هل يلجأ بوتين إلى استخدام “سلاح دمار شامل جديد”؟
السياسية:
نبدأ جولتنا في الصحف البريطانية من التليغراف، ومقال رأي لريتشارد كيمب بعنوان: “بوتين يجد سلاحا جديدا للدمار الشامل”.
ويقول الكاتب إنه من غير المرجح أن يتراجع الجنرال سيرغي سوروفيكين، وهو القائد الأعلى الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا، عن “قتل آلاف الأشخاص والتسبب في أضرار بيئية لا توصف عن طريق تفجير سد لتوليد الطاقة الكهرومائية، إذا كان يعتقد أن ذلك سيؤمن لجيشه تقدما عسكريا”.
ويذكّر الكاتب بتحذير الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن هذا هو بالضبط ما يفكر فيه سوروفيكين لمواجهة اختراق أوكراني محتمل يهدد بهزيمة روسيا حول منطقة خيرسون، التي تحمل مفتاح الدفاع عن القرم.
ويقول الكاتب إنه ومنذ أسابيع، يشن الجيش الأوكراني هجمات ضد القوات الروسية على الضفة الغربية لنهر دنيبرو الذي يمر بالمنطقة، والتي تم صد بعضها.
ويضيف الكاتب أن سوروفيكين يواجه أيضاً صعوبات كبيرة في الاحتفاظ بقوة لديها ما يكفي من الذخيرة والوقود والمعدات القتالية، ويعود ذلك جزئياً إلى الأضرار التي لحقت في وقت سابق من هذا الشهر بجسر كيرتش الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، وهو شريان إمداد رئيسي.
ويشير الكاتب إلى أنه وإذا حققت القوات الأوكرانية خرقاً هناك، فسيكون أحد الخيارات لدى الروس هو تفجير سد محطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية، وإغراق مناطق شاسعة على طول نهر دنيبرو لإبطاء التقدم. وينقل عن زيلينسكي قوله إن القوات الروسية أعدت خطة هدم السد من خلال زرع عبوات ناسفة قوية.
ويحتوي سد كاخوفكا على أكثر من 18 مليون متر مكعب من المياه. وإذا تم تدميره، فسوف يقذف بكمية من المياه تبتلع بالكامل 80 بلدة وقرية على طول نهر دنيبرو، بما في ذلك مدينة خيرسون التي كان عدد سكانها قبل الحرب 284 ألف نسمة، ما يؤدي إلى إغراق الآلاف وخلق طوفان من اللاجئين، وحرمان جنوب أوكرانيا بالكامل من أراضيها، بحسب الكاتب.
ويضيف الكاتب أن ذلك سيمنع أيضاً إمدادات المياه وسيوقف مياه التبريد بشكل خطير عن محطة زاباروجيا النووية ويتسبب في انقطاع شديد في التيار الكهربائي لمئات الآلاف من الناس.
ويعتقد الكاتب أن احتمالات أن يأمر سوروفيكين بمثل هذه الكارثة كبيرة، على الرغم من أنها ستدمر الأراضي الروسية التي تم ضمها حديثاً.
إذ يرى العديد من المتشددين الروس أنه “الأمل الأخير لحربهم الفاشلة”، ويقول الكاتب إن سجل سوروفيكين يظهر أنه رجل “لن يتوقف عند أي شيء لتحقيق مهمته، مهما كانت مكلفة على صعيد الخسائر في الأرواح”.
ويضيف أن التاريخ “يعطي أيضاً نظرة ثاقبة للعقلية العسكرية الروسية، حتى بعد عقود”.
إذ يقول إنه في عام 1941، دمر القادة السوفييت سد زاباروجيا لتوليد الطاقة الكهرومائية، أيضاً على نهر دنيبرو، لإبطاء تقدم النازيين وأغرقوا في هذه العملية ما يصل إلى 100 ألف شخص.
وأنهى الكاتب مقاله بالتحذير من أنه إذا تم تدمير سد كاخوفكا، فلن تكون نتائج ذلك أقل من استخدام سلاح دمار شامل وقد تكون آثاره أكثر كارثية من قنبلة نووية تكتيكية أو ضربة كيميائية أو تداعيات إشعاعية من محطة نووية.
المصدر : التليغراف البريطانية ـ ترجمة : بي بي سي
المادة الصحفية : تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع