بقلم: دومينيك دادلي*

(مجلة: فوربس الامريكية, ترجمة: انيسة معيض- سبأ)

أكد وزير بريطاني سابق خسارة القيادة السعودية وتآمرها في حرب اليمن. وفي معرض حديث في أحد المناسبات في قصر وستمنستر مطلع شهر فبراير، كان أندرو ميتشل، الذي شغل منصب وزير الدولة للتنمية الدولية في الفترة من 2010 إلى 2012، شديد التأثر بمرارة المعاناة الإنسانية في اليمن التي تسبب بها التحالف الذي تقوده المملكة السعودية.

كما قال في اجتماع منتدى جنوب آسيا والشرق الأوسط في 14 فبراير.” أرى في هذا الصراع أن السعودية قد فقدت صوابها تماماً. “هذا الصراع يحدث للدول من وقت لآخر … فالبلدان تقع في هذه الحماقات، وأعتقد أن قيادة المملكة وقعت في هذه الحماقات بشكل كامل”.

وكان من بين الانتقادات التي وجهها أن السياسة السعودية عززت في الواقع نفوذ إيران في اليمن عن طريق دفع جماعة الحوثي المعارضة إلى تحالف واسع النطاق مع طهران.

وقال: “إذا كانت الحرب في جزء منها بمثابة حرب بالوكالة من أجل السيطرة الإقليمية بين إيران والسعودية، إذاً على الإيرانيين أن يضحكوا سرا لأن السعوديين لعبوا بشكل كامل لصالح الإيرانيين”. “إن أفعال التحالف كان لها الصدى الأكبر في دفع الحوثيين أكثر فاكثر إلى أحضان الإيرانيين”.

وقال ميتشل، الذي زار اليمن في أوائل عام 2017، إن حكومة المملكة المتحدة يجب أن تتحمل قدراً من المسؤولية عن الكارثة الإنسانية التي عصفت بالبلاد. ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للغذاء العالمي، فإن حوالي 20 مليون يمني يحتاجون حالياً إلى مساعدات غذائية، من مجموع السكان البالغ حوالي 30.5 مليون نسمة. وكان قال في وقت سابق إن حكومة المملكة المتحدة متواطئة في خلق ظروف المجاعة في اليمن.

وأضاف ميتشل في اجتماع فبراير: “لقد قامت المملكة المتحدة بفعل إستراتيجي بالغ السوء فيما يتعلق بهذا الصراع”. “لقد رأت الحكومة البريطانية منذ زمن أن العلاقة الاقتصادية والأمنية مع السعودية تفوق كل اعتبار، وعلى وجه التحديد هاتين الأوليتين اللتين تضررتا بشدة جراء هذا الصراع. لماذا ا؟ لأنني كما رأيت بنفسي على الأرض، فإن تأثير ما تفعله بريطانيا وأمريكا، وبدعم فرنسي، في هذا الصراع  ادى الى تطرف عشرات الآلاف من الشباب اليمني الذين يعرفون ان القوى العظمى هي المسؤولة عن بؤسهم وتجويعهم وتدمير البنية التحتية الأساسية في بلادهم.

ادعى ميتشل أن السياسة البريطانية تجاه المملكة العربية السعودية والصراع اليمني تشهد تغيراً منذ أن تولى جيرمي هانت منصب وزير الخارجية في يوليو من العام الماضي، ومنذ ظهور التفاصيل المتعلقة بالقتل الوحشي للصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول في أكتوبر – وهي عملية القتل التي ربطتها وكالة المخابرات المركزية بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقال ميتشل: “هناك تغيير في السياسة من قبل بريطانيا، والذي تزامن مع وصول جيرمي هانت الى وزارة الخارجية”. “إنه يتبنى وجهة نظر مختلفة عن سلفه [بوريس جونسون]، وفي الواقع كانت زيارته الأولى إلى طهران والرياض لمحاولة تعزيز الفكرة التي يجب أن تقرب من اجل انهاء هذه الحرب …وتقرب  المساحة لهذا المحور … وهي الفكرة التي تم إنبثاقها إثر القتل الاستثنائي لجمال خاشقجي”.

ومع ذلك، قال ميتشل إنه لم يدع أبدا إلى فرض حظر على الأسلحة على السعودية – وهو الإجراء الذي طالب به العديد من السياسيين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة كوسيلة للضغط على الحكومة السعودية لتغيير إستراتيجيتها في اليمن. ووفقاً لميتشل، يجب أن يعود الأمر إلى لجان البرلمان المعنية بضوابط تصدير الأسلحة لاتخاذ قرار بشأن ذلك، بدلاً من أعضاء البرلمان الفرديين.

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية بلد غني يحيط به الأعداء ويحق لها الدفاع عن نفسها طالما أنهم يستخدمون هذه الأسلحة وفقا لقواعد الحرب”. “لقد كنت دائما واضحا تماما أنه ليس من أجل  ان يلوح السياسيين في ويستمنستر بضمائرهم الأخلاقية حول كلفة الوظائف ذات الجودة العالية في شمال غرب بريطانيا. أنه من أجل أن تمارس لجنة تصدير الأسلحة الدقة المناسبة حول ما إذا كان يمكن أو لا يمكن تصدير الأسلحة”.

إن تعليقات ميتشل الصارمة حول حملة التحالف بقيادة السعودية في اليمن هي جزء من نمط أوسع من الانتقادات الموجهة للسعودية من قبل سياسيين بارزين في المملكة المتحدة. في وقت سابق من شهر فبراير، قال النائب المحافظ، كريسبين بلانت، الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، “إن أفضل شيء  بصراحة سيكون إذا تمكنت السعودية من إيجاد حاكما آخر لها” في إشارة إلى ولي العهد محمد بن سلمان.

* دومينيك دادلي صحافي مستقل يتمتع بخبرة قرابة عقدين من الزمان في إعداد تقارير حول الأعمال والقضايا الاقتصادية والسياسية في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وأوروبا.