السياسية:

يتوقع محللون اقتصاديون ان يكون الاقتصاد البريطاني هو الأسوأ على الإطلاق، في مجموعة العشرين على مدار العامين المقبلين. وفي الوقت التي تتتالى فيه الاضطرابات السياسية في ظل انقسام الشارع البريطاني بين مؤيدي الحزب الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء، ريشي سوناك، وحزب العمال المعارض، قبل الانتخابات عام 2024، يجمع غالبية البريطانيين على ان خروج لندن من الاتحاد الأوروبي كانت خطيئة، هم يعانون اليوم من آثارها.

في أحدث استطلاع لـ YouGov نُشر الأسبوع الماضي، قال 53٪ إن المملكة المتحدة كانت مخطئة في المغادرة. فيما أشارت استطلاعات إبسوس في كانون الثاني/ يناير إلى أن 45٪ من السكان يعتقدون أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جعل حياتهم اليومية أسوأ.

أثقلت الأزمات الاقتصادية المتتالية مختلف القطاعات في البلاد، خاصة تلك التي تتعلق باحتياجات المواطنين البريطانيين بشكل مباشر، كقطاع الكهرباء والطاقة والزراعة والصناعة.

ويقول رئيس الاتحاد البريطاني لتجارة التفاح، علي كابر، ان “تكاليف مزارعي الفاكهة قد زادت بنحو 23٪ مع ارتفاع تكلفة القطاف والطاقة والنقل والتعبئة…غالبية المزارعين يخسرون المال”. وأضاف “كان المزارعون يخططون هذا العام لطلب 480 ألف شجرة تفاح وكمثرى فقط، لكن ذلك انخفض كثيراً…السبب الرئيسي لنقص الاستثمار هو عائدات السوبر ماركت التي لا يمكن تحملها”.

يخطط البعض للتخلي عن هذه المهنة، بينما قام آخرون فعليًا بإيقاف العمل في بساتينهم أو يقومون بضربها مع تضاؤل العائدات. قال كابر: “هذا وضع خطير للغاية…مستقبل الزراعة في المملكة المتحدة موضع شك خطير”.

يقول بعض المستوردين إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعني أيضًا أن بريطانيا في آخر القائمة عند التنافس على شراء المنتجات الطازجة، بسبب زيادة التكاليف والبيروقراطية المرتبطة بالشحنات.

يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه ما يقرب من خُمس البالغين في بريطانيا إنهم عانوا من نقص في المواد الغذائية الأساسية في الأسبوعين الماضيين، وفقًا لمكتب الإحصاء الوطني، ارتفاعًا من 13٪ قبل عام، كما يقول مستوردو الأغذية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يزال يعني ارتفاع التكاليف واحتمال التعطيل بسبب البيروقراطية الإضافية.

بدورها، قالت وزيرة البيئة تيريز كوفي، إنها تتوقع أن يستمر النقص في بعض المواد الغذائية الطازجة لمدة تصل إلى شهر، لكن بعض المزارعين البريطانيين يقولون إن النقص قد يستمر حتى أيار/مايو.

وينقل موقع، سي أن بي سي، عن أحد المزارعين قوله، ان عائلته تزرع التفاح منذ 80 عامًا، وهو يعتزم إعادة 24 هكتارًا (60 فدانًا) من التفاح والكمثرى والكرز والخوخ على أرض مستأجرة إلى مالك العقار في العام المقبل، كما سيترك 3.6 هكتار أخرى من بساتينه ليذهب إلى البور. وقال “لم نشهد مثل هذا التغيير الدراماتيكي في صناعة الفاكهة في هذا البلد منذ إعصار عام 1987”.

من جهة أخرى، أثارت الرواتب الكبيرة التي يتقاضها مديرون تنفيذيون في بعض الشركات، غضب شريحة واسعة من المجتمع البريطاني. وتشير صحيفة الغارديان البريطانية، إلى ان الراتب الذي يتقضاه الرئيس التنفيذي لشركة شل، بن فان بيردن، الذي استقال في نهاية العام الماضي، قفز من 6.3 مليون جنيه إسترليني في عام 2021 إلى 9.7 مليون جنيه إسترليني في عام 2022. الأمر الذي قابله النشطاء بدعوات للحد من رواتب المسؤولين التنفيذيين على خلفية أزمة تكلفة المعيشة.

بدورها، قالت قائدة حملة الوقود الأحفوري في جلوبال ويتنس، أليس هاريسون “إنه لأمر صادم ولكن ليس من المستغرب أن يتمكن أحد أغنى عمالقة النفط والغاز في العالم من منح رئيسه التنفيذي مكافأة مذهلة بينما يجب على الأشخاص المجتهدين -الممرضات والمساعدون الطبيون والمدرسون- ان يقوموا بالإضراب للحصول على أجر عادل. مضيفة “إنها علامة على مدى تعطل نظام الطاقة لدينا هو أن شل وشركات الوقود الأحفوري الأخرى حققت أرباحًا قياسية من أزمة الطاقة التي تجبر العائلات على الاختيار بين تدفئة منازلهم ووضع الطعام على الطاولة”.

* المصدر: موقع الخنادق
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع