السياسية:

عرب جورنال/ هلال جزيلان – من المؤكد أن العالم بات يمضي بخطى مسرعة نحو الإفلات من اليد الغربية، أو الأمريكية بالتحديد، وتتلاشى القبضة التي ظلت على العالم ربما ليس ابتداء بانحسار، الدولار، ليقارب النصف من احتياطي العملات العالمية، فقد أصبح 56.3% فقط من احتياطي النقد العالمي، ولم يعد للولايات المتحدة إلا حاملات الطائرات التي تجوب المحيطات، والتي لم يعد لها قبول في عالم تحكمه الاقتصادات.

ما الذي ستستفيده القضية الفلسطينية جراء استئناف العلاقات بين الرياض وطهران ؟
تقارب واستئناف للعلاقة بين السعودية وإيران برعاية صينية، أمر يبدد اليد الأمريكية، ربما نشهد الأيام القادمة انحسار للمد الاستعماري وأسلوب الهيمنة، ليسود أسلوب المصلحة البحتة، بعيدا عن الإملاءات، وهذا ما هي عليه الصين وروسيا.

تلاشي الغرب

لذلك فإن ما يمكن تسميته المصالحة أو استئناف العلاقة بين السعودية وإيران، لم يكن أمرا عابرا، فقد انتهت لأجل فهمه وتحليل دوافعه ومستقبله ومكاسبه وخسائره للأطراف المختلفة الكثير من الأقلام، فالأمر معد له لتلاشي يد الغرب، في الواقع العربي، ولذا يمكن القول وبكل ثقة أن هناك كثير من النفع سيعود على القضية الفلسطينية، ولذا كان ترحيب كل المكونات الفلسطينية بهذا الاستئناف في العلاقات، ابتداء بالرئاسة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية بما فيها حركة، حماس التي عدت، هذه الخطوة مهمَّة على طريق توحيد صفوف الأمة، وتعزيز الأمن والتفاهم بين الدول العربية والإسلامية، وتحقيق الاستقرار في المنطقة وتصبّ في صالح القضية الفلسطينية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وعدوانه المتواصل.

ترحيب فلسطيني

في نفس الوقت الذي كان فيه تأكيد حركة الجهاد الإسلامي أن الاتفاق خطوة مهمة وكبيرة في الاتجاه الصحيح، فمن المتعارف أن مثل هذه الخطوات، تعد تخفيفا لحدة التوترات بالمنطقة خدمة لمصالح شعوب ودول العالم العربي والإسلامي، معبرة عن أملها أن يكون للاتفاق بين البلدين المسلمين مردودا إيجابيا على القضية الفلسطينية.

إنزعاج الإعلام العبري

وما يمكن الاستشهاد به، أن هذا الاتفاق في صالح القضية الفلسطينية، هو أن الإعلام الصهيوني، عكس حالة من التشاؤم من الاتفاق، والرفض لمخرجاته ومالاته، ولذا وصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الاتفاق، بأنه “بصقة في وجه كيان إسرائيل”، وضربة قاسية لجهود نتنياهو لتوسيع اتفاقات التطبيع.

حسابات صهيونية ستضرب

وبما أن الاحتلال يعد هذا الاتفاق والتقارب الإيراني السعودي أزاحه لمخططات التطبيع التي يطمح لها، لذا الأمر أزعج الاحتلال الصهيوني بشكل كبير، لأن سياسة التطبيع والتقارب مع السعودية والتي كانت الهدف الأول للحكومة الجديدة بقيادة نتنياهو، ووفق الرؤية الصهيونية، أن هذا الاتفاق سيضر بمصالح (كيان إسرائيل)، في ظل رغبتها الدائمة بعزل الدول العربية عن محيطها العربي والإسلامي، أو أي ارتباط بالقضية الفلسطينية، بل أن هذا الاتفاق، سيؤثر على الحسابات الصهيونية، الخاصة بضرب إيران، خصوصاً أن هذا الاتفاق سيخرج الدول الخليجية من حالة الابتزاز الأمريكي والصهيوني بالتخويف الدائم من إيران وتصويرها العدو الوحيد والخطر الأكبر عليها، والتي لطالما لعبت عليه طويلا، والذي يؤكد أيضا الرفض الصهيوني لهذا التحول، هو أن هذا الاتفاق يضرب في العمق خطة الاحتلال في استخدام الفزاعة الإيرانية كمدخل للوصول إلى شواطئ الخليج، وفرض نفسه كطرف مهم أمنيا وعسكريا في مواجهة ايران ضمن شعار العدو المشترك، التي تعلب عليه مع الولايات المتحدة لعقود، فبعد هذا الاتفاق فإن مبرر استمرار اختراق الاحتلال للمجتمع العربي لم يعد موجودا وليس له مبرر كما كان يدعي الاحتلال.

لصالح حركات المقاومة

أن الاتفاق الإيراني السعودي سيؤدي إلى تعزيز الموقف من القضية الفلسطينية، حيث أنه سينهي بشكل تلقائي ما وصفه بـ”الاشتراطات السعودية” لعودة العلاقات مع بعض الفصائل الفلسطينية وخاصة حركة “حماس”، بقطع علاقتها مع إيران، بل أن حماس وفصائل أخرى ربما تستغل هذا التقارب؛ لتحسين العلاقات مع السعودية وإنهاء حالة الخلاف التي سادت خلال الفترة الماضية.

هكذا تجري الأمور فلا شيء يبقى على حالة، عقود والقضية الفلسطينية تعانق الظلام، قد يكون هذا الاتفاق بداية انزياح عن الغمة التي تعيشها، فلا شيء يبقى على حاله، فهي مرحلة تبدد الغرب.

* المصدر: موقع عرب جورنال
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع