بقلم: اشلي كاوبيرن
ترجمة: انيسة معيض- سبأ
يدعو حزب العمال البريطاني الحكومة إلى تعليق عمليات العسكرية المشتركة مع السعودية دون تأخير لتورط المملكة المستمر في الحرب الأهلية اليمنية. في حين أنه من المقرر أن تبدأ مناورة عسكرية مشتركة بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية هذا الأسبوع على الرغم من الإدانة الواسعة لدور المملكة في الحرب الأهلية اليمنية التي مازالت تدور رحاها منذ أربع سنوات.
من المقرر أن يشارك حوالي 100 من أفراد البحرية البريطانية في التدريبات التي تستمر خمسة أيام مع القوات السعودية، الامر الذي ادى إلى توجيه اتهامات ضد الحكومة البريطانية لما تبديه من تنازل كامل” عن مسؤوليتها الأخلاقية.
وهاجمت وزيرة الدفاع في حكومة الظل، نيا غريفيث، هذه الخطط في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت، وتدعو الوزراء إلى تعليق أي تدريبات مشتركة مع المملكة السعودية دون تأخير. كما أنه يأتي بعد أشهر من الضغط الدولي على المملكة بسبب مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، وتطلق الأمم المتحدة تحقيقاً في القضية المحزنة.
وردا على سؤال برلماني تم طرحه في مجلس العموم، قال وزير القوات المسلحة مارك لانكستر إن المملكة المتحدة ستجري في الاسابيع المقبلة مناورتين عسكريتين مخطط لهما مع المملكة السعودية.
ومن المتوقع ان تبدأ التدريبات الأولى وتستمر على مدى خمسة أيام وتشتمل على سفينتي سلاح مضاد للبحرية الملكية – لكل منهما طاقم مكون من 35 إلى 50 فرداً بريطانياً. ومن المقرر أن تطلق ثانياً- عملية جندي الصحراء – العملية العسكرية ستنفذ بين مارس وأبريل في “تمرين التخطيط عالي الدقة”.
وبدلاً من اتخاذ موقف ضد المملكة، قالت غريفيث إن حكومة المملكة المتحدة “خططت في الواقع للقيام بتدريب عسكري لمدة أسبوعين مع السعودية الشهر المقبل، فضلاً عن التدريبات البحرية التي تستغرق خمسة أيام”.
وكتبت: “ببساطة انه اعتقاد غير مجدي بأن نفكر في تمرين مشترك مع نفس البحرية السعودية التي تحاصر الموانئ الرئيسية في اليمن، مما يؤدي إلى تفاقم المجاعة والمعاناة للشعب اليمني.
“إن المضي قدماً في هذه المناورات لا يمثل فقط تنازلًا كاملاً عن المسؤولية الأخلاقية لهذا البلد، بل يكشف أيضاً عن وجهة نظر كئيبة تشاؤمية عن مكان بريطانيا في العالم”.
وواصلت غريفيث: “بدلاً من الاستمرار في الشعور بالسعادة تجاه السعودية ونظامها البغيض، علينا استخدام نفوذنا الدبلوماسي للدفع باتجاه سلام دائم في اليمن والتحقيق الفوري في مزاعم جرائم الحرب”. وحتى ذلك الحين ، يجب تعليق جميع المناورات العسكرية المستقبلية دون تأخير”.
في عام 2018، حذرت الأمم المتحدة من أن الحرب التي تدمر اليمن يمكن أن تؤدي إلى “أسوأ مجاعة في العالم خلال 100 عام ” إذا استمر القتال. لقد قتل ما يقدر بنحو 10.000 شخص في اليمن منذ بدء القصف على البلاد في عام 2015.
كما كررت غريفيث دعوة حزبها لفرض حظر فوري على الأسلحة “لضمان عدم تصدير أي سلاح إلى السعودية” والذي يمكن ان يتم استخدامه في الحرب على البلاد. وقالت: “تجاهلت حكومتنا مراراً هذه الدعوات ورفضت أن تحذو حذو الحلفاء مثل ألمانيا الذين قاموا بتعلّيق مبيعاتهم”. “حتى القتل الوحشي الذي تعرض له جمال خاشقجي لم يجدي نفعا لتغيير سياسة المحافظين المتمثلة في استرضاء نظام الرياض. ولا حتى التقارير واسعة الانتشار عن التعذيب أو سوء معاملة المعتقلين أدت إلى تغيير في الرأي”.
وقال أندرو سميث من حملة مناهضة تجارة الأسلحة إن الجيش السعودي “مسلح ومدعوم في كل خطوة يخطوها” من قبل حكومة المملكة المتحدة. وأضاف: “هذا النوع من التعاون العسكري هو جزء أساسي من العلاقة الفاضحة بين ويستمنستر ” وهي مدينة صناعية وتجارية جنوب غرب كاليفورنيا” والعائلة المالكة السعودية. إن الرسالة الأساسية التي ترسلها هذه التدريبات هي أنه بغض النظر عن عدد الأشخاص الذين يُقتلون في اليمن، فإن حكومة المملكة المتحدة ستواصل تقديم دعمها العسكري وغير المبالي بالنقد.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: “إن الشراكة طويلة الأمد بين المملكة المتحدة والسعودية تساعد في جعل كلا بلدينا أكثر أمنا. لدينا مصالح وطنية حيوية في الحفاظ على هذه العلاقة بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية والتصدي للتهديدات الإقليمية المتطرفة. ”
“صحيفة الاندبندنت البريطانية”