بقلم: باتريك وينتور

 

(صحيفة: الجارديان البريطانية- ترجمة: أنيسة معيض- سبأ)

وعد الوزير الخارجية البريطاني مارك فيلد بالتحقيق في تقرير تورط  أفراد بريطانيون في تبادل اطلاق للنار في الوقت الذي يتحدث فيه عن مزاعم انخراط جنود من الأطفال في القوات التي تقودها السعودية.

ووعد بالتوصل إلى حقيقة المزاعم “الخطيرة للغاية وذات المصادر الجيدة” التي تفيد بأن جنود الخدمة الجوية الخاصة البريطانيين قد أصيبوا في معركة تم فيها تبادل اطلاق النار مع جنود الحوثي في اليمن.

كان يجيب على سؤال عاجل سُئل اياه في مجلس العموم من قبل وزيرة خارجية الظل، إميلي ثورنبيري، التي اقترحت بأن البريطانيين ربما قد كانوا شهوداً على جرائم حرب ، إذا كانت المزاعم التي طرحت نهاية الأسبوع الماضي صحيحة والتي تفيد أن القوات الخاصة البريطانية تدرب جنود اطفال منخرطين في قوات التحالف بقيادة السعودية.

كما أضافت أن ما يصل إلى 40 ٪ من الجنود في التحالف السعودي هم من فئة الأطفال ، ويعد هذا خرقاً للقانون الإنساني الدولي.

وقال فيلد إنه سيجري تحقيقات مع وزارة الدفاع على ضوء هذا التقرير. حيث كان يمثل الحكومة في غياب أليستير بيرت، الذي استقال من منصبه كوزير للخارجية ليل الاثنين للتصويت ضد الحكومة بشأن تعديل صيغة التصويت لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوربي.

إن لدى حكومة المملكة المتحدة سياسة عامة تتمثل في عدم مناقشة عمليات قواتها الخاصة ، لكن يبدو أن فيلد مصمماً على تقديم تفسير للنواب.

قال وزير التنمية الدولية السابق أندرو ميتشل إن هذه المزاعم خطيرة للغاية لأنها تقف بوجه مع ضمانات متتالية قدمها الوزراء في التصريحات بأن المملكة المتحدة لم تكن مشاركاً في الحرب الأهلية في اليمن ، وأنها كانت تقدم الدعم اللوجستي العام فقط للسعوديين في الرياض.

كان هناك تقارير لوسائل الإعلام الاجتماعية من اليمن في فبراير تشير إلى أن الجنود البريطانيين قد أصيبوا في تبادل لإطلاق النار ، وادعت صحيفة ديلي إكسبريس أن اثنين من أعضاء الخدمة الجوية الخاصة قد أصيبوا خلال عملية إنسانية.

ومع ذلك ، جاء في صحيفة الميل الأحد السابق أن سرب القوارب الخاصة لم يشارك فقط في العمليات الإنسانية ، بل قدم فرقاً إرشادية داخل اليمن بما في ذلك المسعفون والمترجمون ومراقبون الطيران الجوي للخطوط الأمامية الذين تتمثل مهمتهم في طلب الدعم الجوي من السعوديين. وادعى أن خمسة جنود من القوات الخاصة قد أصيبوا.

وأخبر ميتشل مجلس العموم : “أن هذه الادعاءات الخطيرة الموثوق بها وذات المصداقية ، تقف شاخصة في وجه التأكيدات التي قدمت في رسائل في مناسبات لا حصر لها.” وقال إنه قد أعد أسئلة مكتوبة خطيرة حول هذه القضية.

وقال فيلد إنه لا يريد إعطاء تأكيدات معادة غير مقصودة تتبين أنها غير صحيحة.

هذه الادعاءات صعبة سياسياً لأن الوزراء متحمسون للإيحاء بأن بريطانيا تقف موقف المدافع في قضية اليمن في الأمم المتحدة ، هي وسيط صادق في الحرب الأهلية التي تدخل الآن عامها الخامس منذ بدء الحملة الجوية السعودية. ومن المعروف أن المملكة المتحدة قريبة من الجيش السعودي لكنها تنفي تورطها في عمليات ضد الحوثيين في اليمن.

جاءت هذه الادعاءات في الوقت الذي غادر فيه المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن ، مارتن غريفيث ، الدبلوماسي البريطاني السابق إلى المملكة العربية السعودية في محاولة أخرى لكسر الجمود حول المحادثات التي تهدف إلى إعادة  قوات الحوثيين حول ميناء البحر الأحمر ومدينة الحديدة. كان من المقرر أن يتحدث إلى وزير الخارجية البريطاني ، جيريمي هانت، لمناقشة ما إذا كان السعوديون على استعداد لممارسة المزيد من الضغط على الحكومة اليمنية لتقديم تنازلات بشأن المحادثات المتوقفة.

لا يزال إدخال قوة أمنية جديدة التي تم الاتفاق عليها في الخطوط العريضة في محادثات السلام في ستوكهولم في ديسمبر المنصرم، معطلاً بسبب الخلافات حول طبيعتها ومن سيكون له سيطرة سياسية عليها.