بقلم: اندرو ديسيدريو و جون بريسناهان (موقع: بوليتيكو, الامريكي- ترجمة: انيسة معيض- سبأ)

يجدد الديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي سعيهم للحد من التدخل الأمريكي في الحرب الأهلية الدموية في اليمن، ويوجهون تحديًا مباشرًا لأجندة السياسة الخارجية للرئيس دونالد ترامب.

قال النائب رو خانا- (نائب ديمقراطي – كاليفورنيا) لـ موقع بوليتيكو يوم الاثنين إنه يعتزم إعادة تقديم قرار سلطات الحرب في الأيام المقبلة، وأشار رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، النائب إليوت إنجل، أن لجنته ستجعل امن هذه القضية على رأس ألأولويات القصوى لديها.

و تواصل في الوقت نفسه، إدارة ترامب دعم التحالف الذي تقوده السعودية، والذي شارك في حملات القصف في اليمن التي تستهدف الحوثيين المدعومين من إيران.

لقد قام مجلس الشيوخ بتمرير نسخة من القرار في الشهر الماضي بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بين تقارير عن أزمة إنسانية تحمل في طيتها كارثة. لكن مجلس النواب، الذي كان غالبية ممثليه من الجمهوريين ائذاك، عرقل التصويت عليه. لكن الان مع وجود الغالبية في المجلس من الديمقراطيين، من المرجح أن تصل نسخة القرار إلى مكتب ترامب.

واضاف النائب خانا لموقع بوليتيكو: أنا واثق من دعم القيادة الديمقراطية وبأننا سنحصل على تصويت في فبراير في مجلس النواب بشأن قرار سلطات الحرب، وبقيادة السيناتور ساندرز بأنها الذي سيمرر قرار عن مجلس الشيوخ ، في اشارة الى السناتور بيرني ساندرز وهو (نائب مستقل من ولاية فيرمونت شمال شرق الولايات المتحدة) “وعندما يحدث ذلك، ستكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ بلادنا ان يتم تمرير قرار سلطات الحرب من كلا من مجلس النواب ومجلس الشيوخ بهدف وقف الحرب. لقد طال انتظاره، وهذا سيعمل على الدفع بقوة من أجل إنهاء المعاناة في اليمن

وقال متحدث باسم ساندرز إن السناتور من ولاية فيرمونت وخانا يعتزمان إعادة تقديم القرار المشترك في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

لقد اكدت إدارة ترامب بأن علاقتها مع المملكة العربية السعودية مهمة للغاية للأمن القومي للولايات المتحدة لكي يتدخل الكونغرس ويقوضها. على وجه الخصوص، ولقد أكد المسؤولون بأن الشراكة بين الولايات المتحدة والسعودية أمر لا مفر منه  لمقاومة التأثير الإيراني المتنامي في المنطقة. يقول الديمقراطيون والجمهوريون الذين يعتبرون صانعي القرار إن الولايات المتحدة لم تفعل ما يكفي لمعاقبة المملكة العربية السعودية على قتل خاشقجي، واستخدم الكثيرون قضية اليمن كوسيلة لإرسال رسالة إلى كل من الرئيس وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي تعتقد وكالة المخابرات المركزية انه من أمر بقتل خاشقجي.

وقال خانا: “تدخلنا العسكري في الخارج غير مصرح به ويجب أن يتوقف”. “ونحن بحاجة إلى وقف دعم التحالف والقصف على اليمن”.

إن قرار سلطات الحرب سيتم تمريره بأغلبية ساحقة في مجلس النواب، والمؤيدون متفائلون بأنه يمكن أن يبرز مجلس الشيوخ مرة أخرى.

وأضاف خانا: “سنستخدم لغة شبيهة جدًا بتلك المستخدمة عند تمريره في مجلس الشيوخ ، لذلك لا يوجد سبب كافي للاعتقاد بأنه لن يمرر.” “أعتقد أنه سيكون من الصعب على الناس ان يناقضوا أنفسهم ، لاسيما … نظراً لعدم وجود اي شيء قد عُمل  بعد خاشقجي بشأن المملكة العربية السعودية. أعتقد أن هذه طريقة سهلة وحيدة بالنسبة لأعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء مجلس النواب للإعراب عن رفض ما يقوم به النظام

وقال إنجل ، رئيس الشؤون الخارجية: “إن التصدي للحرب الأهلية في اليمن سيكون “من بين الاولويات التي نقوم بها”.

وقال: “سنعقد بالتأكيد جلسة استماع، باعتبارها أول جلسة استماع لنا حول اليمن وشبه الجزيرة العربية وما حدث هناك”، مضيفاً: أن المصادقة على القرار سيأتي بعد جلسة الاستماع.

تبنى مجلس الشيوخ بالإجماع في العام الماضي قرارا مشتركا ينص على أن ولي العهد السعودي كان مسؤولا عن مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول. لكن الجمهوريين في مجلس النواب لم يتعاملوا مع هذا الأمر قبل أن يؤكد الكونجرس الجديد قتله بالفعل. إذا كان القرار قد تم الموافقة عليه من كلا المجلسين، كان يتوجب على ترامب أن يصرح علناً ما اذا كان ولي العهد هو المسؤول عن مقتل خاشقجي.

لقد سعى الرئيس الى مقاومة الجهود التي بذلها الكونغرس لإعاقة علاقته الوثيقة مع الرياض ، ولقد قام الرئيس بتأييد الإنكار من قبل المملكة في حين رفض ما توصلت له وكالة الاستخبارات المركزية بأن ولي العهد كان متورطاً بشكل مباشر في عملية القتل التي تعرض لها الصحفي المنشق.

وقال وزير الخارجية مايك بومبيو: الذي يبدي اهتمام كبير بالحفاظ على الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة والسعودية، إنه “لا يوجد دليل مباشر” يدين ولي العهد في عملية القتل التي تعرض لها خاشقجي. لكن أعضاء مجلس الشيوخ الذين تلقوا رسالة سرية حول القضية قالوا إنه ليس هناك ادنى شك لديهم أن سلمان هو من أمر بالقتل.