المرتبات.. إحدى وسائل الحرب الأميركية السعودية على أبناء اليمن
السياسية / تقرير/ عبد الخالق الهندي:
كانت المرتبات ولا تزال إحدى وسائل الحرب الأميركية السعودية على موظفي اليمن من خلال العدوان الذي شن على البلاد في 26 مارس 2015.
فمنذ الوهلة الأولى لانطلاق شرارة العدوان على اليمن تعمدت دول العدوان وعلى راسها أمريكا والسعودية والإمارات على استخدام الجانب الإنساني والاقتصادي في حربها القذرة على أبناء اليمن ومنها قطع المرتبات كواحدة من الجرائم التي لم تحصل في تاريخ الحروب في العالم.
بداية نهب المرتبات
كانت بداية نهب مرتبات موظفي الدولة في 18 من سبتمبر من العام 2016 حيث أصدر الفار عبدربه منصور هادي القابع في العاصمة السعودية حاليا تحت الإقامة الجبرية، قرارا بنقل البنك المركزي اليمني في صنعاء إلى مدينة عدن التي فر اليها، الأمر الذي شل حركة البنك وأثر على وظائفه ومهامه المالية على المستوى المحلي ومع المنظمات المالية الدولية، وبالتالي إيقاف تسليم المرتبات التي كانت اللجنة الثورية في صنعاء تصرفها بصورة مستمرة منذ اندلاع العدوان وحتى صدور القرار الذي جاء بإيحاء أمريكي سعودي لمضاعفة معاناة اليمنيين ومحاولة تركيعهم.
وخلال جولات المفاوضات التي رعتها الأمم المتحدة منذ الأعوام الأولى للعدوان، تعمدت دول العدوان ومنها أمريكا والسعودية ومن ورائهم حكومات المرتزقة المتعاقبة على استخدام الورقة الاقتصادية والإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية غير ابهين بما يتعرض له المواطن جراء انقطاع المرتبات واستمرار الحصار، حيث أصرت أمريكا وحلفائها في العدوان على استمرار اغلاق مطار صنعاء وميناء الحديدة وعدم صرف المرتبات رغم التفاهمات التي كانت قد توصلت اليها أطراف المفاوضات والتزام حكومة صنعاء بما جاء في تلك التفاهمات.
الدور الأمريكي في عرقلة جهود السلام ومنع صرف المرتبات
ولفضح الدور الأمريكي الخبيث في عرقلة جهود السلام، أوضح قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة للشهيد الرئيس صالح الصماد، أنَّ لأمريكا دور وتأثير سلبي في مماطلة تحالف العدوان فهي تشرف على العدوان وتسعى لاستمرار الحرب لأنها مستفيدة من قيمة مبيعات الأسلحة والقنابل التي قتلت بها أبناء اليمن في مختلف المدن والقرى.
وأشار قائد الثورة إلى محاولات أمريكا وأدواتها عرقلة المساعي العمانية الحالية في ثلاث نقاط أساسية.. أولها محاولة ابعاد التحالف عن أي التزامات تترتب على أي اتفاق أو تفاهم، وتحويل المسألة إلى مسألة داخلية بحتة.
وأضاف السيد عبدالملك أن أمريكا تحاول عرقلة أي تفاهمات أو اتفاقات فيما يتعلق بالمرتبات والاستحقاقات لأبناء اليمن من ثرواتهم الوطنية التي هي محتلة اليوم من التحالف، في مأرب باعتبارها من أهم منابع الثروة النفطية والغازية وكذا بقية المنشآت ومنابع الثروة في شبوة وحضرموت.
وقال بالنظر إلى ذلك في الوقت الحاضر، والمستقبل، فيمكن لشعبنا أن يتوفر له منها ما يستفيد منه لتغطية الالتزامات المتعلقة بالمرتبات، أو الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم وغير ذلك.
وكان قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي كشف في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، عن الدور الخبيث لأمريكا وعملائها في عرقلة المفاوضات والوصول إلى تسوية توقف العدوان وترفع الحصار، وحرمان أبناء اليمن من مرتباتهم واستحقاقاتهم.
وأكد السيد عبدالملك على الملف الإنساني والمعيشي لأبناء الشعب وأنه ملف لا يمكن تجاهله ومقايضته والسكوت عنه باعتباره من أهم الأولويات.
وأشار إلى خطوات منع نهب الثروات الوطنية فيما يتعلق بالنفط اليمني وتسويقه إلى أسواق الخارج، وسرقة ثمنه.. لافتا إلى نجاح القوة الصاروخية وبفضل من الله سبحانه وتعالى في منع السفن والباخرات التي تأتي لتحميل النفط من سواحل حضرموت وشبوة من خلال إصابة ما وصفها بـ”الحنفية” [البزبوز] في ميناء حضرموت إصابة دقيقة جداً.
وحذر قائد الثورة تحالف العدوان من نفاذ صبر أبناء اليمن في حال لم تبادر دول العدوان بالتفاهم الجاد والعملي في الملف الإنساني والمعيشي للشعب اليمني.
وعبر قائد الثورة عن رفضه حرمان الشعب اليمني من ثروته الوطنية في الاستحقاقات المتعلقة بالمرتبات والخدمات العامة باعتبارها ثروةٌ لشعبنا من حقه أن يحصل عليها.. مهددا بخيارات ضاغطة للحصول على هذا الحق الوطني.
قوة التفاوض لصرف المرتبات
لم يدخر الوفد الوطني المفاوض في سلطنة عمان برئاسة الأستاذ محمد عبدالسلام أي جهدا في فصل الجانب الإنساني عن الجوانب الأخرى في مفاوضات التسوية.
وأصر الوفد الوطني على ضرورة تحييد الجانب الإنساني والمعيشي وصرف المرتبات وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة في أي مفاوضات جارية ومنها المفاوضات في سلطنة عمان الشقيقة التي تبذل جهودا جبارة في سبيل إيقاف العدوان ورفع الحصار وصرف مرتبات الموظفين من الثروات النفطية والغازية.