واشنطن والرياض يستجدون تمديدا للهدنة في اليمن ومسقط وطهران وسيطين
طالب الحسني*
حتى العام 2018 كان يمكن سرد عدد من السيناريوهات في الحرب على اليمن، يصعب الآن علي ككاتب وباحث بعد منتصف العام 2022 أن افترض أكثر من سيناريو واحد، هو في الحقيقة ليس سيناريو بل طريق إجباري يجب أن تسلكه الحرب، وهو أن تعلن صنعاء الانتصار على التحالف الذي ” كانت ” تقوده السعودية.
يجب أن نقول شيئين متطابقين متضادين في الوقت نفسه، تستمر الهدنة الحالية التي تقطع شهرها السادس، أو تستأنف الحرب، ثمة كاسب وحيد في الحالتين، صنعاء وليس الرياض ولا واشنطن، بجدول النتائج الحالية انتخبت الحرب سلطة ثورية في العاصمة صنعاء لا يريد المجتمع الدولي ان يعترف بها لكنه في المقابل يعترف ” بسلطة ” كونتها السعودية بطريقة شاذة، اذ ليس ”مجلس القيادة ” الذي يقوده العليمي سلطة شرعية قانونية دستورية، وليس أيضا سلطة ثورية، مثلما أن المجتمع الدولي كان يعترف طول 8 سنوات برئيس صوري حبيس الرياض (عبد ربه منصور) مع ذلك وفي نهاية المطاف هل يغير الاعتراف الدولي شيئا من الواقع؟ باستثناء أنه يحاول فرض عزلة على سلطات الدولة اليمنية الفعلية في العاصمة صنعاء.
بصيغة أخرى، خسرت السعودية نوعين من التدافع نحوها في الحرب العدوانية على اليمن:
تدافعا اقليميا ودوليا للبحث عن مكاسب ولو على حساب أن يتم تدمير بلد وشعب اسمه اليمن وقد حدث هذا في الأشهر الأولى بل وربما السنوات من الحرب 2015-2016
وتدافعا محليا محدودا، أحزاب وقوى (دينية، طائفية) وبعض مشائخ القبائل للبحث أيضا عن مكاسب مستقبلية في مشهد” افترضوه” لليمن ما بعد سقوط الثورة التي قادها أنصار الله الحوثيين والقبائل.
هذين النوعين سقطا حتى من الذهنية السعودية نفسها، إذ ثمة فرق بين أن يقول محمد بن سلمان عن الحرب في اليمن وعليها ” هذه حربي ” 2016 خلال مقابلة مع العربية، وبين أن يقول عن الحرب نفسها في 2022 هي حرب اليمنيين!!
المعادلة نفسها معكوسة بالنسبة لليمن اذ ان مفاوضات جنيف وبيال والكويت بشأن اليمن 2015 كانت تبدو محلية يمنية يمنية دون أن يعترض الفريق التفاوضي الذي جاء من صنعاء على الرغم من أن هناك تدخلا خارجيا عسكريا قاسيا تقوده السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، الآن وبعد هذا الزمن الطويل من الصعب أن يقال لكبير المفاوضين اليمنيين محمد عبد السلام أن يجلس على طاولة مفاوضات يمنية يمنية، يجب أن يجلس على الطاولة أمامه مفاوضين سعوديين وأمريكيين، فالحرب اقليمية دولية، السبب واضح تماما: لقد خسر التحالف الحرب، ولا حاجة لمفاوضات لا تلبي شروط المنتصر.
اختم هذه المادة بحقيقة يمكنها أن تفتح أبواب لبحوث كتابية اخرى ان واشنطن والرياض يستجدون تمديدا إضافيا للهدنة ومسقط وطهران وسيطين.
* المصدر: رأي اليوم
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع