السياسية :

تتجاهل معظم وسائل الإعلام الغربية عادةً الاعتداءات “الإسرائيلية” على قطاع غزة، وتتبنى أكاذيب حكومة الاحتلال “الإسرائيلي” بأنّ الفلسطنيين هم من يقتلون أنفسهم. 

في هذا الخصوص، نشر موقع “أوراسيا” مقالاً للكاتب راي حنانيا، يتحدث فيه عن “إسرائيل” وتفردها في العالم بأنّها تستطيع قتل 44 مدنياً، من بينهم 15 طفلاً، بتواطؤ وتغطية وصمت أميركي وغربي مشين.

فيما يلي نص المقال بتصرف:

على مدى الأشهر الماضية، دأبت “إسرائيل” على مهاجمة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وبالطبع، تم تجاهل الأحداث من معظم وسائل الإعلام المهيمنة في الغرب. حادثٌ واحدٌ شكّل إحراجا لـ”إسرائيل”، حين قتل جنودها الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة.

في العادة، عندما يُقتل شخص أميركي، تتوحد الولايات المتحدة تحت مطلب العدالة. لكن، في حالة أبو عاقلة، ترددت الولايات المتحدة، وخضعت لشائعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنّ المغدورة ربما قتلت بنيران فلسطينية. وقد استغرق البيت الأبيض أسابيع حتى اعترف على مضض بأنّ موتها كان “على الأرجح كان نتيجة إطلاق النار الإسرائيلي”.

مع تضاؤل مخاوف “تل أبيب” من ردود الفعل على عمليات القتل، تواصل قواتها العسكرية هجماتها مستفيدةً من التغطية الضعيفة جداً للإعلام الغربي. كما تتيح لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، ووزير الأمن بيني غانتس، أنّ يشعلا نيران الحرب في إطار حملتيهما للانتخابات في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

حكومة نفتالي بينيت/يائير لابيد، التي أنهت العام الماضي حكم بنيامين نتنياهو الطويل، انهارت في شهر حزيران/يونيو الماضي. وهي تقود الإسرائيلين حتى موعد إجراء الانتخابات، التي تعكس هذا  الاضطراب وعدم اليقين في البيئة السياسة الإسرائيلية، فهذه المرة الخامسة التي تجري خلال ما يزيد قليلاً عن 3 سنوات. هذا كثير من الانتخابات والكثير من عدم اليقين. كما أنّ حالة عدم اليقين في السياسة تخلق دائماً فرصاً للسياسيين لتحمل أو التورط بمخاطر كبيرة.

لطالما كانت السياسة الداخلية الإسرائيلية هي الدافع للحروب على غزة. لابد أنّ لابيد وغانتس أدركا أنّه من أجل الفوز على نتنياهو في الانتخابات المقبلة، يجب أن يقدموا أنفسهم على أنهم أقوياء. وأسهل طريقة ليبدو القادة الإسرائيليون أقوياء هي أن يوجهوا أسلحتهم نحو الفلسطينيين العزل الذين يعيشون تحت حكم الفصل العنصري القمعي الإسرائيلي.

طالما أنّ “إسرائيل” تحظى بدعم وسائل الإعلام الغربية السائدة، فلا يهم مدى شدة هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين أو حتى قتل المواطنين الأميركيين. سترتكب الجرائم على الدوام مع الإفلات من العقاب.

لهذا، قرر لابيد وغانتس مهاجمة غزة واستهداف قادة “حركة الجهاد الإسلامي” الفلسطينية. لقد استخدموا الدعاية المعتادة، التي تكررها وسائل الإعلام بلا ضجر، بأن “إسرائيل” شنّت “ضربة استباقية” على مجموعة كانت تخطط لـ”هجمات إرهابية”.

خلال الهجوم الذي استمر أياماً وشمل صواريخ وطائرات مقاتلة وطائرات مسيرة، قتلت “إسرائيل” 44 فلسطينياً، من بينهم 15 طفلاً، وأصيب أكثر من 360 شخصاً بجروح. ولكن بدلاً من تصوير الحرب على أنها حرباً بدأت من قبل “إسرائيل”، ركزت معظم وسائل الإعلام الإخبارية بدلاً من ذلك على الرد الدفاعي الفلسطيني بإطلاق الصواريخ.

كذلك، أعرب مسؤولون ونشطاء أميركيون عن أسفهم لإطلاق “لجهاد الإسلامي”  مئات الصواريخ، مما تسبب في هروب المدنيين الإسرائيليين “الفقراء” إلى ملاجئهم. وحذفت مواقع التواصل الاجتماعي العديد من المنشورات التي جادل فيها المستخدمون، بأنّ “إسرائيل” هي من بدأت الحرب، وقدمت الترويج الإسرائيلي على أنه حقيقة.

وقد حاول الإسرائيليون أن يجادلوا في الأمم المتحدة وحول العالم بأنّ المدنيين ماتوا لأنّ الفلسطينيين استخدموا أطفالهم كدروع بشرية. وعندما لم ينجح ذلك، تجاهلوا الأمر.

للأسف، الحقيقة هي أنّ الضحية الأولى لأي هجوم “استباقي”  لحكومة “تل أبيب”، التي تطلق الصواريخ على الأحياء الفلسطينية المزدحمة وتضرب المباني السكنية المدنية، وتخلف الدمار والرعب. ثم، تقدم الضحايا الفلسطنين على أنّهم سبب موتهم،  فلا أحد يحاسب “إسرائيل”. فقط “إسرائيل” يمكنها أن تقتل 44 مدنياً، من بينهم 15 طفلاً، لأجل أنّ يثبت القتلة أمام ناخبيهم أنهم أقوياء، بالاتكاء بلا ريب على صمت الولايات المتحدة المشين.

* المصدر : الميادين نت – حسين قطايا

* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع