“لا مقطوعة ولا ممنوعة” فواكه نادرة بآلاف الدولارات لـ”الحبة”
شمام "يوباري" الألذ في أسرة الكنتالوب بـ23 ألف دولار وعنقود من عنب "روبي رومان" بـ11 ألفاً وآسيا موطن أغلب الفواكه الثمينة
السياسية :
نزل آدم من الجنة بعد أن أغوته تفاحة، ويعد الله المؤمنين في جناته بـ”فاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة”، وكثيراً ما نجد حبوب الفواكه مادة رئيسة وعنصر جذب بلوحات الرسامين. وللفاكهة مكانة خاصة لدى الإنسان في كل زمان ومكان، إذ لا تكاد تخلو منها مائدة، باعتبارها جزءاً أساسياً من النظام الغذائي الصحي والمتوازن، ومصدراً واسعاً للمعادن والفيتامينات الأساسية.
فواكه نادرة وثمينة
قد يبدو غريباً أن بعض أنواع الفاكهة النادرة يصل ثمن القطعة الواحدة منها إلى نحو 23 ألف دولار، مثل شمام “يوباري”Yubari King Melon، الأجمل والألذ في أسرة الكنتالوب على وجه الأرض، ويبدأ ثمنه من 10 آلاف دولار، ويطرح في مزادات يتضاعف فيها سعره.
وتعد قارة آسيا، وبخاصة شرقها وجنوبها، موطناً لمعظم الفواكه النادرة والثمينة، بينما تتفرق مواطن بقية الأصناف بين أستراليا وبعض دول قارتي أميركا الشمالية والجنوبية. ويشتهر البطيخ المكعب في اليابان بشكل خاص، وعلى رغم أن طعمه مثل البطيخ العادي، فإن شكله المميز جعله موضع اهتمام، فالبعض مستعد لدفع 800 دولار مقابل ثمرة واحدة منه.
كما يمكن لعنقود واحد من عنب “روبي رومان” أن يباع مقابل أربعة آلاف دولار، ويصل أحياناً إلى 11 ألف دولار، إن عرض بمزادات علنية منتشرة في اليابان، ويصل وزن الحبة الواحدة منه إلى 30 غراماً، ويتميز هذا النوع من العنب عن غيره من الأنواع بطعمه شديد الحلاوة وحجمه الكبير. أما بالنسبة إلى العنب الياقوتي فيصل سعر العنقود إلى أربعة آلاف دولار، وما يجعل هذا العنب باهظ الثمن حجمه (فالحبة الواحدة بحجم كرة بينغ بونغ)، إضافة إلى ملمسه ومذاقه، ويزرع في محافظة إيشيكاوا باليابان، وطعمه حلو للغاية، مما يجعله أفضل أنواع العنب في جميع أنحاء العالم.
دلالات ورموز دينية
إضافة إلى شكل الفاكهة ولونها، يكون بعضها مطلوباً ومستهلكاً في بلد أكثر من آخر، ربما لسعرها المنخفض، أو كثرة الإنتاج، وربما لذكرها في الكتب المقدسة، وذلك لرمزيتها، إذ ارتبطت رموز الفاكهة بشكل خاص بالكثرة والخصوبة والحصاد والمتع والشراهة والإغراء والجمال والسحر، وتعدى الأمر الحضارات القديمة، ووردت أسماء عدد كبير من الفاكهة في الأساطير والأديان، وحمل كل منها رمزية ودلالة معينة، كالتفاح والتين والتمر والزيتون والعنب والرمان والفراولة، و”الترونج”، أو الأترج المقدسة عند اليهود.
في موسوعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العربية للمحتوى الصحي، يقول خالد الجابر إن “النبي عليه الصلاة والسلام كانت أمامه خيارات كثيرة من اللحوم والثريد -وقد كان يحبها- والخضراوات”. ويضيف، “هل كان اختيار التمر هذا اجتهاداً منه؟ أم لكونه متوفراً في المدينة آنذاك، أم أن الاختيار كان وحياً من الله تعالى؟ كل الاحتمالات واردة، والجزم في أحدها عسير، لكن الذي اكتشفناه في الطب أن التمر فاكهة صحية مباركة، وهي من أفضل ما يفطر عليه الصائمون”.
وأوضح الجابر أن “التمر فاكهة سكرية، بمعنى أنها تحتوي على نسبة عالية من السكر الأحادي أو الثنائي سريع الامتصاص، وهذا فعلاً ما يحتاج إليه الصائم عند فطره، فهو بحاجة إلى غذاء يرفع مستوى السكر لديه بسرعة”. وأضاف أن “ارتفاع السعرات الحرارية في الزيتون مصدره الدهون، وليس السكريات، بينما تكون نسبة الدهون في التمر منخفضة جداً، وهو المطلوب عند الإفطار، لأن الدهون تأخذ وقتاً أطول في الهضم والامتصاص”.
الفاكهة الأكثر استهلاكاً في العالم
بحسب المجلة العلمية الإسبانية “ريسبويستاس تيبس” في تقرير نشرته عام 2020، يعد الموز الفاكهة الأكثر استهلاكاً في العالم، حيث بلغت صادرات هذه الفاكهة عام 2014 نحو 18.6 مليون طن تبلغ قيمتها المالية نحو 11 مليار دولار. وقالت إن الموز يعد إحدى الفواكه التي تعد بسيطة الاستهلاك بفضل سهولة إزالة قشرتها، وإن هناك نوعين منها، الموز الحلو الذي يستهلك خاماً، والموز الصالح للطبخ الذي عادةً ما يكون أكبر حجماً وأكثر رطوبة ويحتوي على كميات أكبر من السكر والنشا.
وأوردت المجلة أن زراعة الموز توجد في أكثر من 130 دولة، وهناك من يعتقد أنها أول ثمرة ظهرت على وجه الأرض، وأنه عثر عليها في جنوب شرقي آسيا، وبخاصة في الهند. أضافت أن هناك سبباً آخر يجعل الموز من أكثر الفواكه استهلاكاً في العالم يتمثل في حمض التريبتوفان، وهو حمض أميني ناقل لهرمون السيروتونين أو هرمون السعادة، حيث ترتبط المستويات العالية من هذا الهرمون بالشعور بالراحة وتعديل المزاج.
ويوفر الموز دفعة كبيرة من الطاقة بفضل كمية السكريات التي يحتوي عليها، وهو أيضاً مصدر جيد لفيتاميني سي وبي 6، ويتناول صباحاً خلال وجبة الإفطار، حيث يعد غذاءً أساسياً في عديد من البلدان النامية.
لكن بالنسبة لمصادر أخرى يعد التفاح الأكثر طلباً في العالم، فهناك أكثر من 7500 نوع من التفاح، وتستهلك الصين وحدها 48 في المئة من نسبة الإنتاج العالمي، ويتجاوز حجم التجارة العالمي الـ7.5 مليار دولار. وتعد دول الاتحاد الأوروبي من أكثر البلدان استهلاكاً للفاكهة في العالم، وتشير إحصاءات إلى أن 55 في المئة من سكان الاتحاد الذي يضم 28 دولة (513 مليون نسمة) قالوا إنهم يستهلكون ما بين 1-4 قطع من الفواكه والخضراوات كل يوم.
# سوسن مهنا صحافية