قد يخدم النسيان المتعلق بالاتفاق النووي الإيراني مصالح كل من الولايات المتحدة وإيران
السياسية :
(موقع “ ميدل ايست مينتور” البريطاني – ترجمة: نجاة نور، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
قال دبلوماسيون ومحللون ومسؤولون إنه سواء قبلت طهران وواشنطن عرضاً “نهائياً” من الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، أم لا، فمن غير المرجح أن يعلن أي منهما موته، لأن إبقائه على قيد الحياة يخدم مصالح الطرفين، ومع ذلك، تختلف أسبابهم اختلافاً جذرياً.
بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لا توجد طرق واضحة أو سهلة لكبح جماح برنامج إيران النووي بخلاف الاتفاق، الذي قامت إيران بموجبه بتقييد برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
سيكون استخدام الضغط الاقتصادي لإجبار إيران على مزيد من الحد من برنامجها النووي.
سبق وان عمل سلف بايدن دونالد ترامب بعد التخلي عن الصفقة في عام 2018، ولكنه أمراً صعباً عندما تواصل دول مثل الصين والهند شراء النفط الإيراني.
ألقى ارتفاع أسعار النفط الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا ودعم موسكو العلني لطهران بظلاله على الحياة الاقتصادي والسياسي لإيران، الأمر الذي ساعد في إقناع المسؤولين الإيرانيين بأنهم قادرون على الانتظار.
قال دبلوماسي أوروبي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته “كلا الجانبين سعيدان بتحمل الوضع الراهن”.
وقال مسؤول إيراني كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته “لسنا في عجلة من أمرنا، نحن نبيع نفطنا، ولدينا تجارة معقولة مع العديد من البلدان، بما في ذلك الدول المجاورة؛ لدينا أصدقاؤنا مثل روسيا والصين على خلاف مع واشنطن … برنامجنا (النووي) يتقدم، لماذا يجب أن نتراجع؟”.
عندما تراجع ترامب عن الصفقة، قال إنها كانت سخية جداً لإيران وأعاد فرض عقوبات أمريكية قاسية تهدف إلى خنق صادرات النفط الإيرانية كجزء من حملة “الضغط الأقصى”.
بعد انتظار لمدة عام تقريباً، بدأت إيران في انتهاك القيود النووية للاتفاق، وتكديس مخزون أكبر من اليورانيوم المخصب، وتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60 % – أعلى بكثير من حد الاتفاقية البالغ 3.67 % – واستخدام أجهزة طرد مركزي متطورة بشكل متزايد.
بعد 16 شهراً من المحادثات المتقطعة وغير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، مع قيام الاتحاد الأوروبي بجولات مكوكية بين الأطراف، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، في 8 أغسطس، إنهم قدموا عرضاً “نهائياً” وتوقعوا رداً في غضون “أسابيع قليلة جداً جداً”.
15 أغسطس الموعد النهائي؟
قال دبلوماسيون إقليميون إن الاتحاد الأوروبي أبلغ الأطراف بأنه يتوقع ردا في 15 أغسطس، على الرغم من عدم تأكيد ذلك.
لا توجد مؤشرات على ما إذا كانت إيران تنوي الامتثال أو قبول مسودة نص الاتحاد الأوروبي.
وقالت الولايات المتحدة إنها مستعدة لإبرام اتفاق سريع على أساس مقترحات الاتحاد الأوروبي، وتدرس النص وسترد “كما طلب”.
قال مسؤول إيراني كبير ثان “حرب أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط والتوتر المتزايد بين واشنطن والصين غيرت التوازن السياسي، لذلك، فإن الوقت ليس جوهريا بالنسبة لإيران”.
بعد شهور من القول إن الوقت بدأ ينفد، غير المسؤولون الأمريكيون مسارهم، قائلين إنهم سيواصلون التوصل إلى اتفاق طالما كان في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة، وهي صياغة بدون موعد نهائي.
من المؤكد أن بايدن، وهو ديمقراطي، سيتعرض لانتقادات من قبل الجمهوريين إذا أعاد إحياء الصفقة قبل انتخابات التجديد النصفي في 8 نوفمبر والتي قد يفقد فيها حزبه السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ.
قال دينيس روس، دبلوماسي أمريكي مخضرم يعمل الآن في معهد واشنطن سياسة الشرق الأدنى: “ليس الأمر كما لو أن الإدارة تروج لهذه الصفقة باعتبارها صفقة كبيرة للحد من الأسلحة وموقفهم هو أنها أقل البدائل المتاحة سوءاً”.
وبينما قال بايدن إنه سيتخذ إجراءً عسكرياً كملاذ أخير لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، فإن واشنطن تكره القيام بذلك، نظراً لخطر اندلاع حرب إقليمية أوسع أو مهاجمة إيران للولايات المتحدة أو حلفائها في أماكن أخرى.
من المرجح أن تكون الانتقادات المحلية للإدارة أكثر شراسة بعد توجيه لائحة اتهام الأسبوع الماضي لرجل إيراني بتهم أمريكية بالتخطيط لقتل مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض، جون بولتون، والهجوم بالسكاكين على الروائي سلمان رشدي، الذي عاش في ظل فتوى إيرانية أو فتوى تطالب المسلمين بقتله بسبب روايته “آيات شيطانية” التي يعتبرها البعض كفرية.
التعليق:
قد يؤدي عدم وجود خيارات سياسية أفضل لواشنطن، ونظرة طهران إلى أن الوقت إلى جانبها، إلى ترك الصفقة معلقة.
قال هنري روما المحلل في مجموعة أوراسيا “لدى كل من الولايات المتحدة وإيران أسباب مقنعة للإبقاء على احتمالات التوصل إلى اتفاق، ما زالت قائمة، على الرغم من أنه لا يبدو أن أي منهما يرغب في تقديم التنازلات التي من شأنها أن تسهل إحياءها بالفعل”.
“من غير الواضح ما إذا كان القادة الإيرانيون قد قرروا عدم إحياء الاتفاق أو لم يتخذوا قراراً نهائياً، لكن في كلتا الحالتين، من المحتمل أن يخدم استمرار فترة النسيان هذه مصالحهم”.
“حقيقة أن الغرب هدد منذ فترة طويلة بأن الوقت ينفد، قوض على الأرجح مصداقيته في الإصرار على أن الصفقة المطروحة على الطاولة نهائية وغير قابلة للتفاوض”.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع