طائرات “تورنادو” و “يوروفايتر” في حرب اليمن
منذ فترة طويلة يشتبه في أن تكنولوجيا التسلح الألمانية تستخدم في حرب اليمن. وأقرت الحكومة الاتحادية بذلك لأول مرة في اجتماع سري لها.
بقلم: ريكو بينكيرت وجورج ماسكولو
(موقع برنامج “تاجسشاو” التابع للقناة الألمانية الأولى tagesschau.de، ترجمة: نشوى الرازحي-سبأ)-
لأول مرة، اعترفت الحكومة الفيدرالية بأن مقاتلات “يوروفايتر” و “تورنادو” تستخدمان في حرب اليمن.
فوفقاً للبحث الذي أجرته كل قناة “NDR” (راديو وتلفزيون شمال ألمانيا) وقناة “WDR” (راديو وتلفزيون شرق ألمانيا) وصحيفة “زود دويتشه تسايتونج”، عقدت لجنة الشؤون الخارجية اجتماعاً سرياً في البندستاج الألماني بعد أن عرفت الحكومة الاتحادية من خلال معلومات استخباراتية خاصة بأمر استخدام الطائرات المقاتلة في اليمن.
ووفقاً لتك المعلومات، استخدمت المملكة العربية السعودية طائرات مقاتلة من طراز “تورنادو” و “يوروفايتر” في الحرب ضد جماعة الحوثيين في اليمن.
وقد اشتركت كل من ألمانيا وبريطانيا العظمى وإيطاليا بصنع الطائرات من هاذين الطرازين.
لا تعليق للحكومة الاتحادية
قالت أحدى المتحدثات الرسميات في الحكومة الألمانية عندما وجه إليها سؤال في هذا الصدد: “لا تريد الحكومة الاتحادية التعليق على العملية علانية ولا يجري الحديث عن هذا الموضوع “بشكل أساسي إلا في اجتماع اللجان المختصة وبسرية في البوندستاغ الألماني”.
وأشارت منظمات مثل “منظمة العفو الدولية” أو البحوث الاستقصائية الإعلامية مثل تحقيق شاركت فيه كل من إذاعة بايريشر روندفونك، مجلة شتيرن، إلى أن مقاتلات “يوروفايتر” و “تورنادو” استخدمت في شن الغارات الجوية على اليمن. ومع ذلك، أكدت الحكومة الاتحادية حتى الآن أنها لا تملك أي مؤشرات على هذه العمليات. وفي فبراير، أكد وزير الشؤون الاقتصادية بيتر التماير من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي أن لا علم لديه بأن “بأن تكنولوجيا التسلح الألمانية ستستخدم في اليمن”.
اتفاق أحزاب الائتلاف الحاكم تستثني صادرات الأسلحة
تعتبر الحرب في اليمن ، وفقا للأمم المتحدة ، أسوأ أزمة إنسانية في عصرنا. وبحسب تقارير اليونيسيف ، تم تدمير مئات المدارس بواسطة الطائرات المقاتلة ، وقتل الآلاف من الأطفال في الحرب.
عندما أبرم أحزاب الائتلاف الاتحادي الحاكم اتفاقاً في مارس 2018، تعهدت الأحزاب قائلة : “من الآن فصاعداً ، لن نسمح بالتصدير إلى البلدان طالما أنهم يشاركون بشكل مباشر في حرب اليمن “.
تقود المملكة العربية السعودية تحالفاً عسكرياً تشارك فيه تسع دول يشن الحرب في اليمن لدعم الحكومة المحلية ضد جماعة الحوثيين المتمردين عليها والمدعومين من قبل إيران.
وفي هذه الحرب التي استمرت لسنوات ، تشن المقاتلات غارات جوية هناك. وقد اتهمت منظمة العفو الدولية التحالف الذي تقوده السعودية بجرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان في الماضي. بالإضافة إلى ذلك ، تنتقد منظمة العفو الدولية دولة الإمارات العربية المتحدة لتسليمها الأسلحة التي تشتريها من الغرب للميليشيات التي تتحارب في اليمن.
استخدام الأسلحة الألمانية في اليمن قانوني
في الخميس قبل الماضي ، تلقى أعضاء اللجنة الاقتصادية تقريراً من وزير الدولة في وزارة الشؤون الاقتصادية أوليفر فيتكه . وفي التقرير الذي اطلعت عليه قناة NDR (راديو وتلفزيون شمال ألمانيا) ونشرتها لأول مرة قناة ZDF (تلفون ألمانيا القناة الثانية)، وضح فيتكه أن إمدادات الأسلحة إلى دولة الإمارات أو السعودية لن تنتهك شرط الاستخدام النهائي المزعوم حتى لو تم استخدام الأسلحة خارج حدود الدولة حتى وإن كان عسكرياً.
توقفوا عن معاشرة شيوخ الدم
غضبت سيفيم داجديلن ، المتحدثة باسم فريق نزع السلاح نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار ، من تقرير وزير الدولة وقالت : “تعرض حكومة ألمانيا الاتحادية على السعودية والإمارات استخدام المعدات العسكرية الألمانية في حربهما الوحشية ضد السكان المدنيين في اليمن. يجب على الحكومة الاتحادية أن تنهي معاشرتها هذه لشيوخ الدم في الخليج”.
الآن ، من الضروري تمديد حظر الأسلحة ليشمل جميع بلدان تحالف الحرب على اليمن وعدم التراجع عن ذلك المطلب.فحتى الكنائس والجماعات المعنية بشؤون السلام تنتقد بشدة تسليم الأسلحة تسليم الأسلحة للجماعات المتحاربة في اليمن.
تمديد وقف الأسلحة ضد السعودية
بعد اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي ، أمرت حكومة ألمانيا الاتحادية بوقف إمدادات الأسلحة للسعودية. فقبل أسبوعين ، وافق حزب الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي على تمديد حظر الأسلحة حتى نهاية سبتمبر 2019.
ومع ذلك ، حتى الآن ، لا تزال المشاريع الأوروبية المشتركة مثل تصنيع مقاتلات “تورنادو” و”يوروفايتر” مستبعدة من عملية وقف التصدير هذه. حيث ترغب المملكة العربية السعودية بشراء 48 مقاتلة من طراز “يوروفايتر” من بريطانيا العظمى ، كما أعلن مجلس الوزراء الاتحادي في نهاية العام 2018.