السياسية:

 

تختار صنعاء رسائلها بعناية في توقيت شديد الحساسية، يقف فيه الاتفاق على تمديد الهدنة في عنق الزجاجة. اذ ان المناورة التي أجرتها القوات المسلحة اليمنية بالقرب من الحدود السعودية، إضافة لبيان الحصاد، توضع في إطار التأكيد على ان استمرار الوضع القائم على ما هو عليه لن يأتي إلا بمزيد من الضربات الصاروخية في العمق السعودي مجدداً، وان الاتفاقيات التي تشهدها الساحة الدولية، قد تنعكس إيجاباً على جهود الوساطة، إلا انها لا تضمن واقعاً لا يترجم إنجازات صنعاء او لا يعود بالنفع على اليمنيين.

وتحاكي المناورة التي أطلق عليها اسم “الصمود بوجه العدوان” اقتحام مواقع جبلية متعددة وأهداف من مناطق مفتوحة بمراحل متعددة، وانساق عسكرية مختلفة، مع افتراض وجود الطيران الحربي والمعادي، واستهداف “المقاتلين ومراعاة وجود مقاومة قوية من العدو”.

وتمّ الاعتماد على محاكاة ميدانية باستخدام أساليب وتكتيكات جديدة، تمّ ابتكارها نتيجة التقييمات بناءً على التجارب القتالية السابقة، وتقييم الاختلالات والأخطاء السابقة، والاستفادة من تراكم الخبرات والمهارات والخطط العسكرية.  وشاركت في المناورة جميع الوحدات العسكرية، من قوات المشاة، ومن قادة السرايا والفصائل والوحدات المتخرجة من الدورات العسكرية، وكذلك شاركت قوات الدعم القتالي.  وجرت بين الوحدات المشاركة، منها وحدات ضد الدروع والهندسة والدفاع الجوي وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية، وتدرّبت على العمل بتناسق وتكامل بين كافة الوحدات المشاركة، بالتنسيق مع الاتصالات العسكرية، مع توفير خدمات الدعم القتالي لكافة التخصصات.

في حين أوضح المتحدث باسم القوات المسلّحة العميد يحيى سريع، أن غارات العدوان الجوية التي شنها تحالف العدوان عبر طيرانه الحربي الأمريكي وكذلك البريطاني بلغت خلال ثمان سنوات أكثر من 274الف و302 غارة منها 59 غارة خلال العام الأخير من العدوان. لافتاً إلى أن هذه الأرقام المتعلقة بإجمالي عدد الغارات الجوية ليست إلا ما تمكنت الجهات المختصة في القوات المسلحة من رصده وإلا فالرقم أكبر من ذلك.

وأردف: “واجهت القوات المسلّحة تحالفاً اجرامياً قادته فعلياً وعملياً الولايات المتحدة الامريكية من خلال إدارة الضباط الأمريكيين والبريطانيين لغرف عمليات التحالف وهذا باعترافهم خلال الأيام الأولى للعدوان إضافة إلى تولي الأمريكي تحديد الأهداف وإدارة النشاط التجسسي والرصد والمراقبة من خلال الأقمار الصناعية والطائرات التجسسية بمختلف أنواعها”.

مضيفاً “خلال الثمان السنوات الماضية حققت القوات المسلحة إنجازات ميدانية على رأسها العمليات العسكرية النوعية والواسعة والتي شاركت فيها وحدات مختلفة من القوات المسلحة من أبرزها عملية نصر من الله بمراحلها الثلاث، عملية عسكرية واسعة لم يعلن عنها نفذت بعد عملية نصر من الله والبنيان المرصوص وعملية فأمكن منهم وعمليات البأس الشديد وعملية ربيع الانتصار وعمليات عسكرية واسعة في البيضاء والضالع وشبوة ومأرب وعمليات توازن الردع ما يقارب 10 عمليات عسكرية لم تعلن وعمليات إعصار اليمن الثلاث وعمليات كسر الحصار وعمليات منع نهب الثروة النفطية”.

وفيما يتعلق بعمليات القوة الصاروخية أكد العميد سريع أن القوة الصاروخية نفذت 1828 عملية عسكرية منها 1237 عملية استهدفت تجمعات العدو وتحشيداته ومعسكراته ومقراته داخل أراضينا الوطنية و589 عملية استهدفت العدو خارج جغرافيتنا الوطنية منها عمليات استهدفت عمق العدوين السعودي والاماراتي.

كما نجحت القوة الصاروخية في أن يكون لها حضور نوعي في معركة الحرية والاستقلال وباتت هذه القوة تمتلك من الخبرات والقدرات ما يجعلها أكثر استعداداً لدك المزيد من قواعد العدو ومنشآته في أراضينا المحتلة أو خارجها. وقال: “إن القوات المسلحة مستمرة في مضاعفة المخزون الاستراتيجي من الصواريخ كقوة ردع أثبتت فاعليتها خلال السنوات الماضية ولقد عبرت مراحل التطوير للقوة الصاروخية عن مستوى تلاحم اليمنيين والتفافهم فقد تلقت هذه القوة الدعم والاسناد الشعبي في صورة قد لا تتكرر في بلدان أخرى”.

مؤكداً أن سلاح الجو المسير كان له دوراً بارزاً ومهما في نجاح العديد من العمليات العسكرية النوعية وشكل هذا السلاح إضافة نوعية مهمة لقواتنا المسلحة ففي ظل العدوان تأسس وتطور وفي ظل الحصار تمكن من تحقيق قفزات كبيرة.

وأردف قائلاً: “لقد لفت حضور هذا السلاح في معركة التحرر والاستقلال اهتمام الخبراء الأجانب وكذلك وسائل الإعلام سواء من حيث تراكم الخبرة اليمنية أو مستوى الدقة وحجم الفاعلية والتأثير”.

وأكد العميد سريع أن القوات المسلحة تحيي كل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز النوعي وكل من وقف ويقف مع شعبنا العزيز المجاهد في معركته المصيرية.

وأضاف “بلغ اجمالي العمليات لوحدات الهندسة خلال ثمان سنوات 52175 عملية منها 22854 استهداف تجمعات العدو و24907 عملية هجومية ودفاعية واستهداف تحصينات فيما بلغت عمليات وحدة الهندسة التي استهدفت مدرعات وعربات وآليات العدو أكثر من 4414 عملية”.

وأضاف: “إن القوات المسلحة تؤكد ان كل تواجد عسكري أجنبي داخل الأراضي اليمنية هو هدف مشروع للقوات المسلحة ولكل أبناء الشعب اليمني الحر الذي أثبت بأجياله المختلفة عبر التاريخ أن هذه الأرض ليست إلا مقبرة للغزاة وما على الغزاة إلا الرحيل فاليمن لم ولن يقبل أن تظل على ارضه قوات أجنبية تحت أي ذريعة كانت”.


 مرفقات


* المصدر: الخنادق