الأسلحة الفرنسية تستخدم في اليمن
ترجمة:أسماء بجاش-سبأ
كشفت العديد من وسائل الإعلام الفرنسي عن فحوى تقرير الدفاع السري الذي تم تسليمه إلى الرئيس “إيمانويل ماكرون” مطلع أكتوبر المنصرم, والذي تضمن تفاصيل العديد من المعدات الحربية المصنعه في فرنسا والتي تم تسليمها إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
يعيش في اليمن مئات الآلاف من المدنيين تحت وطأة تهديد الأسلحة الفرنسية, حيث نشر موقع “Disclose” وخمس وسائل إعلامية فرنسية أخرى (Arte, Konbini, Mediapart, la cellule investigation de Radio France, The Intercept) عدة وثائق سرية والتي كشفت عن عقود بيع أسلحة بين فرنسا واثنتين من دول الخليج المشاركة في الحرب اليمن: المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
نشر موقع “”Disclose، الذي حصل على وثائق “سرية” تتعلق بالدفاع، والتي كانت عبارة عن تقرير مكون من 15 صفحة موجهة من إدارة الاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع والجيوش، إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، مطلع اكتوبر من العام 2019, حيث أشار هذا التقرير بصورة مفصلة إلى وجود بعض الأسلحة الفرنسية المستخدمة في الصراع الذي مزق اليمن.
المعدات العسكرية البرية والجوية:
تُظهر إحدى هذه الخرائط على وجه الخصوص وجود 48 مدفع من طراز “Caesar ” – المصنعة في بلدة روان، الواقعة في دائرة منطقة لوار الفرنسية- في المملكة العربية السعودية، والتي تم توجيه أفواهها النارية نحو ثلاث مناطق في اليمن التي تعج بالقرى والمزارع والمدن والمنازل الريفية, كان التقرير واضح وصريح, حيث يتم استخدام المدافع من نوع ” Caesar ” في دعم القوات الموالية للحكومة والقوات المسلحة السعودية في تقدمهم في الأراضي اليمنية”, وهذا ظهر في تسجلات الفيديو.
يعتمد موقع ” Disclose” على البيانات الصادرة من منظمة “ACLED” غير الحكومية, والتي أشارت إلى سقوط العديد من المدنيين بنيران المدفعية السعودية, ففي الفترة بين مارس من العام 2016 وديسمبر من العام 2018, سقط 35 مدنياً قتلى جراء شن 52 عملية قصف وقعت داخل نطاق المناطق التي تغطي نشاط هذه المدافع.
وفي المقابل يتناقض هذا التقرير مع الرواية الرسمية التي تفيد بأن المعدات العسكرية البرية التي تم بيعها إلى المملكة العربية السعودية لن تستخدم إلا لأغراض دفاعية, وبالرغم من تلك التصريحات تم نشر دبابات لوكلير في الأراضي اليمنية.
بعد المسح الضوئي لخطوط الجبهة الأمامية وعروض الأقمار الصناعية، يقول “”Disclose أن تلك الدبابات القتالية شاركت في العديد من الهجمات التي يقودها قوات التحالف العربي على نطاق واسع, حيث كانت الدبابات الفرنسية متواجدة في قلب معركة الحديدة في نوفمبر من العام 2018.
وبحسب مشروع بيانات الموقع والأحداث الخاصة بالنزاعات المسلحة (ACLED)، الذي نشر شريط فيديو ظهرت من خلاله دبابات من طراز لوكليرك الفرنسية وهي تجوب ضواحي مدينة الحديدة، خلفت وراءها مقتل 55 مدني, كما تظهر الصور وجود طائرات من طراز ميراج وإيرباص “A330-MRTT” للتزويد بالوقود وطائرات الهليكوبتر من طراز “Cougar” في المناطق الإماراتية أو السعودية.
-الرغبة في الإخفاء؟
وثيقة أخرى مكونه من ست صفحات، تم تصنيفها أيضاً وإرسالها إلى ما يقرب من أربعين شخصية موزعة على الإدارات والوزارات المختلفة، استعرضت من خلالها الوضع الحاصل في اليمن، بيد أنها تجاهلت المعلومات الأكثر ضراراً, ووفقاً “Disclose”، الذي يرى في تجميع الثغرات هذه رغبة واضحة لإخفاء المعلومات التي يجب أن تكون معروفة للرأي العام، والداعية إلى إلغاء الخطط العسكرية والتحقيق المبدئي حول مشاركة الأسلحة الفرنسية والتورط في الحرب.
كما أشار إليه الموقع, فأن وزيرة الدفاع الفرنسية” فلورنس بارلي” صرحت في 20 من يناير من هذا العام خلال المقابلة التي أجرتها مع موقع “فرانس إنتر” بعدم معرفتها لحقيقة أن الأسلحة الفرنسية تُستخدم بشكل مباشر في هذا الصراع.
ووفقاً للموقع، فقد كان أكثر الجهات استفادة من هذا التقرير هو وزير الخارجية “جان إيف لو دريان”.
= صحيفة “لو باريسيان” leparisien الفرنسية