السياسية – متابعات :

 

أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، المشير الركن مهدي المشاط، في خطاب بمناسبة العيد الـ59 لـ”ثورة الـ14 من أكتوبر” 1963 ضد الاستعمار البريطاني لجنوبي اليمن، اليوم الخميس، أنّ “على دول العدوان الاستجابة العاجلة لمطالب صنعاء المحقة والعادلة من أجل العبور نحو السلام وإنهاء الحرب”.

وسبق أن قال المشاط، خلال لقائه المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، إنّ “صرف مرتبات موظفي الدولة كافة، ورواتب المتقاعدين، مطلبٌ أساسي للشعب اليمني”، محذراً من أنه “إذا لم يتحقق ذلك وتتحسن مزايا الهدنة، فلن نقبل تجديدها”.

وقال المشاط إنّ “يوم الـ14 من تشرين الأول/أكتوبر يمثل واحداً من أهم الأيام الوطنية الخالدة في تاريخ شعبنا اليمني، ولكلّ من يعرف ماذا تعني الحرية والاستقلال”.

وأشار إلى أنّ “ذكرى أكتوبر تعيد إلى الأذهان أياماً متشابهة وتاريخاً يتكرر على مشهد المواجهة والصراع بين الأوفياء لشعوبهم وأوطانهم وبين الأعداء وخونة الأوطان”، مؤكداً أن “ذكرى ثورة أكتوبر محطة مهمة لإثراء التجارب والمراجعة والتقييم للأشخاص والمواقف على أساس من الانسجام التام مع نضالات شعبنا وتضحياته في سبيل حريته واستقلاله”.

ودعا المشاط “الجميع الى مواصلة التمسك بمشروع اليمن المستقلّ، والذي تقوده اليوم صنعاء، وتنفرد به كل قواها الوطنية، من دون منافس أو منازع”.

وتابع رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن: “ندعو كل خصومنا المحليين إلى استكشاف تناقضهم الصارخ مع ثورة الـ14 من أكتوبر واستشعار غربتهم الموحشة عنها وعن أهدافها وكل مقتضياتها القيمية والعملية”، وأضاف: “أنصح بالعودة إلى جادة الصواب ومغادرة مواقع الانطواء تحت قيادة الخارج المعتدي، وإلى التعاطي مع هذه الذكرى كفرصة للمراجعة وتصحيح المواقف، فالوطن يتسع للجميع”.

وحذّر المشاط من أي مشروع لتقسيم اليمن، قائلاً: “أنصح كلّ الحالمين بتقسيم اليمن وتفتيته بالتخلي عن هذه الأحلام البغيضة، لأنّ اليمن لن يستقرّ إلا واحداً موحداً، ومصالح المنطقة تقتضي المحافظة عليه موحَّداً”.

ودعا “دول العدوان الى الاستجابة العاجلة لمطالب صنعاء المحقة والعادلة، وسيكون لهذه الحقوق أثر إيجابي للعبور نحو السلام وإنهاء الحرب”، مؤكداً أنّ “كل من يوهم أصحاب المشاريع الصغيرة بتقطيع اليمن الى أوصال، هو في الواقع يمارس شكلاً من أشكال الغش والخداع بحق هؤلاء، وهو مجرم بحق بلده”.

وقال المشاط إنّ “التاريخ لا يحتفظ بسوابق انفصالية قادرة على الصمود طويلاً (في اليمن)، وكل تلك السوابق كانت تتلاشى طوعاً أمام وحدة الوجدان اليمني”.

وزير الدفاع: الهدنة بشروطنا أو الحرب لتحصيل حقوقنا

وفي السياق نفسه، رفع وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، ورئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري، برقية تهنئة إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، وأعضاء المجلس السياسي، بمناسبة العيد الـ59 لـ”ثورة الـ14 من أكتوبر”، أكّدا فيها أنّه “سنظلّ عند شروطنا: إما هدنة تحقق مطالب الشعب، وإمّا حرب ينتصر فيها شعبنا المظلوم لحقه ولثرواته ولدماء الشهداء وكل الأبرياء”.

وأضاف نص البرقية أنه “بعد أن فشلت دول العدوان عسكرياً، حاولت استخدام الهدنة غطاءً تمارس في ظله ما هو أسوأ، وهو الملفان الاقتصادي والإنساني”، وحذر من أنّه “إن كان العدو يريد التصعيد عسكرياً فهو في الواقع يسير نحو الجحيم”.

وتابع أن “مواجهتنا اليوم لقوى العدوان خيار استراتيجي لا تراجع عنه، لأن تاريخنا ومبادئنا وقيمنا ترفض الخنوع للمستعمرين والطغاة”، موضحاً أنّ “القضية اليوم أصبحت واضحة، فكل أبناء الوطن مستهدفون من جانب الأعداء. وحتى الداعمون للعدوان والمحايدون نالهم الشر”.

وأكد وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان أنّ “غاية العدو الأساسية والرئيسة هي تدمير اليمن، ونهب خيراته وثرواته، وإعادة الاستعمار عبر وجه جديد، وتحت مسميات جديدة”.

الوفد اليمني المفاوض: الهدنة لم تمدد بسبب تعنت السعودية

وفي وقت سابق، اليوم الخميس، أعلن رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، أنّ “الهدنة انتهت ولم تُمدَّد بسبب تعنّت التحالف السعودي أمام المطالب الإنسانية والحقوق الطبيعية للشعب اليمني”، مشيراً إلى أنّ التحالف السعودي “يتعنّت في فتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة والاستفادة من ثرواته النفطية والغازية لمصلحة مرتبات كل الموظفين اليمنيين”.

وأكّد أنّ “السلام في اليمن غير مستحيل لو تخلّت دول العدوان عن عقليتها الاستعلائية، وقدّمت مصالحها الوطنية والقومية على مصالح أميركا وبريطانيا، الدولتين المستفيدتين من استمرار العدوان والحصار على اليمن”.

وفي السياق، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن أسفه لعدم تمديد الهدنة في اليمن، محذّراً “من مخاطر تجدّد الحرب في البلاد”، ومشدداً على أنّه “لا يزال هناك إمكان للوصول إلى اتفاق لتجديد الهدنة في اليمن”.

يُذكَر أنّ الهدنة في اليمن انتهت بتاريخ 2 تشرين الأوّل/أكتوبر. وحمّلت صنعاء، في وقت سابق، العدوان مسؤولية وصول التفاهمات إلى طريق مسدود.

* المصدر :الميادين نت