بقلم: جورج كاسيدي باين ( موقع: كي آر دبليو جي الامريكي, ترجمة: انيسة معيض- سبأ)

وفقا لمكتب المحاسبة الحكومي، بلغت تكاليف رحلات الرئيس ترامب المبكرة إلى مار لاغو 13.8 مليون دولار. تكبدت وزارة الدفاع والأمن الوطني غالبية هذه التكاليف ما يقرب من 8.5 و 5.1 مليون.

في غضون ذلك ، تُورط اليمن في حرب مروعة، الحرب التي حصدت أرواح 85 ألف طفل على الأقل. وكما قال تامر كيرلس، مدير منظمة إنقاذ الطفولة في اليمن، في بيان: “فيما يقتل الاطفال بواسطة القنابل والرصاص، فإن العشرات منهم  يتضورون جوعاً حتى يلاقوا حدفهم- وهو أمر يمكن منعه تماماً … فالأطفال الذين يموتون بهذه الطريقة يعانون بشدة مع تباطؤ الوظائف الحيوية لأعضائهم وفي نهاية المطاف يتم توقفها”.

لقد قام اطباء بلا حدود بمعالجة 101 – 500 مريض بسبب الكوليرا في اليمن عام 2017- 2018. هؤلاء هم فقط المرضى الذين تم معالجتهم. وتصل الوفيات الفعلية من مرض الكوليرا إلى مستويات لا توصف من المعاناة الإنسانية.

تحدث ترامب في رسالته السنوية الى الكونجرس عن كل المواضيع من وظائف التصنيع إلى قوانين الضرائب إلى مهام ناسا إلى إصلاح السجون إلى البنية التحتية للسياسات الحزبية لحلف الناتو وداعش. لكن أحد الموضوعات التي قام الرئيس بتجاهلها بشكل كامل هو الوضع في اليمن. على مدار ساعته، يواجه جيل كامل من الأطفال خطر الموت جوعا. ومع ذلك فهو لم يفعل شيئًا. أو يجب أن أقول إنه يفعل الكثير لإدامة اجل الأزمة.

استخدم كريس ميرفي، السناتور الديمقراطي من كونيتيكت، منصته للفت الانتباه إلى تواطؤ إدارة ترامب في هذه الجريمة ضد الإنسانية. في مقال نشر مؤخراً، كتب فيه: “على مدى ثلاث سنوات، دعمت الولايات المتحدة التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية التي تشن حرباً داخل اليمن، وتحاول الإطاحة بحكومة معارضة تتألف من أعضاء من قبيلة الحوثي. يعد دورنا مهما بالنسبة للتحالف – نقوم ببيع القنابل والأسلحة للسعوديين، ونساعدهم على اختيار الأهداف داخل اليمن، وحتى وقت قريب، قمنا بتزويد طائراتهم بالوقود في الجو.

إلى من يهتم، من الواضح أن الولايات المتحدة تخوض حرباً في اليمن. ومع ذلك، لم يتم التفويض لهذه الحرب أو مناقشتها من قبل الكونغرس. بدأت مشاركتنا على خجل في ظل الرئيس باراك أوباما، والآن زاد الرئيس دونالد ترامب من مشاركتنا.

وليس الأمر كما لو أن مشاركتنا في النزاع الدائر في  اليمن لم تخلف عواقب وخيمة. لقد أصبح اليمن جحيما على الأرض بالنسبة للمدنيين المحاصرين داخل حدوده. قتل أكثر من 10 آلاف من الأبرياء في حملة القصف التي قادتها السعودية منذ بداية الحرب الأهلية وشملت الأهداف مدارس ومستشفيات وحفلات زفاف وجنائز وفي الآونة الأخيرة تم قصف حافلة مدرسية تقل 38 طفلاً كانوا في رحلة”.

بشكل مأساوي، لا تقدم علاقة ترامب مع المملكة سوى أمل ضئيل لأولئك الأطفال الجوعى. وبدلاً من محاولة وقف المذبحة من خلال وقف مبيعات الأسلحة للسعودية واستخدام رأسماله السياسي على الساحة الدولية للحد من الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية، يظل الرئيس صامتا. والأسوأ من ذلك, وزيادة في تأكيد اللامبالاة، ينفق الملايين في القيام بالعطلات بينما يموت الأطفال جوعاً. ولأجل ماذا؟ لإقامة حفلة؟ للتباهي بأصدقائه؟ يعمل القليل “وقت التنفيذ؟”

ربما عبر والدي عن ذلك بشكل افضل “ما هو الحال فيما يتعلق بوضعنا البشري الذي يفشل في رؤية الأطفال كمصادرنا الثمينة؟ ليس هناك جريمة أكبر ضد الإنسانية بل ضد كل الخليقة، من عدم احترام الجيل القادم من المواطنين بهذه الطريقة الوحشية”.