السياسية – متابعات :

منذ انطلاق العدوان السعودي الإماراتي على اليمن عمل التحالف الذي تقوده السعودية على استغلال حاجة الشباب المادية، لتجنيدهم كـ”مرتزقة” يدفع بهم الى أتون محرقة الدفاع عن حدودها الجنوبية، وذلك بمبالغ زهيدة، ودون أي التزامات مستقبلية أو حقوق. في أواخر عام 2016، استعانت السعودية بمقاتلين بهدف تأمين المناطق المتاخمة لحدودها الجنوبية مع اليمن ولم تكتفِ السعودية بتجنيدها لبعض المقاتلين اليمنيين بل إنها عملت ايضاً على جلب المقاتلين والمرتزقة من بلدان اخرى مثل السودان وغيرها من البلدان، تجنيد السعودية للمقاتلين كشف عجزها العسكري الذي منيت به خلال السنوات الماضية.. فالدولة التي تمتلك فائض القوة والتقنية والعتاد، لجأت بصفة غير رسمية إلى استغلال حاجة المقاتليين الاجانب للدفاع عن حدودها.

خلال الايام الماضية كشفت بعض التقارير والمواقع الاخبارية عن توجه سعودي جديد لتجنيد عدد كبير من المقاتلين، التقارير التي كُشفت طرحت العديد من التساؤلات عن سبب التجنيد التي تقوم به السعودية، في هذا السياق تساءل بعض المراقبين والمهتمين بالشأن اليمني حول ما تقوم به السعودية وهل هناك نقص في عدد المقاتلين لدي السعودية أم إن السعودية تهدف من خلال التجنيد الاخير الذي تقوم به لدفع الشباب إلى جبهات مختلفة للقتال في صفوفها ؟

الكشف عن تجنيد 15 ألف مقاتل

في ظل التساؤلات التي طرحت حول الهدف من التجنيد الاخير الذي تقوم به السعودية كشف الناشط السياسي والقيادي السابق فيما تسمى المقاومة الجنوبية، عادل الحسني عن تجنيد السعودية عدداً كبيراً من المقاتلين الموالين لها بهدف نشرهم في مدينة ما زالت خاضعة للإصلاح شمال اليمن.وقال الحسني في تغريدة على حسابه بتويتر إن قيادات الإصلاح تعتقد أن السعودية والإمارات ستترك لهم مأرب النفطية.

من جهة اخرى قال الناشط السياسي والقيادي السابق فيما تسمى المقاومة الجنوبية، عادل الحسني “من يحارب فكرتكم ويطاردكم في صحراء ليبيا وأدغال أفريقيا وفي غزة ومصر وغيرها لا يمكن أن يمنحكم مساحات نفطية”.وأضاف الحسني إن المسألة مسألة وقت فقط، كاشفاً أن هناك قوة بديلة للإصلاح في مدينة مأرب تتدرب حالياً في تبوك والدمام داخل السعودية وعددهم 15 ألف مقاتل.وأكد الحسني أن إدخال هذه القوة إلى مأرب سيكون بقرار من رشاد العليمي كما فعل مع الإصلاح في شبوة وأن السيناريو الذي تم تطبيقه في شبوة سيتم تطبيقه أيضاً في مأرب.

ما هي خيارات حزب الإصلاح في حال نشرت السعودية قوات بديلة عنه في مأرب؟

عندما أعلنت السعودية شن عدوانها على اليمن ،كان حزب الإصلاح أول تيار سياسي يعلن تأييده للتدخل العسكري السعودي في اليمن، وبعد مرور عدة سنوات من الحرب، بدا أن العلاقة بين حزب الإصلاح والسعودية في مهب مؤامرات التحالف السعودي الإماراتي على اليمن، وعلى الرغم من تزايد حدة السخط الشعبي من الدور التخريبي للتحالف السعودي الإماراتي في اليمن، يبدو أن السعودية ظلت بحاجة لإبقاء تحالفها مع حزب الإصلاح في ذلك الوقت ، لكن من جهة اخرى اتبعت السعودية سياسية الحرب الاعلامية ضد حليفها حزب الإصلاح في اليمن، حيث شنت وسائل إعلامها هجوما على الحزب المتحالف معها والتلويح بورقة الإرهاب في وجهه، في هذا السياق بدا أن مجمل الأوضاع لن تبقى كما هي إلى ما لا نهاية، وبات واضحاً أن لحظة الافتراق بين السعودية وحزب الإصلاح في اليمن قادمة لا محالة.

من جهةٍ اخرى وبعد الكشف عن 15 ألف مقاتل يتدربون حالياً بالسعودية لنشرهم في مأرب بديلاً للإصلاح بات واضحاً أن لحظة الافتراق الكبير قادمة وستكون صادمة ومؤلمة لحزب الإصلاح في اليمن فالسعودية استخدمته لتحقيق أغراضها في اليمن ، في ظل كل ما تم ذكره فإن السؤال المطروح هنا : ما هي خيارات حزب الإصلاح في حال أنهت السعودية تحالفها معه وعملت على إقصائه ومحاربته ونشر قوات بديلة عنه في منطقة مأرب المنطقة الغنية بالنفط؟ في الحقيقة لا يخفى على أحد أن القيادة الحالية لحزب الاصلاح تقيم أغلبها في الرياض وقد اعتادت على الصمت وتلقي الضربات من أطراف محلية أضعف بكثير من السعودية فهل ياتُرى سوف تستمر في التحالف مع السعودية؟ ، أم إنه بعد تجنيد السعودية لهذا العدد الكبير من المقاتلين موخراً سوف يؤدي إلى انقسام في الحزب؟، ومن ثم ستكون هناك مواجهة مباشرة مع السعودية وأدواتها في اليمن، والبحث عن حلفاء جدد من الرافضين لمؤامرات السعودية والإمارات على اليمن، وخلط الأوراق على الجميع.

هل سيخسر حزب الإصلاح آخر معقل له؟

من الواضح أن هناك تخوفا كبيراً لدى حزب الإصلاح من الممارسات التي تمارسها السعودية حيث إن حزب الإصلاح و خلال الفترة الماضية، خسر الكثير من المناطق التي كان يسيطر عليها سابقاً. فعلى الرغم من الجهود التي بذلها للحفاظ على محافظة مأرب، وتجهيز شبوة لتكون معقلا آخر له، تعرض لضربة قاسية بتحرير الجيش واللجان الشعبية لـ 12 مديرية في مأرب والوصول إلى مشارف المدينة وتطويقها بالتعاون والاسناد من القبائل التي بدأت تسحب البساط من تحت قدميه، بعدما عانت من إدارته للجبهات وللأوضاع الاقتصادية للبلاد.

من ناحية اخرى وصول قوات “العمالقة” المدعومة إماراتياً إلى شبوة، واستلام قيادة الجبهة هناك،  كانت ضربة إضافة لجبهات جنوب مأرب. في السياق نفسه وعلى وقع هذه الخلافات المتصاعدة بين التحالف وفقدان الثقة بين حزب الاصلاح والسعودية من جهة وبين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي ايضاً فإنه حال أقدمت السعودية بالفعل على تسليم محافظة مأرب إلى قوات جديدة فربما يتغير مسار الأحداث داخل التحالف السعودي وتزداد الانقسامات التي هي موجودة بالفعل.

في النهاية يمكن القول إن الكشف عن تجنيد 15 ألف مقاتل يتدربون حالياً بالسعودية لنشرهم في مأرب بديلاً للإصلاح يثير التساؤلات في الأوساط السياسية والإعلامية حول مصير علاقة السعودية بحزب الإصلاح ، فهناك تكهنات بأن السعودية تستعد للغدر بالحزب في حال استغنت عن تحالفها معه وعن دوره  وبناءً على المؤشرات التي تتمثل في الهجوم الذي تمارسه وسائل إعلام سعودية من حين لآخر على حزب الإصلاح وأيضا شن بعض خطباء المساجد السعوديين هجوما لفظيا على حزب الإصلاح تبقى الأيام القادمة كفيلة بما ستؤول اليه الامور بين حزب الإصلاح و السعودية.

المصدر : موقع الوقت التحليلي 

المادة الصحفية :تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع