السياسية:

أجرى الجيش الايراني يومي 24 و25 أغسطس الجاري أكبر مناورات للطائرات المسيرة وبمشاركة الصنوف الاربعة للجيش، وذلك على عموم الجغرافيا الايرانية. وكشفت هذه المناورات عن حقائق جديدة فيما يتعلق بسلاح الطائرات المسيرة الايرانية أمام الأعداء.

ووفقا لتقرير نُشر على موقع وكالة (أنباء فارس الدولية)، لقد ازاح الجيش الايراني قبل أشهر الستار عن قاعدة استراتيجية تحت اسم “القاعدة 313” وقد انطلقت الطائرات المسيرة من هذه القاعدة ايضا للمشاركة في هذه المناورات.

“القاعدة 313” هي قاعدة سرية مبنية في جوف الارض وهي تشبه القواعد السرية المبنية تحت سطح الارض للصواريخ والطائرات المسيرة التابعة لحرس الثورة الاسلامية. وقد فاجأ الجيش الايراني بذلك الأعداء.

وحينما كشف الجيش الايراني عن القاعدة السرية 313 أثارت بعض المعدات الموجودة في تلك القاعدة حيرة الاعداء، فالقاعدة كانت تضم طائرات مسيرة مثل “كمان 22” والتي تصنف ضمن أكبر وأقوى الطائرات المسيرة في ايران والعالم، وأسلحة جديدة كصاروخ “حيدر 1” والطائرة المسيرة الكروز “حيدر 2” والجيل الجديد من صاروخ “شفق” الذي صنعته القوات البرية للجيش، والطائرة المسيرة المضادة للرادارات “اميد” والعديد من الانجازات الأخرى.

وللوقوف على الاهمية الاستراتيجية لهذه القاعدة يمكن الاشارة الى كلام مساعد قائد الجيش الايراني لشؤون العمليات “الادميرال محمود موسوي” الذي اكد بأن مهام هذه القاعدة هي مهام خاصة وخارج الحدود الايرانية والاهداف ايضا هي خاصة، ولذلك يتم حفظ هذه الطائرات في هذا المكان الآمن وبعيدا عن رصد الاعداء للمحافظة على سرية العمليات التي تنفذها.

ويمكن القول ان نوعية الطائرات المسيرة في هذه القاعدة الاستراتيجية تختلف عن الطائرات المسيرة العادية، فهي قادرة على تنفيذ عمليات استراتيجية ومؤثرة لتحقيق التفوق في المعارك وضرب المصالح الحيوية للعدو.

*تحليق اكثر من 150 مسيرة

بعد مضي أقل من 3 اشهر من ازاحة الستار عن القاعدة 313 الاستراتيجية اجرت قوات الجيش الايراني بصنوفها الاربعة مناورات ليس فقط تزيد من التنسيق والتجانس داخل سلاح الطائرات المسيرة للجيش بل كان من المقرر ان يظهر للاعداء ان يد ايران مفتوحة وبكافة الاشكال في قطاع المسيرات.

شملت منطقة اجراء المناورات المحافظات الغربية وجنوب الغربية، والجنوبية والجنوبية الشرقية والخليج الفارسي ومضيق هرمز وبحر عمان والمحافظات المركزية هي سمنان واصفهان ويزد.

وعند الاعلان عن اطلاق هذه المناورات قبل يوم من انطلاقها، قال مساعد شؤون التنسيق لقيادة الجيش الايراني الادميرال حبيب الله سياري ان كافة قدرات الجيش في مجال الطائرات المسيرة ستستخدم في هذه المناورات بهدف التقييم واختبار الدقة وقوة الاسلحة والتحليق المتواصل وقدرات منظومات التوجيه والتحكم والقدرات القتالية للطائرات المسيرة الحاضرة في المناورات.

وفي يوم بدء المناورات اعلن المتحدث باسمها “الادميرال موسوي” عن تفاصل جديدة حول المناورات قائلا “في هذه المناورات، واضافة الى تقييم القدرات الهجومية والدفاعية لهذه الطائرات المسيرة نحن بصدد تقييم منظومات الاعتراض والتصدي للطائرات المسيرة المعادية.

*مناورات اليوم الاول

في اليوم الاول من المناورات قامت الطائرات المسيرة من طراز “يسير” و “صادق” و”بليكان” و”أبابيل 3″ و “يزدان” و “مهاجر6” بعمليات مسح للحدود البحرية للبلاد والمياه الدولية وتحديد اهداف معينة في منطقة اجراء العمليات.

وفي هذا اليوم ايضا أجرت وحدات الحرب الالكترونية التابعة للصنوف الاربعة لقوات الجيش تمارين على اساليب الحرب الالكترونية.

كما تم شن عمليات تشويش من المحطات الارضية على اتصالات الطائرات المسيرة المعادية الافتراضية مع محطات التحكم الارضي لها بالاضافة الى شن عمليات تشويش الكترونية على الطائرات المسيرة المهاجمة للعدو الافتراضي وعمليات التحكم في هذه الطائرات والسيطرة عليها لمنعها من دخول منطقة المناورات بنجاح، في هذا اليوم من المناورات.

وشهدت هذه المرحلة ايضا شن عمليات تشويش انطلاقا من الجو على الاتصالات بين الطائرات المسيرة المعادية، وذلك بواسطة مسيرات “أبابيل”.

وفي اليوم الاول من المناورات ايضا جرت عمليات للمواجهة الالكترونية والمواجهة بالاسلحة في عمليات الطائرات المسيرة باستخدام منظومات حديثة للحرب الالكترونية وكذلك منظومات الوقاية من الحرب الالكترونية.

* مناورات اليوم الثاني

في هذا اليوم قامت الطائرات المسيرة التابعة للجيش بشن غارات على المراكز الحساسة والحيوية للعدو الافتراضي ومنها اهداف تم محاكاتها من مراكز قيادة وتحكم للعدو الى مخازن الوقود ومخازن الذخائر والمنظومات الرادارية والصاروخية ونقاط تجمع القوات باستخدام الاسلحة الحديثة ودقيقة الاصابة.

كما قامت الطائرات المسيرة من طراز “كمان” و “مهاجر” و “ابابيل” التابعة للجيش بقصف اهدافها باستخدام قنابل “قائم” وصواريخ “الماس” وقنابل MK82 .

وفي اليوم الثاني من المناورات ايضا بادرت القوات البحرية للجيش الى ادخال سلاح الطائرات المسيرة التابعة لها الى ساحة الاشتباكات وقامت الطائرات المسيرة الانتحارية من طراز “باور5” و “جوبين” و “آرش” بالانطلاق من ظهر السفن ومن الغواصات ومن اماكن اخرى وحلقت لمسافات بعيدة واصابت الاهداف التابعة للعدو الافتراضي في الساحل والبحر بنجاح.

كما قامت الطائرات المسيرة “بليكان” العمودية التحليق التابعة لبحرية الجيش بالانطلاق من ظهر السفن ونفذت عمليات مسح ورصد للمناطق المحيطة والمجاورة لقواعدها في البحر بالاضافة الى رصد الاهداف البحرية .

كما جرت تمارين لتحليق الطائرات المسيرة التجسسية للقوات البحرية للجيش خارج المياه الاقليمية لايجاد التغطية والاشراف الاستخباري للقطع البحرية، اثناء هذه المرحلة من المناورات.

* تحليق مختلف

اما التمرين الثالث في اليوم الثاني من المناورات كان شن عملية ناجحة لعمليات قصف محطة رادارات في منطقة اجراء المناورات باستخدام الذكاء الصناعي، حيث قامت الطائرات المسيرة “ابابيل 4” بمسح الهدف الراداري وارسال المعلومات الى الطائرات المسيرة المضادة للتشويش “اميد” وقامت الطائرات المسيرة الانتحارية “اميد” بتدمير الهدف.

اما الطائرة المسيرة “آرش” فهي ايضا من الطائرات المسيرة الاخرى التابعة للجيش الايراني وقامت هذه الطائرة محلية الصنع بتدمير الاهداف البحرية والبرية بصورة واسعة وبنجاح ، ومن الخصائص البارزة لعمليات الطائرات المسيرة التابعة للجيش هو اتباع استراتيجية “مقذوفة واحدة – هدف واحد” على شكل الاستهداف النقطوي والدقيق.

وقد صرح الناطق باسم المناورات الادميرال موسوي ” ان التحليق الكثيف لهذا العدد من الطائرات المسيرة من قواعد برية وتحت سطح الارض وبحرية وتنفيذ عمليات بهذا الحجم يعتبر امرا غير مسبوق.

واكد الادميرال موسوي ان القدرة على التحليق الجماعي بالاستفادة من الذكاء الصناعي تعتبر من ابداعات قوات الجيش الايراني في مجال الطائرات المسيرة، حيث وفرت امكانيات عملياتية وتكتيكية فريدة ، خاصة في مجال تنفيذ عمليات القصف التدميري ، وهذه الانجازات هي نتيجة لجهود العلماء والاخصائيين الشباب .

المرحلة الاخيرة من المناورات المشتركة للطائرات المسيرة تولتها الطائرات المسيرة “كرار” و “كمان 22″، ففي البداية استهدفت “طائرات كرار” القاذفة الرشاش “اخكر” لضرب الاهداف على سطح الارض، ومن ثم شنت مسيرات “كرار” عمليات قصف على محاكاة لمراكز القيادة والتحكم ومستودعات الذخيرة والمنظومات الصاروخية ومخازن الوقود التابعة للعدو الافتراضي.

اما باقي العمليات الهامة التي نفذتها مسيرات “كرار” في هذه المناورات فهي عمليات اعتراض جوي واستخدام الرشاش “اخكر” الموضوع في القسم الامامي من الطائرة المسيرة لمهاجمة الاهداف الجوية وتدميرها.

كما دخلت الطائرة المسيرة “كمان 22″ التابعة للجيش الايراني لاول مرة مسرح العمليات القتالية ، وكانت مهمتها مواجهة الحرب الالكترونية للاعداء عبر الجو، وقد نفذتها بنجاح.

وفي ختام اليوم الثاني اعلن المتحدث بأسم المناورات اختتام المناورات بنجاح، مؤكدا ان من الخصائص البارزة لهذه المناورات، استخدام جميع أنواع طائرات الاستطلاع والقتال والتدمير المحلية الصنع، من القوات الأربع للجيش وتنفيذ مختلف عمليات الطائرات المسيرة، وقد تم تنفيذها بدقة كبيرة من قبل القوات المشاركة.

واضاف الادميرال موسوي ” ان هذه المرة الاولى التي تجري مناورات للطائرات المسيرة من الجهتين (أي بمشاركة العدو الافتراضي) ومن اهدافها ايضا نقل التجارب والخبرات الى الجيل الجديد وتعزيز القدرات وتقوية اتخاذ القرارات عند جيل الشباب، حيث شارك الجيل المخضرم والمتمرس الى جانب الجيل الشاب في الجيش.

اعلن مساعد شؤون العمليات لقائد قوات الدفاع الجوي في الجيش العميد “محمد يوسفي خوش قلب” في مقابلة متلفزة انه تم خلال هذه المناورات اجراء عملية فريدة وغير مسبوقة عبر نقل منصة للدفاع الجوي بواسطة الطائرات المسيرة، موضحا انه قد تم تركيب منصة ارضية للدفاع الجوي تحوي كافة منظومات الاتصالات والحرب الالكترونية والكشف والاعتراض والتصدي وادارة مسرح العمليات وباقي اجهزة الدفاع الجوي على طائرة مسيرة، حيث يمكن الاعتماد على هذا الاسلوب عند وقوع هجوم لاعداد كبيرة من الطائرات المعادية والهجمات الخطرة وزاد هذا الابداع من طول باع قوات الدفاع الجوي في السماء.

*رسالة المناورات

وقد أكد القائد العام للجيش الايراني ، اللواء عبدالرحيم موسوي، ان رسالة مناورات القوات المسلحة واضحة وصريحة للجميع بالدفاع عن الجمهورية الاسلامية والشعب الايراني.

ونوه الى ان رسالة المناورات وجاهزية القوات المسلحة واضحة وصريحة تماما للجميع، وقال: إن الشعب الإيراني العظيم راض وسعيد لأنه يرى في هذه المناورات قواتهم المسلحة تقف في مكان الدفاع عن البلاد وشرف الشعب.

وتابع القائد العام للجيش الايراني: إن أصدقاءنا يتشجعون ويفرحون أيضا عندما يرون أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية رغم كل ما تعرضت له من حقد وعداء، تقف بقوة ومثابرة وشموخ وتسلك طريق التقدم خاصة في المجال الدفاعي.
وأضاف: بالطبع الغضب لا جدوى منه وعلى أعدائنا الاستسلام للمنطق وإلا فسيتعين عليهم رؤية هذه التطورات بأعينهم وسيزداد غضبهم.

المصدر: وكالة (أنباء فارس الدولية)