السياسية- متابعات:

تطرق تقرير في صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، اليوم الأحد، إلى المشاكل التي يعانيها حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والتي كشفتها الحرب في أوكرانيا والمواجهة مع روسيا.

وقال تقرير محلل الشؤون الخارجية في الصحيفة، سايمون تيسدال، إنّه “لأمر مؤسف في الحقيقة أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن، والزعماء الأوروبيين، لم يكونوا أكثر جرأةً في وقت سابق في توفير الدبابات والأسلحة المتقدمة الأخرى لأوكرانيا”.

وأضاف تيسدال، إنّ “أوكرانيا لا تزال تنتظر الطائرات المقاتلة لفرض مناطق حظر الطيران ومنع الغارات الجوية”، معتبراً أنه “كان من الممكن تجنّب الكثير من الخسائر والدمار المتوقعين لو تصرّف حلف الناتو، الذي يتّسم بالحذر الشديد، في وقت أقرب وبعزيمة أكبر”.

بعد خسارة الردع.. الهدف يجب أن يكون الانتصار في الحرب

وركّز التقرير، على أنّ “الوضع حالياً يستوجب أن يكون تخطيط الحلف الغربي على أساس الفوز في الحرب، لا على أساس الوصول إلى تسوية مع روسيا”، لأنّ “الناتو خسر معركة توازن الردع مع موسكو عندما قررت أن تشنّ عمليتها العسكرية مع علمها بأنها ستؤدي إلى استفزازه”.

كما أشار، إلى أنّ “الجدل الحالي في الغرب بشأن المدى والسرعة المطلوبين في مساعدة أوكرانيا هو مشكلة رئيسية أخرى”، قائلاً إنّه “يظهر افتقار الناتو إلى أهداف حرب محددة بوضوح”.

وانتقد التقرير “تمسّك القادة الفرنسيين والألمان برأيهم القائل بأنه، على المدى الطويل، يجب التوصّل إلى تسوية مع موسكو”، منوّها بمواقف “بريطانيا وبولندا وجمهوريات البلطيق التي تظهر أكثر تشدداً”، لأنّ “مثل هذه الانقسامات العامة تساعد بوتين فقط”.

كما تابع تيسدال قائلاً إنّ “وحدة الناتو مهددة أيضاً من قبل التيارات اليمينية، ومن قبل الزعماء الأتراك والـمَجَريين أصدقاء بوتين، الذين يعرقلون عضوية السويد وفنلندا”، مذكراً بأنّ “البرلمان الفنلندي صوّت بأغلبية ساحقة الأسبوع الماضي للمضي قدماً على أيّ حال في خطة الانضمام إلى الناتو”.

واعتبر تقرير “ذا غارديان” أنّ “سلوك تركيا لا يظهر ولاءها للناتو بشكل خاص، ويجب أن يُطلب منها إسقاط حقّ النقض الذي تستخدمه ضدّ السويد أو مواجهة خطر تجميد عضويتها في التحالف الأطلسي”.

 

الوضع في أوكرانيا يزداد سوءاً بالنسبة للغرب

يأتي هذا الكلام في الصحافة الغربية في وقت تزداد فيه خسائر أوكرانيا في المعارك مع القوات الروسية، حيث تستنزف الجبهة مئات العسكريين الأوكرانيين يومياً بين قتيل وجريح فضلاً عن المعدات والمساعدات والذخائر التي باتت الدول الأوروبية تبحث عن طرق لتوفيرها، بعدما فضحت الحرب نقص جهوزية جيوشها على مستوى الأسلحة والذخائر والصناعات العسكرية.

وفي الوقت الذي تدفع فيه الدول الغربية بالمزيد من المساعدات العسكرية إلى خطوط الجبهة في أوكرانيا، كان أبرزها إعلان قرار إرسال عشرات الدبابات المتطورة إلى كييف، يستمرّ تقدم القوات الروسية في محاور القتال في دونباس بشكل بطيء ولكن ثابت الوتيرة منذ أشهر.

ويدفع الوضع المتراجع على الجبهة الدول الغربية إلى تقاذف الاتهامات بشأن المسؤولية عن ما يحصل، فيما تتحدث الصحافة الغربية عن تراجع زخم التأييد في الأوساط السياسية، بعد أن أصبح واضحاً أنّ المعركة ضدّ روسيا ستكون طويلة ومرهقةً لها على مستويات عدة.

  • المصدر: الميادين نت
  • المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع