الحوثي: نحن في حرب لا في هدنة ومستعدون لكل الاحتمالات
السياسية:
رداً على الآلة الإعلامية الغربية-الخليجية التي تسوّق لقَبول حكومة صنعاء تمديد الهدنة بشكل غير معلن، دون اي شروط مسبقة، أكد قائد حركة “انصار الله” السيد عبد الملك الحوثي، ان “المرحلة التي نحن فيها الآن هي بالتأكيد مرحلة حرب، الذي هدأ هو فقط بعض التصعيد”. متوجهاً إلى الشعب اليمني بضرورة البقاء على “جهوزية دائمة أمام كل الاحتمالات، احتمال أن تأتي الحرب في أي لحظة، التصعيد في أي لحظة”. وهو الأمر الذي ضبط ايقاع الموقف السعودي مرة أخرى، الطامع بتثبت هدنة طويلة الأمد، دون ان يلتزم برفع الحصار، من جهة، او يرتّب حساباته السياسية مع الولايات المتحدة من جهة أخرى.
وخلال كلمته في ذكرى استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي، -27 رجب- أشار السيد الحوثي إلى انه خلال جولات المفاوضات السابقة تم التأكيد على ان “الملف الإنساني والمعيشي، ملف لا يمكن أن نقايض به… لا يمكن أن نضيِّع هذه الأولوية لحساب أي أولوية أخرى”. مؤكداً أنه “عندما نعطي وقتاً معيناً لصالح الوساطة العمانية، لا يعني ذلك أننا سنستمر إلى ما لا نهاية طالما استمر الحصار، نحن أيضاً من الخطوات التي نقوم بها في هذه المرحلة مع الانفراجة التي حصلت إلى حدٍ ما في ميناء الحديدة، وحركة المطار في صنعاء، نمنع نهب الثروات الوطنية فيما يتعلق بالنفط، وتسويق النفط اليمني إلى أسواق الخارج، وسرقة ثمنه، نحن نمنع ذلك، ونجحنا في منعهم من ذلك”. متوجهاً “لتحالف العدوان” بالنصح “صبرنا سينفد إن لم تبادروا بالتفاهم الجاد والعملي في الملف الإنساني والمعيشي لشعبنا، لا نقبل بحرمان شعبنا من ثروته الوطنية”.
الاستراتيجية الأميركية للسيطرة على الدول
وعلى ضوء الحروب التي شنت على اليمن من قبل النظام السابق، بما فيها الحروب الستة، إلى الحرب الأخيرة السعودية المفروضة، أشار السيد الحوثي إلى الاستراتيجية التي تعتمدها واشنطن لإضعاف الدول والشعوب، ويقول أن “الهجمة الأمريكية والصهيونية والغربية على أمتنا دخلت مرحلةً جديدةً، هي أكثر خطورةً من سابقاتها، تحت عناوين متعددة، وذرائع مصطنعة، في مقدِّمتها: عنوان مكافحة الإرهاب، وهم صنَّاعه، وفي وضعيةٍ لم تعد الأنظمة العربية في موقفٍ تدفع عن شعوبها خطراً، بل أكثرها انساق وسارع إلى الانخراط التام في خدمة وطاعة وتنفيذ” هذه المخططات… وهنا يبرز أهمية “وعظمة المشروع القرآني، وعظمة العطاء الكبير لشهيد القرآن حسين بدر الدين الحوثي”. مفنّداً الهجمات التي تتعرض لها الأمة إلى عدد من المجالات:
المجال الثقافي: وهو استهدافٌ لعقيدتها الإسلامية، لانتمائها الديني، وهو أخطر أشكال الاستهداف. لقد عملوا على الغزو الثقافي الغربي بما تسميه أمريكا بالقيم الأمريكية واللِيبرالية، تحت مسمى الحريات التي تتعارض في الواقع مع القيم الإسلامية المحافظة.
-الاستهداف السياسي: احتلال البلدان، والسيطرة عليها، وتشكيل أنظمةٍ وحكوماتٍ عميلة تؤدِّي دورها كأقسام شرطة لمصلحتهم، وللتنكيل بكل من يعارض سيطرتهم، ويتعامل سفراؤهم- السفير الأمريكي يتعامل كمسؤولٍ أول، يتدخل في كل المجالات، ويوجه ويأمر، يصدر أمره إلى الملك، أو إلى الأمير، أو إلى الرئيس… ويعملون على صناعة الأزمات السياسية، كما يقومون بفرض العملاء وفي مفاصل الأنظمة والحكومات والمؤسسات الرسمية؛ لتنفيذ مؤامراتهم من موقع القرار، ومن موقع الإدارة.
-الاستهداف العسكري والأمني: يباشرون الهجوم العسكري، او التحرك بالتنظيمات والتشكيلات التكفيرية هو صناعة أمريكيةٌ صهيونية غربية. ويعملون على احتكار إنتاج وبيع الأسلحة، والتقنيات المتعلقة بذلك، وتسخيرها لدعم الفتن والحروب الظالمة، مع السعي لحصار شعوبنا من امتلاكها، يعني: يريدون لنا أن نكون أمة لا تمتلك أي قدرات دفاعية تدافع عن نفسها. كما يقومون بفرض قواعد عسكرية في البلدان، وتواجد عسكري، للسيطرة المباشرة على الوضع، وإلَّا فما حاجتهم إلى قواعد، سواءً في اليمن، أو في العراق، أو في دول الخليج، أو في شمال سوريا، أو في بقية البلدان، القواعد العسكرية… شكلٌ من أشكال الاحتلال المباشر.
-الاستهداف الاقتصادي: يقومون بنشر الربا، يباشرون الضغوط الاقتصادية على بلداننا، يعملون أيضاً من خلال منظمات ومؤسسات نقدية لشرعنة الحرب الاقتصادية إضافة لمنع الإنتاج الداخلي في البلدان، وضرب الإنتاج الزراعي.
في المجال الصحي: عبر نشر الأمراض، والجائحات، بواسطة الفيروسات المتنوعة. ويستخدمونها في الحروب، كاستخدام اليورانيوم المنضب في العراق، استخدام الأسلحة المحرمة في العدوان على اليمن…هذا يؤثر كثيراً على صحة المجتمعات، إلى تشوه الأجنة والمواليد خلقياً، ويتعاملون مع أبناء الأمة كفئران تجارب…
كما يتحدثون أيضاً عن حقوق المرأة، ويحاولون أن يقدموا هذا العنوان لاختراق الشعوب، هم أكبر قاتلٍ للنساء. من أبرز ممارساتهم والظواهر في بلدانهم، وفي البلدان التي ينشطون فيها، هي: الإتجار بالبشر، وفي المقدِّمة النساء، هم يتَّجرون، هناك سوق للرقيق، لكن بشكل يختلف عما كان في الماضي، فهم يتَّجرون بالنساء، سواءً للاستغلال الجنسي، والدعارة، والجريمة الأخلاقية، أو لغير ذلك، هي من أبرز الظواهر عندهم، وهم يعترفون بذلك.
الرياض وواشنطن على طاولة واحدة بأجندات مختلفة
وصلت العلاقات السعودية- الاميركية إلى ادنى مستوياتها خلال الفترة الماضية منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض عام 2020، الذي توعد بمحاسبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المتورط باغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي. وبينما لعبت التحديات الناجمة عن العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا دوراً في زيارة بايدن إلى المملكة ثم سبباً إضافياً لتوتر العلاقات بعد عدم استجابة الأخيرة لطلب زيادة انتاج النفط، تعتبر الحرب على اليمن سبباً آخر ليجلس الطرفان على الطاولة نفسها من جديد، لكن هذه المرة أيضاً، بحسابات مختلفة.
تنظر السعودية للحرب على اليمن كمستنقع غرقت فيه وباتت مليارات الدولارات التي تنفقها لأجل الاستمرار بتمويل التسليح والمرتزقة أمراً أكبر من ان تحتمله. خاصة وان الكلفة العالية لم تحقق لها الأهداف التي شنّت لأجلها الحرب. بالمقابل، تنظر الولايات المتحدة إلى الدفع باستمرار توريط السعودية لفترة أطول في حرب اليمن، هو أحد اساليب استنزافها وبالتالي دفعها باتجاه اعادة ترتيب العلاقات بينهما من جديد، نظراً للدور الذي تلعبه واشنطن في حماية الخليج.
يشي هذا الخلاف بين الطرفين المسوؤلين مباشرة عن التحالف وتمويله وتسليحه وتأمين المرتزقة والعديد على الارض إضافة للغطاء السياسي- الدولي، ان المفاوضات التي تجري بوساطة عمانية تشهد الكثير من التجاذبات خاصة وان المملكة لا تملك مطلق القرار بل تتحرك ضمن هامش محدد اميركياً، ولو كان غير معلن.
المصدر: موقع الخنادق
المادة الصحفية : تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع