السياسية: تقرير

من أجل تطوير المنتج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي يحتضن ميدان التحرير بأمانة العاصمة في كل يوم خميس سوقاً لأصناف مختلفة من المنتجات والسلع عالية الجودة المصنوعة بأياد يمنية خالصة.

ورغم حداثة نشأته وصغر مساحته إلا أن سوق الخميس للأسر المنتجة يظل بادرة أمل، ووجهة تقصدها غالبية الأسر المنتجة لتحقيق مقاصدها المتمثلة في تسويق منتجاتها المحلية وما تجود به الأرض اليمنية المعطاءة.

يمثل السوق تجمعاً حيوياً لعرض منتجات وصناعات محلية متنوعة وفريدة تشكّل لوحة إبداعية تجمع بين عراقة الماضي وروح الحاضر وتجسد الهوية اليمنية بما فيها من أصناف العطور، والبخور، والمنظفات، والعصائر، والمخللات، والملابس، والإكسسوارات، والحقائب النسائية.

يعرض سوق الخميس أيضاً أجود أنواع البن والتمر، والسمن البلدي والطحين المركب، والمعجنات والحلوى، وكل المنتجات المصنوعة من المواد الخام المحلية.

جودة عالية ونكهات خاصة، تتميز بها الأصناف المتعددة من المأكولات الشعبية وأنواع العسل والسمن البلدي والزبدة والحليب والجبن والمنتجات المحلية، الغنية من حيث قيمتها الغذائية والصحية.

لا يقتصر السوق على أجنحة السلع والمنتجات الغذائية، بل يشمل إلى جانبها متاحف لمشغولات يدوية صممت بذوق رفيع وحرفية عالية وبأنامل تعشق التراث، لتجسد قوة الإبداع والتميز الذي تنفرد به الصناعات الحرفية اليمنية، والتي تمثل رمزا لتاريخ مجيد وحضارة عريقة.

تجمع كل الأعمال الحرفية والصناعات المحلية ما بين الأصالة والمعاصرة وتعكس مستوى رفيعاً من الإبداع والتميز، تنفرد به الأسر اليمنية المنتجة، ويشكل بالنسبة لها مصدر الرزق الأساسي لتغطية نفقاتها ومن تعول.

ورغم محدوديته إلا أن سوق الخميس يحكي جانبا من الصمود والكفاح اليمني من أجل العيش الكريم في ظل ظروف استثنائية ووضع اقتصادي صعب فرضه العدوان والحصار.

ويعد السوق رافداً اقتصادياً مُهماً لتوفير جزء من احتياجات ومتطلبات المستهلك المحلي من خلال منتجات وسلع محلية الصنع تفوق في جودتها مثيلاتها من السلع والمنتجات المستوردة، لكنه ما يزال يعاني بعض القصور في الاهتمام من قبل الجهات المختصة، وضعف الجوانب الترويجية.

ورغم التحديات والمعوقات التي تشوب آلية دعم الأسر المنتجة إلا أن الأمل يحدو تلك الأسر في أن تحظى بالدعم والتشجيع من قبل الجهات المعنية، وأن يتم تخصيص سوق دائم لها في أمانة العاصمة، وهي مطالب بسيطة ومشروعة إلا أنها بمثابة الحلم بالنسبة لكثير من الأسر المنتجة التي ضاعفت سنوات العدوان والحصار من معاناتها.

آمال كبيرة ومطالبات بالتفاتة رسمية لإيجاد سوق دائم للأسر المنتجة لتمكينها من الاستمرار وتوسيع أنشطتها الإنتاجية الداعمة للاقتصاد المحلي، بدلاً من أن تظل عبئاً على الآخرين.

 المنتج المحلي نواة الاقتصاد الوطني :

عمر الأكوع أحد منتجي المنظفات والصوابين والشامبوهات والزيوت المحلية أوضح أنه اكتسب خبرته من خبراء سوريين وأصبح ممارسا لهذه المهنة التي تمكنه من كسب القليل من المال لإعالة أسرته.

وتطرق إلى الفوائد التي يمكن للمستهلكين ومرتادي سوق الخميس الحصول عليها، كونه يعرض الكثير من المنتجات المستخلصة من مواد طبيعية كمستحضرات التجميل من الزيوت والصوابين سواء لعلاج البشرة أو التبييض أو التصفية وإزالة النمش وغيرها.

واعتبر الأكوع السوق فرصة للأسر المنتجة تمكنها من عرض منتجاتها وبيعها والاستفادة من عائداتها في توفير احتياجاتها المعيشية وتوسيع أنشطتها، مبيناً أن السوق مكّنه من الترويج لمنتجاته وأصبح لتلك المنتجات زبائن يحرصون على اقتنائها كلما ارتادوا السوق في نهاية كل أسبوع.

وطالب الجهات المختصة والمسئولين بالعمل على إيجاد سوق رسمي للأسر المنتجة أو على الأقل تمديد فترة السوق ليومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع أو طوال شهر رمضان المبارك بما يساعد الأسر على الاستفادة من منتجاتها باعتباره مصدر الدخل الرئيس لها.

وأفاد الأكوع بأن أبرز المعوقات التي تواجه تطور الصناعات أو المنتجات المحلية هي عدم توفر المواد الخام بشكل منتظم وكذا تقلبات الأسعار.

وأشار إلى أن ارتفاع تكاليف المواد الخام أحد المعوقات التي تؤثر على المبيعات، وكلما كانت المواد الخام رخيصة أو منخفضة كلما تمكنت الأسر المنتجة من عرض منتجاتها بأسعار مناسبة تمكن المستهلك من اقتنائها.. داعيا الشركات المستوردة للمواد الخام إلى مراعاة القدرة الشرائية للمستهلك اليمني.

ودعا عمر الأكوع وسائل الإعلام الى توعية المستهلك بأهمية اقتناء المنتجات المحلية لتشجيعها على الاستمرار والمنافسة، وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني والحد من الاستيراد.

وأضاف “نوجه رسالة من خلالكم إلى كافة وسائل الاعلام بالاهتمام والمساهمة في الترويج للمنتج المحلي لأنه نواة الاقتصاد الوطني” .

خامات محلية تضاهي جودة المستوردة :

فيما اعتبر الصحفي محمد صالح حاتم، سوق الخميس من أهم الأسواق المحلية الداعمة للأسر المنتجة التي زادت في الآونة الأخيرة نتيجة ظروف العدوان والحصار، في إطار البحث عن مصادر دخل جديدة سواء من خلال فتح محلات، أو صناعة المعجنات والحلويات والمطرزات، وكذا صناعة الأقمشة والحقائب وهي فرصة كبيرة لمعظم الأسر المنتجة .

وأكد الحرص على ارتياد سوق الخميس في نهاية كل أسبوع لما يوفره من منتجات ومستحضرات من خامات محلية تضاهي نظيراتها المستوردة من حيث الجودة.

وذكر حاتم أنه ورغم أهمية سوق الخميس للأسر المنتجة إلا أن هناك الكثير من المعوقات التي تواجهها، منها عدم وجود سوق دائم للمنتجات المحلية، وعدم وجود الترويج الإعلامي الكافي لها كما هو الحال بالنسبة للمنتجات المستوردة.. لافتا إلى الدور المهم للجانب الإعلامي في الترويج للمنتجات المحلية لدى المستهلك من خلال إقناعه بأهمية الاقبال على شرائها كونها تمثل مصدر دخل للأسر المنتجة وتساعدها على إعالة أفرادها.

وطالب الجهات المعنية بإيجاد أسواق دائمة للأسر المنتجة ، وتوفير المعامل المناسبة لفحص السلع والمنتجات المحلية بآلية معينة بحيث لا تتم مقارنتها بالمعايير والمقاييس المعتمدة في السوق الأوروبية، أي أنه يجب أن تكون هناك مواصفات ومقاييس للمنتجات المحلية بما يتناسب مع الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد نتيجة العدوان والحصار.

الطحين المركب فوائد غذائية وصحية:

وأثناء تجوالنا في سوق الخميس برفقة عدسة (سبأ) شد انتباهنا تجمع الكثير من المتسوقين والمستهلكين في إحدى زوايا السوق، التي اتضح أنها تعرض منتجات لمؤسسة قنوان التي وثقت عدستنا مشاهد ولقطات خاطفة منها.

وأكدت مسئولة نقطة البيع التابعة للمؤسسة نجلاء صبر، أن سر الإقبال على منتجات المؤسسة يعود إلى مستوى الجودة التي تتمتع بها كونها مركزة ومكونة من الطحين المركب وهو عبارة عن خليط من القمح البلدي مع مجموعة من محاصيل الذرة الرفيعة البلدية ونسبة بسيطة من الدقيق وجميعها منتجات محلية ذات قيمة غذائية وصحية.

وأفادت بأن الطحين المركب يحوي قيمة غذائية عالية ويستخدم في صناعة المعجنات بمختلف أنواعها، ويمكن من خلاله الاستغناء عن الدقيق الأبيض المستورد من الخارج.

وقالت ” لدينا مجموعة أصناف أخرى من الذرة الصافية (البلدي) غير الطحين المركب أو المخلوط، كأصناف الذرة الشامية والرومي والدخن والذرة الصفراء والحمراء والشعير والجشوش، ونحاول رفد السوق بهذه المنتجات، وصولا إلى الاكتفاء الذاتي والاستغناء عن المنتجات المستوردة الأخرى، كما نستخدم الزبدة الحيوانية بدلا من الزيوت المهجنة المستوردة”.

واعتبرت صبر، السوق من أكبر الفرص التسويقية لتمكين الأسر المنتجة من عرض منتجاتها والترويج لها، مشيرة إلى أن الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها المستهلكون نتيجة الوضع الاقتصادي من أبرز المعوقات التي تواجه تسويق المنتجات المحلية .

وطالبت بإيجاد سوق دائم للاستفادة منه في الترويج للمنتجات المحلية وتحقيق مبيعات أكثر، بما يخدم الأسر المنتجة وتشجيعها على التوسع في الصناعات المحلية

إيجاد سوق دائم للأسر المنتجة مطلب أساسي:

وهو ما تؤكده مصممة الأشغال اليدوية وفاء مبارك الحائزة على شهادة التميز من منظمة وآم، كسيدة أعمال متميزة، والتي تقوم بعرض مشغولاتها في سوق الخميس فقط كونه السوق الوحيد الذي يتيح لها عرض منتجاتها من الإكسسوارات التي تتفنن في تصميمها بمهارة وخبرة عالية تلبي رغبة وذوق المستهلك.

واعتبرت سوق الخميس فرصة ترويجية تمكنها من عرض ما تعكف على إنتاجه وتصميمه على مدار الأسبوع للحصول على ما يغطي احتياجاتها المعيشية.

وطالبت وفاء بإيصال صوتها إلى الجهات المعنية ومتخذي القرار للعمل على إيجاد سوق رسمي ودائم للأسر المنتجة.. وقالت “إن تخصيص سوق دائم هو حلم لكل أسرة منتجة تبذل جهودا كبيرة في هذه المنتجات بحثا عن الرزق”.

وعن وجهة نظرها حول سوق الخميس أكدت أنه مناسب جدا في الترويج لبعض تصميماتها والتي أصبح لديها الكثير من الزبائن.. لافتة إلى الصعوبات التي تواجهها نتيجة عدم وجود أسواق محلية للأسر المنتجة خصوصاً أن سوق الخميس يقام ليوم واحد في الأسبوع فقط، حيث تنتظر معظم الأسر في منازلها حتى يأتي هذا اليوم  لتسويق منتجاتها، والبعض تضطر للانتظار لنحو أسبوعين حتى يأتي دورها، لأن عدد الأسر المنتجة كبير والسوق بموقعه وخيامه محدود.

وقالت “نمكث في البيوت لانتظار سوق الخميس بفارغ الصبر لتسويق منتجاتنا للحصول على هامش ربح بسيط وأحيانا لا نحصل حتى على تكاليف المواصلات للعودة إلى البيت”.

منتجات مزارع وحقول حضرمية وسقطرية:

أكد محمد الحضرمي – صاحب منتجات عسل وتمر وسمن، أنه يوفر معظم منتجاته من مزارعه في حضرموت وسقطرى، والتي توفر لزبائنه أفضل وأجود أنواع العسل الدوعني الذي يحظى بإقبال كبير من قبل المستهلكين.

وبين أنه يحقق مكاسب مناسبة وأرباحا مجزية من مبيعاته من العسل والسمن والتمور التي يقوم بعرضها في سوق الخميس للأسر المنتجة طيلة السنوات الأربع الماضية.

ووصف الحضرمي سوق الخميس وموقعه بالاستراتيجي بامتياز لكنه يطالب بإيجاد سوق رسمي دائم يمكن الأسر المنتجة من تطوير وزيادة انتاجيتها من الصناعات والمنتجات المحلية والوصول إلى الاكتفاء الذاتي .

ولفت إلى أنه كان في السابق يقوم بتصدير منتجاته ولكن سوق الخميس للأسر المنتجة أصبح بمثابة فرصة ترويجية لعرض منتجاته، وبيعها محليا بدلا من تصديرها.

وطالب الحضرمي، الجهات المعنية بتشجيع ودعم المنتج المحلي والترويج له في وسائل الإعلام، داعياً المستهلك اليمني إلى الإقبال على شراء المنتج المحلي، كونه أفضلَ من المستورد وجودته عالية ويمتاز بفوائد علاجية وغذائية عديدة.

صعوبات ومعوقات :

وبحسب المسئولة في إدارة سوق الخميس يسرى المطاع فإن السوق أتاح مساحة لعرض المنتج المحلي خَاصَّة الأسر المنتجة، ويعمل على تشجيعها وتحفيزها على الإنتاج.

وأشارت إلى أن هناك إقبالاً وتزايداً كبيراً للأسر المنتجة لعرض منتجاتها في السوق، لدرجة أنه يتم التنسيق بين المنتجين لعرض منتجاتهم بالتناوب بين الأسر، نظراً لعدم وجود أماكن، بسَببِ ضيق السوق.

وأكدت المطاع أن إدارة السوق برعاية مؤسسة بنيان التنموية تخطط لفتح أسواق مماثلة في كُـلّ المديريات بالتنسيق مع أمانة العاصمة.. مبينة أنه يتم حاليا تنفيذ مسوحات ميدانية لمعرفة عدد الأسر المنتجة في كُـلّ مديرية، وأن هناك مقترحاتٍ لإقامة سوق في حديقة السبعين، وآخر في حديقة الثورة، على أن يخصص هذا السوق للأسر المنتجة بشكل دائم في الفترة المقبلة.

الأسر المنتجة بحاجة إلى سوق للبيع بالجملة :

وفي هذا الجانب طالب رئيس الاتحاد التعاوني للملبوسات والمنسوجات والأسر المنتجة محمد حسن حميد ، بتوفير قطعة أرض مناسبة وقريبة من أسواق الجملة في باب السلام أو باب اليمن أو في شارع خولان، بحيث يقوم القطاع الخاص والأعضاء بجمع مبالغ مالية ومساهمات لمشروع السوق وبناء محلات في سوق جملة دائم.

وذكر أنه ولدعم الأسر المنتجة يجب عمل سوق جملة لتشجيعها ولكي تستفيد منه، مؤكدا أن سعي الاتحاد لإيجاد سوق جملة دائم سيساعد الأسر المنتجة على تطوير منتجاتها وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني.

وأفاد حميد بأن الاتحاد التعاوني للملبوسات والمنسوجات والأسر المنتجة ينظم بين الحين والآخر مهرجانات وأنشطة لدعم الأسر المنتجة، وهناك توجه لتطوير هذا الدعم من خلال إنشاء سوق جملة دائم.

منتجات محلية نواة لمشاريع وماركات عالمية :

يرى رئيس الجمعية اليمنية لحماية وتشجيع الإنتاج المحلي وليد الحدي أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد نتيجة استمرار العدوان والحصار دفعت بكثير من الأسر الفقيرة، إلى الاعتماد على قدراتها الذاتية وتعلم حرف جديدة تدر عليها ما يسد احتياجاتها اليومية من مأكل وملبس وايجار، مثل صناعة الأغذية كالحلويات والمخبوزات وصناعة المنظفات والتحف والهدايا والملبوسات ..الخ.

ولفت إلى أن ما يميز هذه الأسر أن لديها إمكانيات عالية لإنتاج أصناف منافسة للمستورد، لكنها كانت تعاني إلى وقت قريب من عدم وجود آليه مناسبة لعرض منتجاتها المحلية للجمهور.

وبين أن فكرة سوق الخميس الذي يقع في قلب العاصمة صنعاء ويتميز بموقعه وبوجود كثافة سكانية كبيرة كانت فكرة سديدة وسليمة، بل مثلت متنفسا جيدا لعرض مثل هذه المنتجات المتميزة بجودتها وانخفاض أسعارها والتي استطاعت اقناع كثير من المستهلكين بعدم التعامل مع بعض المنتجات المستوردة.

وأكد الحدي، أن السوق يحظى بإقبال كبير شجع كثيرا من المستهلكين على شراء منتجاته إما بدافع الاستفادة من السعر والجودة أو بدافع دعم هذه الأسر المكافحة وتشجيع المنتجات الوطنية، ولذا من الأهمية توفير مثل هذه الأسواق في أكثر من محافظة لتسهيل وصول تلك المنتجات للجمهور وتعريفه بأصنافها.

وأشار إلى إمكانية أن تكون تلك المنتجات التي يتم عرضها في سوق الخميس نواة لشركات عملاقة مستقبلا تدعم الاقتصاد الوطني وتوفر آلاف فرص العمل، مبيناً أن تلك المنتجات البسيطة التي يتم تصنيعها في المنازل قادرة على أن تنمو وتصبح ماركات عالمية تصل إلى جميع أنحاء العالم، إذا توفرت الإرادة والرعاية والتشجيع.

وعبر رئيس الجمعية، عن أمله في قيام الحكومة ورجال الأعمال بتبني الصناعات الصغيرة وتسويقها للخارج بطرق احترافية للاستفادة منها بحيث تعم الفائدة جميع الأطراف.

وأضاف “لنا في تجربة دول جنوب شرق آسيا خير مثال، حيث كانت تتم صناعة الأجهزة الإلكترونية بشكل عشوائي وبطرق بدائية حتى تبنت الدولة تلك الصناعات ودعمتها وصدرتها، وتحولت تلك الدكاكين الصغيرة المصنعة إلى شركات عملاقة عابرة للقارات.

سبأ