وما أدراك ما اليمانيون
السياسية:
منى المؤيد
تخشع كل المفردات وتعجز معاجم الحروف عند مشاهد قل نظيرة في العالم العربي والاسلامي، فلا تجده إلا في اليمن وهم يحتفلون بخير البشر وخاتم المرسلين محمد، فيالها من مشاهد تنبهر بها العقول وتدمع بها العيون.
عندما ترى تلك السيول البشرية تخرج بتلك الأعداد المليونية، ليتساءل عقلك الباطني بالقول ما خطبهم!؟ لتستنتج إن خروجهم ذاك ليس حباً وولآءً لرسول الله فقط، وانما شعورهم بأن رسول الله حاضر معهم.
إن الرائع والمميز في اليمن إن شوارع صنعاء وازقتها وبيوتها وغيرها من المحافظات اليمنية تتزين بالأضواء الخضراء والاقمشة التشكيلية بألوانها الخضراء والبيضاء، فكل من يرى تلك المناظر يرى صوراً مشرقة تدل على مدى ذلك الحب والولاء والانتماء لرسول الأمة صلوات الله وسلامة علية وعلى آله.
كما يتجلى ذلك الجمال في تلك المجالس والفعاليات التي تقوم بها الاحياء السكنية قبل موعد الاحتفال ب ٣٠ يوما، وتتم في هذه المجالس توزيع الحلويات والهدايا المتواضعة وتُقدم موشحات واناشيد ومحاضرات تلقى على الحاضرين لمعرفة من هو رسول الرحمة… مما يوحي للإعداء إن اهل اليمن هم المدد وعنوان العزة والشموخ والانتصار للعقيدة الرسالية.
يمن الأيمان والحكمة، ألين قلوباً وألين افئدة، إ”ني أجد نفس الرحمن من اليمن” هذا ما قاله رسول الله في شعب الإيمان، فكيف لا وهم برغم العدوان والحصار والجوع، يحتفلون بمولد الرسول الأعظم في كل عام وباهتمام بالغ وكبير، ولا يمكن لهم ان يتناسوا أو يتحيدون عن هذه المناسبة.
قد تجلى العشق المحمدي في أبهى صورة في أرض الإيمان، ذلك النفير اليماني الشامخ الذي كثيرا ما يستجيب لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بكل حب وشوق لتلبية نداءاته في شد الهمم والعمل لنجاح الفعاليات الدينية وخصوصاً فعالية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف..
ختاماً إن الاحتفال بهذه الشعائر الدينية التي يعتبرها البعض بدعه وما شابه، نقول له قل ما شئت فهذه الاحتفالات تحيي فينا الشعور بالمسؤولية وتعزز فينا الروابط الاخوية والايمانية وتترك أثرها الايماني في قلوبنا، لينهض جيلاً قوياً ضد اعداء الامه المحمدية وهذا ما ينزعج لهو العدو لإحياء هكذا شعائر.
#لبيك يا رسول الله