“ثروتنا خط أحمر”.. تأييد لبنانيّ وعربيّ لمعادلة حزب الله
السياسية – رصد:
في الوقت الذي بات فيه حزب الله اللبنانيّ قوّة تملك من الجهوزية والحنكة السياسية، والقدرات العسكرية ما لم تمتلكه بعض الدول وفي ظل التهديدات الخطيرة التي يتعرض لها لبنان في ملفات عدّة، يتنامى الدعم الشعبيّ للمقاومة اللبنانيّة حيث أشار أعضاء في الإعلام الوطني اللبناني إلى ضرورة حماية واستخراج ثروة لبنان من النفط والغاز من خلال اجتماع بعنوان “ثروتنا خطنا الأحمر”، وأعلن المشاركون في هذا الاجتماع أن “السيد حسن نصر الله”، الأمين العام لحزب الله اللبناني ، قدم في خطابه يوم 13 تموز/ يوليو ترجمة صادقة لالتزام المقاومة بحماية سيادة لبنان وحقوقه وثروته، مؤكّدين أن رفع الضغط والحصار وتمكين لبنان من الحصول على حقه في استثمار ثروته النفطية والغازية هو الأمل الوحيد الجاد والحقيقي لتجاوز الخطر المحدق بلبنان.
لم يكن اجتماع الناقورة حول المياه الإقليمية اللبنانية مع الأراضي الفلسطينيّة المحتلة عاديّاً، حيث أوضح “مصباح العلي” ممثل وزير الإعلام اللبناني في هذا الاجتماع أن الكيان الصهيوني يجد نفسه في حالة ارتباك أمام موقف السيد حسن نصرالله ، أمين عام حزب الله اللبناني وزعيم المقاومة، مبيّناً ضرورة وقف نشاط هذا النظام في حقول النفط والغاز ، وميزان الردع (المرعب) الذي تمارسه المقاومة والذي أجبر الكيان الإسرائيلي على إعادة كل حساباته.
“لا مساومة على حق لبنان بحدوده البرية والبحرية والثروة النفطية لهذا البلد ، ولن نتنازل عنها”، هذا ما أكّده جوزيف قاصيفي نقيب المحررين الصحفيين اللبنانيين، فيما قال عبد الهادي محفوظ، رئيس المجلس الوطني للإعلام اللبناني، في هذا الاجتماع: “إذا لم يحظى الحق بالدعم والمطالبة فسيضيع ، وهذه المسألة تتعلق بحقنا في الثروة البحرية: وأوضح ضروروة تحديد من يدير ثروة النفط والغاز، وإلا فسيتم تقسيم مصيرها وتقنين، مؤكّداً أن “رسالة ومرور طائرات حزب الله المسيرة فوق حقول النفط والغاز المشتركة كانت واضحة جدا والطائرات المسيرة فعلت ما كان من المفترض أن تفعله، وشعارنا أن الثروة الوطنية هي خطنا الأحمر”.
ضرورة حماية واستخراج ثروة لبنان من النفط والغاز، هذا ما شدد عليه أعضاء في الإعلام الوطني اللبناني، خاصة بعد أن أثارت قضية إرسال سفينة استكشاف يونانية في أواخر شهر مايو من هذا العام من قبل الكيان الصهيوني إلى المنطقة المتنازع عليها على حدود لبنان وفلسطين جدلًا ووصل الصراع على حقوق لبنان في الغاز والنفط في البحر الأبيض المتوسط إلى ذروته.
وفي الوقت الذي أعلنت فيخ المقاومة الإسلامية في لبنان مؤخرًا، أنها أطلقت طائراتها المسيرة الثلاث باتجاه المنطقة المتنازع عليها على الحدود البحرية اللبنانية وفلسطين المحتلة، وأكدت أن هذه الطائرات توجهت للقيام بمهمة استطلاعية ونفذت هذه المهمة بشكل صحيح وأوصلت الرسائل الضرورية، يؤكد حزب الله للعدو من خلال تحليق طائراته المسيرة فوق ميدان عمله على قدرات المقاومة في إقامة معادلة الردع الخاصة بها ضد العدو الصهيوني، وهذا الردع لا يقتصر فقط على حماية الموارد البحرية اللبنانية من عدوان كيان الاحتلال، كما أنه يأتي في سياق التعامل مع التهديدات الإسرائيلية ضد مجموعات المقاومة الأخرى والفلسطينيين.
وقد كان موقف المقاومة الداعم لحقوق لبنان البحرية واضحاً للغاية، فكل الشروط المتعلقة بقضية الخلاف الحدودي بين لبنان والكيان الصهيوني، وكذلك موقف الفريق المفاوض اللبناني والإسرائيلي إضافة إلى مواقف الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين تسعى لدعم مصالح النظام الصهيوني بشكل كامل، وإن موقع الاجتماع يرسل رسالئل خاصة، فعلى بعد أمتار قليلة من رأس الناقورة، اقترب زورق تابع لبحرية كيان الاحتلال من المياه اللبنانية في البحر الأبيض المتوسّط حتى بات يُرى بالعين المجرّدة، وقد أرسل الاحتلال زورقه لـ “يشهد” على حدث وطني وإعلامي وشعبي في تلك المنطقة بالتحديد، محاولاً التشويش على أجهزة البثّ المباشر للوسائل الإعلامية وخطوط الهاتف الخلوي.
إلا أن “اللقاء الإعلامي الوطني” أظهر بالفعل أنه فعالية رمزية عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، نهوضاً بالمسؤولية الإعلامية في الدفاع عن حقوق لبنان النفطية والغازية في مياه المتوسّط، وتميزت الفعالية بمشاركة إعلاميين وصحافيين ومحللين من مختلف الوسائل التلفزيونية والإذاعية والصحفية والمواقع الالكترونية اللبنانية والعربية، بالإضافة الى شخصيات سياسية لبنانية وعلماء دين، في معادلة جديدة لأمين عام حزب الله عنوانها “خيارنا شعبيّ ووطنيّ، ولن نتساهل مع من يرغب بسلب حقوقنا”، وذلك لحماية حقوق لبنان في ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلّة وتحديد منطقته الاقتصادية الخالصة في مياه المتوسّط واستخراج ثروته منها.
وفي ظل الضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي تحاول دفع لبنان نحو تقديم التنازلات والتي يترجمها الوسيط المتعاون مع أعداء لبنان عاموس هوكشتاين، أكّدت كلمات الشخصيات في الفعالية على الإجماع والالتفاف حول معادلات السيد نصر الله، كما أكّدت المواقف على الدعم والتأييد الإعلامي والوطني لطرح الخيار العسكري لردع كيان الاحتلال، وكان لافتاً في الفعالية كان حضور إعلاميين وشخصيات من جنسيات عربية مختلفة، التحقوا ليرفعوا الصوت ويثبّتوا موقفهم الى جانب زملائهم اللبنانيين في التأكيد والاعتراف بحقوق الشعوب العربية أمام كيان الاحتلال وسطوة ضغوطه وطغيانه، فاعتداءات الإسرائيليين بشهادة التاريخ لم تميّز يوماً بين بلد عربي وآخر وبين شعب عربي وآخر، فالجميع هنا “عدو للكيان الغاصب”.
خلاصة القول، إنّ المشاركة الكبيرة من دول عربيّة جاءت من مبدأ العروبة وبالاستناد إلى أنّ كل شبر من الأرض العربية هي جزء من الوطن الكبير الذي لا يمكن لأي سبب من الأسباب أن يتنازل عنه ولا عن أي جزء من ثروته، ما يعني أنّ الثروة اللبنانية “هي ثروة عربية توجب على كل عربي أن يتضامن معها ومع لبنان”، وقد تجاوزت فعالية “اللقاء الإعلامي الوطني” إعلان الموقف اللبناني المتمسّك بالحقوق البحرية ورفضه للتنازل أمام الاحتلال ومن خلفه الولايات المتحدة، لتكون خطوة في مسار حماية سيادة اللبنانيين على ثرواتهم ومقدراتهم وحقهم في التصرّف فيها.
المصدر: الوقت التحليلي