الاتفاق السعودي الإيراني لا يُلغي الحرب الكبرى
السياسية – وكالات:
مخطئ من يظن بأن الاتفاق السعودي الإيراني الأخير، سيلغي أي احتمالية لوقوع الحرب الكبرى ضد الكيان المؤقت، لتحرير فلسطين من البحر الى النهر، والتي بات معلوماً بأن كل أطراف محور المقاومة تستعد لها، بانتظار اللحظة التاريخية المناسبة.
فالاتفاق السعودي الإيراني يقتصر فقط، على إعادة العلاقات الثنائية ما بين الجمهورية الإسلامية والسعودية خلال شهرين، بوساطة صينية، على أن يكون ذلك مقدمةً لحل المواضيع الأخرى في المنطقة، وخاصةً إنهاء الحرب العبثية على اليمن.
ومن اللافت هنا، ما تبناه العديد من التابعين للمحور الأمريكي في المنطقة، من صحافيين ومحللين ووسائل إعلامية، عن تغيير خطاب محور المقاومة من الحرب الى المهادنة، فيما وقائع المرحلة السابقة، تثبت عكس ذلك تماماً، لأن هذا المحور لم يبادر الى رفع هدف إسقاط أنظمة الحكم في هذه المنطقة، بل كانت كل جوانب معاركه مرتبطة بفعل المقاومة لتحرير الأرض وإزالة الكيان المؤقت، وإنهاء وجود حركات التكفير الإرهابية، والتصدي لمشاريع الهيمنة الأمريكية.
وعليه وبالعودة الى هذا الاتفاق، فإنه قد يساهم بشكل ما، في توفير ظروف أفضل للحرب الكبرى في حال توفر ظروف اندلاعها، وذلك للأسباب التالية:
– سيساهم بشكل كبير في تخفيف وتيرة الخلافات والتوترات المذهبية، التي تجتاح المنطقة منذ سنوات بتحريض أمريكي وتعاون سعودي على ذلك، ويفرض عليها التراجع النسبي، بما يتوافق مع مصالح محور المقاومة بكل أطرافه حتى اليمن، وهو التفرغ للقضية المركزية فلسطين، عبر تخفيف الأعباء عنهم. كما سيؤكد أيضاً، على أن الخلاف ما بين الدولتين لم يكن ذو طابع مذهبي، بل سياسياً بحت، وبما يتعلق بالمواجهة مع كيان الاحتلال والعلاقة مع دول الغرب.
– كما لاحظ الجميع، فإن الاتفاق ساهم بشكل سريع في تقليل التوتر في المنطقة، حيث بادرت دول عربية تدور في الفلك السعودي، الى ترطيب الأجواء مع إيران والسعي الى إعادة العلاقات الدبلوماسية الثنائية، مثل البحرين ومصر، أو تعزيز العلاقات أكثر مع طهران كالأردن والإمارات.
وبالتالي هذا سيساهم على الأقل، في تحييد هذه الدول لنفسها، عن أي مواجهة عسكرية مع إيران، لأنها تعلم بأن أي مساعدة سرية أو علنية ستقدمها للكيان، ستؤثر عليها سلباً عبر ردة فعل إيرانية، لن تكون محسومة النتائج لصالح الحكام إطلاقاً.
– هذا الاتفاق سيساهم في تضعضع الحسابات الأمريكية صاحبة النفوذ والهيمنة الأكبر في المنطقة، وحسابات الدول الغربية التابعة لها، بشكل يجعلهم يعيدون التفكير في سياساتهم بما قد يؤثر سلباً على الكيان.
– سيتيح للشعوب العربية خاصةً والإسلامية عموماً، بالتفاعل مع تطورات القضية الفلسطينية الحالية بشكل أكبر، خاصةً في موسم الحج المقبل، بما يشكّله من مناسبة إسلامية سنوية جامعة. وعندها سيرى كيان الاحتلال ومن يقف خلفه من دول، موقفاً واحداً من العالم الإسلامي داعم للشعب الفلسطيني وقضيته حتماً، مثل فعاليات مسيرة البراءة.
* المصدر: موقع الخنادق اللبناني
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع