من المتوقع أن يشارك في مؤتمر ميونيخ الأمني حوالي 35 رئيس دولة وحكومة..إنها لعلامات تدل على الحرب

بقلم: إيفثيميس أنجلوديس(صحيفة “يونجه فيلت” الألمانية، ترجمة: نشوى الرازحي-سبأ)-

سيكون مؤتمر هذا العام، الذي سيعقد في الفترة من 15 وحتى 17 فبراير في مدينة ميونخ،  “أهم وأكبر مؤتمر أمني” في تاريخ هذا المؤتمر. هذا ما قاله مدير المؤتمر، فولفجانج إيشينغر. ففي هذا العام يدور الأمر حول “تأكيد الذات الأوربية”. ولا شك أن من تريد تأكيد ذاتها في هذا الوقت هي منطقة تختلف تماماً كل مناطق العالم، لا سيما من خلال الإنفاق العسكري.

ورد في “تقرير ميونخ الأمني”، الذي يتم نشره في كل عام قبل بدء مؤتمر ميونخ الأمني، أن ” الشرق الأوسط في حالة من الاضطراب”. ووفقاً للتقرير الذي صدر يوم الإثنين، هناك سبع من الدول العشر، التي أتت في صدارة الدول التي سجلت أعلى إنفاق عسكري في العالم اليوم ، تقع في الشرق الأوسط.

ووفقا للتقرير، تمتلك جمهورية إيران الإسلامية حوالي 523 ألف جندي نشط و 1531 طائرة تكتيكية مقاتلة و 50 مروحية قتالية، وهذا ما يجعلها تمتلك أكبر قوة عسكرية. وتليها بالطبع كل من المملكة العربية السعودية وتركيا. هذا “الاضطراب الكبير” له علاقة بالدور الأميركي الجديد في المنطقة.

فمنذ العام 2008، انخفض عدد القوات الأميركية في الشرق الأوسط على نحو لافت . وللوهلة الأولى، يتماشى هذا مع سياسة الولايات المتحدة التي شعارها “أميركا أولاً”.

يبدو أن الولايات المتحدة قد سئمت دور “ضابط إنفاذ القانون” (على الأقل إذا كان ذلك يُكبد الأمريكيين الأرواح والدولارات) وتريد أن تتحول إلى الشؤون الداخلية. والآن حان الوقت لأن تتولى القوى الإقليمية المتحالفة في الشرق الأوسط دورها.

قال توبياس بفلوغر، الباحث في مجال السلام وعضو البرلمان في حزب اليسار لصحيفة “يونجه فيلت” يوم الاثنين: “تجري في الوقت الحالي عملية تحديث المنطقة برمتها وبشكل كبير وألمانيا في طليعة الدول المصدرة للأسلحة. لن يتقاعد الغرب، ولكن الجهات الفاعلة ستصبح أكثر تنوعا”. وأضاف: “من المرجح أن تحل قوات وميليشيات وجيوش من دول أخرى محل القوات الأمريكية.”

صحيح أن الحكومة الأميركية في ظل هذه العملية ستسمح بسقوط حلفاء مهمين لها في الحرب ضد “تنظيم الدولة الإسلامية”، مثل الأكراد، وسيتم الضغط على العدو الحقيقي للبيت الأبيض في المنطقة، إيران، من خلال الاستمرار بتزويد المملكة العربية السعودية بالسلاح. وسيؤدي ذلك إلى سباق تسلح خطير من شأنه أو يولد الانفجار الشديد في المنطقة الذي يغرقها في فوضى تامة. وبهذه الطريقة تعمل أميركا على عدم جعل  سياسة “أمريكا أولأ  و نفوذها في المنطقة أمراً مكشوفاً.

أضاف توبياس بفولغر: “تركيا تستعد لغزو شمال سورية. كما تتزايد الهجمات الإسرائيلية على سورية بشكل ملحوظ. والقوات الإيرانية باتت متواجدة على أرض الحدث وتم تعريفها كعدو. إن مصطلح “حرب بالوكالة” هو المصطلح الأكثر ملائمة للوضع في الشرق الأوسط.

وينبغي أن تعمل صادرات الأسلحة على ضمان التفوق التكنولوجي لحلفاء الولايات المتحدة  في الحروب بالوكالة مع القوات المسلحة الشيعية. ولهذا فإن المملكة العربية السعودية وإسرائيل هما الطليعة في الكفاح ضد النفوذ الإيراني في العراق وسورية واليمن. وبالتالي زادت وتيرة الضربات الجوية الإسرائيلية على المواقع العسكرية الإيرانية في سورية بشكل كبير.

وفي اليمن، تستمر الحرب بالوكالة. حيث تدعم الولايات المتحدة التدخل السعودي في اليمن من خلال المستشارين العسكريين والاستطلاع الجوي والاستخبارات والطائرات الناقلة التي تزود الطائرات السعودية بالكيروسين في الجو.