السيد نصر الله يرسم قواعد جديدة للمواجهة
السياسية :
معادلة الرعب.. هكذا يمكن تسمية المعادلة الجديدة التي كشف عنها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، في مقابلته الإعلامية الأخيرة..
أولى نقاط هذه المعادلة تأكيد سماحته على ان كيان الاحتلال الاسرائيلي بات مكشوفا تماما امام المقاومة اللبنانية حيث اكد انه لا يوجد هدف إسرائيلي في البحر أو في البر لا تطاله صواريخ المقاومة الدقيقة، وبالتالي فان المواقع العسكرية والنووية والبنية التحتية والصناعية الحساسة لكيان الاحتلال باتت معروفة تماما للمقاومة والصواريخ تستطيع الوصول اليها بدقة عالية، معادلة تجعل الساسة في الكيان الصهيوني يحسبون خطواتهم وتحركاتهم بدقة كبيرة خوفا من العبث مع المقاومة التي تستطيع برشقة صواريخ واحدة ان تزلزله، ولنتخيل ان بضعة صواريخ استهدفت مفاعل ديمونة النووية ومحطة توليد الكهرباء في تل ابيب وبعض سدود المياه ومطار بن غوريون، كيف سيكون الوضع في الاراضي المحتلة؟.
السيد نصر الله ما كان ليخرج ويصرح هذا التصريح المهم والذي اردفه باخر اكد فيه ان المقاومة لن تستهدف حقل كاريش في البحر الابيض المتوسط فقط بل ستستهدف ما بعده، وهذا الامر خطر جدا على كيان الاحتلال وخصوصا أن السيد نصر الله اكد ان كل حقول النفط والغاز المنهوبة من قبل كيان الاحتلال في مياه فلسطين، مقابل حقوق لبنان، اي ان الاحتلال لن يستطيع ان يستخرج الغاز والنفط في الحقول الفلسطينية المنهوبة اذا لم يستطع لبنان الاستفادة من حقوقه، وهذا ما يؤكد دون ادنى شك ان قدرة المقاومة اللبنانية العسكرية واللوجستية والعملية والاستخباراتية باتت اكبر من ان يستطيع كيان الاحتلال التصرف معها، وبالتالي باتت هي من يتحكم في مستقبل المنطقة والعالم، وخصوصا ان القارة الاوروبية تنتظر بفارغ الصبر ان يقوم كيان الاحتلال باستخراج الغاز والنفط وتصديره اليها بعد ان قطعت روسيا الطاقة عنهم، وبالتالي اي تأخير في استخراج الطاقة سيربك العالم.
كيان الاحتلال يواجه ازمات كبيرة وعميقة ابرزها العسكرية حيث ان الجيش الاسرائيلي اثبت فشله اكثر من مرة في قطاع غزة، وفشل فشلا ذريعا امام المقاومة الفلسطينية المحاصرة منذ اكثر من خمسة عشر عاما، فكيف مع المقاومة اللبنانية؟ وخصوصا أنه يجهل مناطق انتشارها ونوع تسلحها واماكن اسلحتها ومعداتها اللوجستية، وبالتالي الهزيمة امامها ستكون حتمية وبخسائر فادحة للكيان الصهيوني، اما سياسيا فكيان الاحتلال يعيش حالة لا يحسد عليها وخصوصا في ظل التخبطات السياسية والانتخابات المتتالية والقيادات السياسية الضعيفة وغير القادرة على اتخاذ اي قرار كبير مثل شن الحرب، فهذه الحكومة لا تستطيع تمرير الميزانية فكيف ستمرر الحرب؟ حرب ستؤدي الى كسر تل ابيب وشلها وهجرة المستوطنين منها ان تمت.
التطور النوعي للسلاح في حزب الله، ارهق كيان الاحتلال الاسرائيلي بشكل كبير وبات عاجزا امامها، وكلمات سماحة السيد حسن نصر الله في المقابلة كانت كلام تحدي الواثق من قدراته وامكانياته وخصوصا عندما اكد ان مسيرات المقاومة اللبنانية لطالما دخلت فلسطين المحتلة وعادت عشرات المرات، خلال السنوات الماضية، من دون أن يسقطها العدو الإسرائيلي.
من استمع لمقابلة سماحة السيد حسن نصر الله، يستنتج ان كيان الاحتلال بات مهزوما ومكسورا امام المقاومة حتى في الاقليم، حيث ان مشاريعه في المنطقة فشلت فشلا ذريعا، وانكسرت رغم كل المليارات التي دفعت لانجازها ورغم صفقة القرن التي مضى عليها نحو عامين ولم تؤتِ ثمارها للكيان الصهيوني، ثم ان الكيان يعيش في داخله حالة من عدم الامان والاستقرار لم يعتد عليها منذ عقود، وبالتالي المواجهة مع المقاومة اللبنانية اشبه بالانتحار. حيث ان الكيان الصهيوني لن يواجد حزب الله فقط، بل قد يواجه المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والاسود المنفردة في الضفة الغربية والمناطق المحتلة عام ثمانية واربعين.
مسؤولو كيان الاحتلال باتوا يعون ان المواجهة مع حزب الله اشبه بالمواجهة مع اسد في الغابة، اي انهم ان اقدموا على هذه الخطوة سيكون مثل الذي ينتحر، وبالتالي تواصلوا مع الولايات المتحدة علها تستطيع ان تقنع حزب الله بعدم الذهاب للحل العسكري ضد كيان الاحتلال ان فشلت المفاوضات بشأن حقول الغاز والنفط، ولكن حزب الله وسماحة السيد حسن نصر الله، كانوا واضحين بألا تراجع عن الحقوق وان باب المفاوضات ليس مفتوحا الى الابد، وهناك مدة محددة ان انتهت فصبر المقاومة سوف ينتهي معها، واخر طرق العلاج هو الكي.
* المصدر : الوقت التحليلي