الشيخ عبدالمنان السنبلي*

بصراحة كنت أتمنى على المبعوث الأممي (ليندركينغ) لو أنه أفصح عن ما قال أنها شروط مستحيلة وضعها الحوثيون لتمديد الهدنة!

كنت أتمنى عليه أن يطلع الشعب اليمني كله على طبيعة هذه الشروط المستحيلة أو التعجيزية التي تحول بينه وبين حصوله على أبسط حقوقه المشروعة والعادلة!

لكنه لم يفعل.. ولن يفعل أبداً!

تعلمون لماذا؟

لأنه يعلم جيداً أنها ليست كذلك..

العالم كله أيضاً يعلم أنها ليست كذلك..

ومتى كانت المطالبة بصرف رواتب اليمنيين ومستحقاتهم أمرٌ مستحيل؟!

متى كانت المطالبة برفع الحصار الظالم والخانق عن الشعب اليمني وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة أمرٌ مستحيل؟!

المستحيل يا سادة هو أن يمتلك اليمنيون من الثروات النفطية والغازية الجاهزة للتصدير ما تضمن عائداتها دفع رواتب موظفي العالم العربي كله أو يزيد ومع ذلك تجدهم لا يُمكَّنُون منها ولو حتى بما يسمح لهم أن يدفعوا به رواتب موظفيهم!

المستحيل هو القبول بأن يبقى اليمن واليمنيين في حالة فوضى عارمة وعدم استقرار دائم وانقساماتٍ واحتراب داخلي إلى ما لا نهاية!

المستحيل هو القبول برهن مصير ومستقبل اليمن واليمنيين بمصير (بيادق) و(أحجار نرد) لا يملكون من أمرهم شيئا سوى الإنصياع والإمتثال لأوامر ونواهي اللاعب الأجنبي!

المستحيل هو القبول بأي شكل من أشكال الوصاية أو الهيمنة على بلادنا وشعبنا أيَّاً كان نوعها أو مصدرها أو السماح لأيِّ كائنٍ من كان بالإنتقاص من كرامتنا وسيادتنا على أرضنا أو النيل من حقوقنا ووحدتنا وإستقلالنا أو استغلال ثرواتنا ومقدراتنا أو العبث بأمن واستقرار وسلامة شعبنا!

المستحيل هو السماح لمبعوثٍ أو وسيطٍ أمميٍ متمالئٍ أو منحاز على شاكلة (ليندركينغ) أن ينظر في أمرنا أو يبت في قضايانا أو يحل مشاكلنا على الطريقة الأممية في فلسطين والعراق!

هذه هي المستحيلات الخمس التي يتوجب على شعبنا اليمني العظيم أن يشترطها ولا يقبل التنازل عنها أو حتى النقاش أو التفاوض حولها.

وأما ما دون ذلك فقابلً للأخذ والرد والنقاش والتفاوض إلى أبعد مدى بشرط أن لا تكون على حساب مصلحة اليمن واليمنيين.

فهل كان يعي (ليندركينغ) مثل هذا الكلاااام؟!

* المصدر :رأي اليوم

* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع