بقلم: كزافييه لاتشو

الفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”

استضاف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في باريس، في حين استقبل الأمير وولي العهد محمد بن سلمان، الرئيس الأمريكي جو بايدن في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.

إن زيارة رئيس للولايات المتحدة الأمريكية إلى منطقة الشرق الأوسط ليست بالتأكيد أمرا غير عادي.

فبعد توقف إلزامي في “إسرائيل”، شارك الرئيس بايدن في قمة جمعت قادة ست دول خليجية وقادة مصر والأردن والعراق.

مثل أسلافه، جاء الرئيس بايدن لاختبار ولاء قادة المنطقة لأول قوة إمبريالية، في حين أن الولايات المتحدة، في الواقع، في حالة حرب مع روسيا، فقد جاء بايدن للتحقق من أن حلفائه يبقون على مسافة مع شركاء بوتين في الشرق الأوسط، ولكن أيضاً مع الصين، وهي دولة أخرى تعتبر مستقلة جداً عن الإمبريالية.

قال الرئيس بايدن صراحة: «بلدي لن يبتعد عن الشرق الأوسط ويترك فراغاً يمكن أن تملأه الصين أو روسيا أو إيران».

لمحاولة احتواء الارتفاع الكبير والمفاجئ في أسعار النفط الناجم عن الحظر المفروض على النفط الروسي، جراء الغزو الروسي لأوكرانيا كان الرئيس بايدن يسعى إلى زيادة الإنتاج السعودي.

في الواقع، يبدو أنه مقيد بالحالة الناجمة عن الواقع الراهن، ولكن إذا تم التعليق على زيارة بايدن إلى السعودية، فذلك لأنه أجرى مصالحته مع الأمير محمد بن سلمان، بعد أربع سنوات من إدراجه في القائمة السوداء، كونه هو بالفعل المحرض على القتل الوحشي والمروع للصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل مبنى القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية مطلع أكتوبر من العام 2018.

يعدم النظام السعودي عشرات السجناء السياسيين والقُصر كل عام، ناهيك عن الحرب الشعواء التي يشنها في اليمن نيابة عن القوى العظمى، حيث أودت هذه الحرب بحياة أكثر من 400 ألف شخص.

ففي هذا الجزء من العالم، لا تزال النساء السعوديات محرومات من معظم حقوقهن الأساسية.

لا شيء من هذا يحرك رئيس الولايات المتحدة، لكن بربرية اغتيال الصحفي وسخرية الأمير محمد بن سلمان صدمت العالم، مما أجبر الإدارة الأمريكية على النأي بنفسها.

لن يستمر الحجر الصحي طويلاً، يتدخل بايدن وماكرون وزعماء غربيون آخرون عسكرياً في جميع أنحاء العالم «باسم الديمقراطية».

إنهم يغزون ويدمرون بلداناً بأكملها لإسقاط الأنظمة سهلة الانقياد والمسماة «الديكتاتوريات», فهم يفعلون هذا دون خجل من افعالهم المشينة، إنهم يترددون على الديكتاتوريين المتعطشين للدماء ويلتقونهم وقبل كل شيء يسلحونهم … طالما أنهم يخدمون مصالحهم.

 

  • صحيفة “ليوت اوفغيغ-  “Le journal Lutte Ouvrière
  • المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع