تخريج دفعة “الاقصى الشريف”.. ما هي الرسائل التي سعى الجيش اليمني إلى إيصالها للداخل والخارج ؟
السياسية – رصد:
خلال الأسابيع الماضية شن الكيان الصهيوني عدوناً على غزة استمر لمدة ثلاث أيام، وخلال العدوان الأخير على غزة تفاعل المسلمون في كل أنحاء العالم ضد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وبينوا تعاطفهم الشديد وتأييدهم للفلسطينيين ضد هذا العدوان الغاشم، وفي هذا السياق نرى دائماً مواقفاً للشعب اليمني فيما يخص القضية الفلسطينية تأييداً للقضية الفلسطينية، بل أن الموقف الرسمي لليمن وحكومة الإنقاذ اليمني في الداخل اليمني موقف ثابت تجاه القضية الفلسطينية حتى في ظل الحصار الذي يفرضه التحالف السعودي الإماراتي على اليمن.
خلال الأيام الماضية تم تخريج دفعة جديدة من الجيش اليمني تحت عنوان دفعة “الاقصى الشريف” وجاء تخريج هذه الدورة وسط تصاعد الخلافات بين قيادات التحالف السعودي المعتدي على اليمن وهذا يؤكد أن التحالف المتمثل بالتحالف السعودي الإماراتي يخوض حرباً عبثية في اليمن بينما الجانب المتمثل بحكومة صنعاء يؤكد إن القدس هي القضية المركزية والمصيرية للشعب اليمني.
دفعة “الاقصى الشريف”
في الوقت الذي شن الكيان الصهيوني عدواناً على غزة، ظهرت مواقف داعمة للقضية الفلسطنينية ففي اليمن نظمت كتائب الدعم والإسناد بمحافظة إب حفل تخرج الدفعة الثانية عشرة “الاقصى الشريف” من منتسبيها من أبناء محافظات إب وتعز والضالع بحضور عدد من القيادات العسكرية والسياسية والأمنية.وخلال الحفل حضرت العديد من القيادات اليمنية منها، محافظ محافظة إب اللواء عبدالواحد صلاح ومحافظ محافظة تعز صلاح بكاش واللواء أحمد جريب محافظ محافظة لحج وعدد من قادة كتائب الدعم والإسناد ووكلاء ومشرفي المحافظات، وألقى قائد كتائب الدعم والإسناد اللواء قاسم الحمران كلمة رحب فيها بالضيوف الحاضرين والمشاركين في الاحتفال.
من جهةٍ أخرى أكد قائد كتائب الدعم والإسناد اللواء الحمران، الجهوزية التامة في كل المناطق والمحاور لأي قرار تتخذه القيادة الحكيمة في هذا البلد سواء كان حرباً أو سلماً وأن الكتائب جاهزة ومستعدة لمواجهة الأعداء في أي ظرف وفي أي مرحلة وفي أي وقت، مؤكدا أن ما هو آتٍ ليس كما مضى.وجدد الحمران التأكيد أن كتائب الدعم والإسناد مع معاناة الشعب اليمني تفديه بكل ما تملك وبكل ما تجود في سبيل نيل الحرية والسيادة والاستقلال، مؤكدا أن كتائب الدعم والإسناد مع أمتنا الاسلامية في قضاياها المحقة والعادلة وعلى رأسها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وتابع اللواء الحمران: نقول لإخواننا الأعزاء في فلسطين أن هذه القضية وهذا المشروع حملناه معنا في كل مرحلة من مراحلنا وكم يحذونا الشوق أن نكون في مقدمة الصفوف مع أخوتنا المجاهدين الأعزاء في مواجهة الصهاينة والمحتلين.
وتوجه للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حيث قال قائد كتائب الدعم والإسناد ”نحن كما عهدتنا طوع أمرك ورهن اشارتك، راهن بنا وبإذن الله نحن عند رهانك. وشهد الحفل عرضا عسكريا مهيبا وتكريما لقائد كتائب الدعم والإسناد اللواء قاسم الحمران من قبل خريجي الدفعة الثانية عشرة دفعة “الاقصى الشريف”.يشار إلى أن هذا العرض يعتبر العرض الخامس لقوات الدعم والإسناد التي لها امتدادات وفروع في أكثر من محافظة بالجمهورية.
مواقف جادة ولن تتغير
إن من أحد الأسباب الرئيسة لشن العدوان الأمريكي الصهيوني عن طريق بعض الأنظمة الخليجية على الشعب اليمني هو المواقف اليمنية تجاه القضية الفلسطينية ولاسيما بعد ثورة الشعب اليمني في سبتمبر 2014م، والتي أنهت فيه العهد البائد للوصاية الأمريكية الصهيونية الخليجية على اليمن وشعبه، إذ إن العدوان الامريكي السعودي الإماراتي على اليمن كان بهدف القضاء على هذه الثورة وما تحمله من عقيدة إيمانية وشعار راسخ يوجه العداء لأعداء الأمة العربية والإسلامية، والذي يمثل خطراً حقيقياً على كيان العدو الإسرائيلي، وكذلك فإن العدوان يعد كأحد الاساليب لإلهاء الشعب اليمني الحر عن قضية فلسطين وعن العدو الغاصب والمحتل لأرضها، لكن حصل ما لم يكن في حسبان أولئك الحمقى، فكان الرد يمنياً حكيماً وواعياً وثابتاً في ساحات القتال والمواجهة، والسياسة أيضاً، مفاده بأن شعب اليمن مهما تثخن جراحه فإنه لا ولن ينشغل عن قضية الأمة الرئيسة والجوهرية مهما كانت الصعاب والتحديات وغيرها.
وفي هذا السياق نرى و من خلال ما تقدمه القيادة اليمنية في الجيش واللجان الشعبية عبر تخريج دورات عسكرية تحت اسم فلسطين والقدس المحتلة، وكذلك تسمية إحدى الصناعات العسكرية الصاروخية، يمنية الصنع باسم “قدس”، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن القدرات العسكرية اليمنية هي في خدمة ونصرة القضية الفلسطينية، وأن ذلك السلاح صُنع خصيصاً وفي الاساس ليتوجه لصدر العدو الاول للأمة العدو الإسرائيلي والأمريكي.
مظلومية مشتركة وعدو واحد
ثمة مقاربة كبيرة في المشهدين اليمني والفلسطيني من حيث منظومة العدوان والحصار من جهة، وهو ما يدلّل على جوهر الصراع الدائر وحقيقته، انطلاقاً من وحدة قيادته ضد اليمن وفلسطين. فالمنظومة واحدة، أميركية إسرائيلية، لكن الأدوات تتباين، من جبهة إلى أخرى. ففي اليمن يقودها التحالف السعودي بقيادة السعودية والإمارات، وفي فلسطين تقودها “إسرائيل” بصورة مباشرة. اليمن وفلسطين يقفان في الجبهة ذاتها، وفي خط الدفاع الأول لمواجهة المشاريع الإسرائيلية الأميركية في المنطقة، ويواجهان عدوّاً واحداً، ويخوضان معركة صمود وتحدٍّ من أجل الانعتاق من كل الوصايات الأميركية وأشكال الاحتلال الإسرائيلية. على الوجه الآخر، فإن هذا التقارب بين البلدين نابع من وحدة المظلومية المشتركة والمعاناة المتشابهة، والتي يعيشها الشعبان اليمني والفلسطيني جراء السياسات الأميركية الإسرائيلية في المنطقة، والمواقف المناهضة والرافضة لأميركا و”إسرائيل”، والتي يتبنّاها الشعبان، سواء الرافضة للاحتلال وجرائمه في فلسطين، أو للتحالف السعودي ومجازره في اليمن.
في النهاية تنبغي الاشارة إلى أن المواقف القوية والثابتة تجاه القضية الفلسطينية تعكس اهتمام الشعب اليمني بالقصية الفلسطينية،والتي تعتبر القضية الجوهرية والمركزية للشعب اليمني، وعلى الرغم من الحصار والعدوان على اليمن الا أن الشعب اليمني ظل متمسكاً بالقضية الفلسطينية بل إن الشعب اليمني أثبت للعالم أجمع أن الدول التي شنت العدوان على الشعب اليمني هي نفسها التي هرولت للتطبيع مع الكيان الصهيوني لإقامة علاقات رسمية وفتح سفارات لها داخل الكيان الصهيوني.
المصدر: الوقت التحليلي