلات السيئة، والانشداد السيئ، في حالة رغبات، أو مخاوف، أو غضب وانفعال، فقد يكون إلى جوارك البعض منهم، أحيانًا عددٌ منهم وليس شيطانًا واحدًا، قد يكون إلى جانبك عدة شياطين، وهم يحاولون أن يؤججوا فيك تلك المشاعر، أو أن يدفعوك؛ لأنهم استقرأوا من واقعك، من أفعالك، من تصرفاتك، أن عندك تفاعل مع موضوع معين، أو رغبة معينة، أو جربوا أن يُخطِروا لك تلك الوساوس، فوجدوك تفاعلت معها، فواصلوا عملهم بنشاط حولك، وأنت لا تراهم، تتصور أن تلك الخواطر، والأفكار، والهواجس، هي من بنات أفكارك أنت، هي تفكيرك أنت فقط، لا تدرك أنك قد أصبحت خاضعًا للتأثير الشيطاني، وأن تلك التطورات في هواجسك وأفكارك، وتلك المشاعر المتأججة، أسهم فيها شيطان، أو أكثر، أو مجموعة من الشياطين تحلّقوا حولك وأحاطوا بك، ونشطوا معك، واستغلوا غفلتك وإعراضك، وانشدادك نحو الاتجاه السيء، فهذه حالة خطيرة على الإنسان.

الشيطان يتحرك ومعه قبيله وذريته، وجنوده كُثُر، يقول الله في حال أهل النار: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا}[الشعراء: من الآية94] ، يعني: كُبُّوا على وجوههم في نار جهنم والعياذ بالله، {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ}[الشعراء : 94-95] ، كل جنوده.

فاتساع دائرة النشاط الشيطاني- من خلال شبكات، وأعوان وشياطين، من الجن كُثُر- مسألة يجب أن نستوعبها جيدًا، وحتى فيما ورد عن رسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ” من الأحاديث أنهم يعملون وفق نظام التخصصات، يعني: يتخصص شياطين في مجال معين، ويحاولون أن يُبدِعوا في التأثير فيه، مثلًا:

شياطين يعملون في مجال الإفساد ونشر الفساد والفحشاء.

شياطين يتفرغون وينشطون في المجالات التثقيفية والتعليمية؛ لنشر الضلال عبرها ومن خلالها، ويحاولون أن يعرفوا، أن يكون لديهم معرفة بأمور العلم، والدين، والأفكار، والعقائد، وما يتصل بها؛ لأنهم لا يتمكنون من التأثير فيها، حتى من التأثير في صناعة الشُّبَه والعناوين، إلَّا من خلال التركيز على ذلك المجال.

البعض منهم في مجال النزغ بين الناس، يعني: إثارة الشر والمشاكل، حسب التعبير المحلي [المحارشة]، يتخصصون في تلك المجالات، كيف يثيرون المشاكل، كيف يؤججونها- إذا وجدت- فيما بين الناس، كيف يعملون على إذكاء الصراعات فيما بينهم.

البعض منهم إلى مستوى التشكيك في الأمور العبادية، كيف يشكك عليك في وضوئك، في صلاتك، في أعمالك العبادية.

ويرفعون تقاريرهم بشكلٍ يومي إلى إبليس لعنه الله، يخبرونه بما أنجزوه، وهو يفرح في الحالات التي تحققت فيها نجاحات، ناس أوقعوهم، وهم يوقِعون يوميًا، لكن ليس فقط لتأثيرهم؛ بل لأنه انضاف تأثيرهم وانضم كعامل إضافي إلى أهواء النفوس، يفرح- حسب التقارير- إذا أوقعوا الكثير، يفرح بإيقاع من لم يكن قد أوقع بهم من قبل، لا هو ولا أعوانه، يعني: إذا كان هناك إنسان بقي مستقيمًا لفترة معينة، كانت استقامته تمثل إزعاجًا لهم، كيف لم يوقعوا به! إذا أوقعوا به، فرح الشيطان بذلك فرحًا كبيرًا؛ لشدة عداوته، لشدة عداوته، يُغيظه استقامة إنسانٍ مؤمن، ثباته، تمسكه بأسباب التوفيق الإلهي، والمنعة والحفاظ من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” عليه، التوفيق له، فيبقى- بالنسبة له- أمرًا مزعجًا ومغيظاً له (بالنسبة للشيطان)، لكن إذا غفل وزل، تصبح مشكلةٌ عنده، إذا اهتدى إنسان، وتاب، وأناب ورجع إلى الله، يغيظه ذلك جدًا، ويعتبره فشلًا له، أو لأعوانه، أولئك الذين شغَّلهم وخصصهم لملف ذلك الشخص، وهكذا، هو في عمل نشط، يرى نفسه في حرب مستمرة، ميدانها هم الناس، هم المجتمع البشري (رجالًا، ونساءً)، يخصص منهم- من شياطينه- من يركز على النساء، من يركز على الرجال… عملهم منسق، تقاريرهم يومية، يحاولون أن يستفيدوا من تخصصاتهم في المزيد من التأثير، وهكذا.

نكتفي بهذا المقدار؛ لأن الموضوع طويل، لا يزال له عناوين مهمة، نتحدث- إن شاء الله- عنها في المحاضرة القادمة.

أَسْأَلُ اللَّهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا وَمِنْكُمْ الصِّيَام، وَالقِيَام، وَصَالِحَ الأَعْمَالِ، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهَدَاءَنَا الأَبرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنصُرنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.

وَالسَّــــلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَــــةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتـــُه؛؛؛