كيف يساهم الإعلام الغربي في تكريس مظاهر العنصرية ؟
السياسية:
لم تكن العنصريّة في أميركا أو غيرها من الدول إضافةً الى “إسرئيل” مجرّد سلوكٍ عشوائيٍ أو عفوي، وإنّما هي ثقافةٌ سائدة تعود الى مرحلة التأسيس لهذه الدول، وفي أميركا كانت أبرز علامات العنصريّة في اضطهاد الأعراق والقوميّات غير البيضاء.
ورأى الملياردير الأميركي إيلون ماسك في بعض سلوك وسائل الإعلام الأميركي عنصريّةً ضدّ البيض والآسيويين، وأضاف: “أنّه لفترةٍ طويلةٍ جداً كانت وسائل الإعلام الأميركية عنصريّةً ضد الأشخاص غير البيض، والآن هي عنصريةٌ ضد البيض والآسيويين، ربّما يمكنهم المحاولة بأن لا يكونوا عنصريين”.
يطلب ماسك ما هو مفقودٌ لدى وسائل الإعلام، يدعوهم الى محاولة ألّا يكونوا عنصريين، وهذا في حدِّ ذاته تأكيدٌ منه بأنّهم كذلك.
العنصرية الغربية.. أعمق من سلوكٍ أو حدث
وقال منذر سليمان، محلّل “الميادين” للشؤون الدوليّة والاستراتيجيّة، إنّ إيلون ماسك يحاول تقليد الرئيس السابق دونالد ترامب في أن يُبرز نفسه في أيّ مسألة، وظهر هذا جلياً من خلال “تويتر” وكيف دخل عن طريق حملة “حياة السود مهمة”.
وأوضح سليمان، أنّ التمييز العنصري المتجذّر في أميركا يتعلّق بملكيّة وسائل الإعلام التي كانت للبيض ولا تزال، وحتى في فترة من الفترات كان هناك اعتراض على وجود آسيويين وآسيويات في المنابر الإعلامية الأميركية.
وأضاف محلل الميادين، أنّه يتوجّب حصول تغيير جذري حقيقي في منح الفرصة للأقليّات، ليكون لها دور في ملكيّة وسائل الإعلام، وأيضاً في الظهور الإعلامي، لنستطيع القول أنّ أميركا تتجاوز العنصرية المتجذرة فيها.
وأكّد سليمان، أنّ الصورة هي التي تكرّس عمليّة التمييز العنصري، لأنّها تدخل بشكل يستوعبها المتلقّي بشكلٍ كبير، وتكرار هذه الصورة النمطيّة تكرّس وجهة نظر محدَّدة وقيَم محدّدة، كما لفتَ إلى دراسة حول 6000 فيلم لهوليوود، والعديد من مئات المسلسلات التلفزيونية الأميركية، أكّدت تجسيد صورة نمطية عنصرية حول الأقليّات.
وأشار محلّل “الميادين” للشؤون الإقليميّة والثقافيّة، سليم بوزيدي، إلى أنّ العنصرية في أميركا تعبّر عن الأطروحات الفلسفيّة الكبرى، المؤسِّسة للمدارس السياسيّة والمدارس الاجتماعية في الغرب، والتي كلّها تقريباً في أساسها هي طرح عنصري.
وقال بوزيدي: إنّ الأزمة الأوكرانية كشفت لنا عنصرية واضحة من الغرب، ولاحقاً في تجارب أخرى لاحظنا ذلك، في كأس العالم لاحظنا السجال الكبير والحاد مثلاً في فرنسا حيال اللاعبين من الأصول الافريقيّة، لكن الثابت الآن مع مواقع التواصل الاجتماعي، أنّنا لسنا بحاجة لأدلّة لنُقنِع الآخر بغياب معياريّة أخلاقية ومهنية للإعلام الغربي.
ولفتَ قتيبة الصالح، محلّل الميادين للشؤون العربية والإسلامية، يوجد سياق طويل من حضور العنصريّة في الولايات المتّحدة، سياق تاريخي مرتبط بها ليس كظاهرة وإنّما كحالة، كتجذّر، كجزء من التركيبة المجتمعيّة والسياسية والثقافيّة والفكرية حتى لتركيبة وتشكيل الولايات المتّحدة.
وتحدّث محلل الميادين حول مصطلح بدأ بالبروز الى حدٍّ كبير في الغرب، وهو الصحافة العرقيّة أو الإعلام العرقي، وطرحَ مثالاً يتعلّق بتعاطي وسائل الإعلام السائدة وتحديداً في الولايات المتّحدة، حول حضور اللاتيني على وسائل الإعلام الرئيسيّة، والذي يقتصر في كونه مهاجراً، ليحمل فقط هذه الصفة.
وأشار الصالح، إلى أنّ وسائل الإعلام الغربية حاولت، خلال الحرب الأوكرانيّة الحاليّة، خلق هويّة أوكرانيّة مستقلّة ومنفصلة، وبسياق تاريخي مغاير عن الهويّة الروسيّة إلى حدٍّ كبير، في محاولة لاستهداف الثقافة والهويّة الروسيّة، وتحقيرها والحطّ من شأنها، في سلوك عنصري غربي جديد.
* المصدر: موقع عرب جورنال
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع