وحدة الدفاع الجوي في حزب الله
السياسية – رصد:
لطالما اهتم الكيان المؤقت ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية والكثير من الدول الغربية، في القوات والقدرات العسكرية الجوية، من أجل تحقيق التفوق الجوي سواء على المستوى الاستراتيجي أو على المستوى التكتيكي والمحافظة عليه. فتحقيق هذا التفوق بالنسبة لهم هو ضروري للعمليات البحرية والبرية والجوية على حد سواء.
والتفوق الجوي هو حالة عسكرية يتمتع فيها سلاح الجو التابع لجيش ما بحرية العمل، في تنفيذه لمهامه دون تدخل كبير من العدو، بالإضافة الى منع الأخير أيضاً من استخدام المجال الجوي بشكل فعال. وتعود هذه النظرية بالأصل الى الطيار الإيطالي “جوليو هوديت”، والكثير من المنظرين العسكريين، وصولاً الى الجنرال الأمريكي “جون واردن الثالث”، مؤلف كتاب “الحملة الجوية” في الحرب الحديثة، والذي يركز فيه على تفعيل القوة الجوية، معتبراً أن تحقيق التفوق الجوي شرط أساسي لتحقيق النصر في الحرب. واستند “واردن” في ذلك إلى أنه منذ الحرب العالمية الثانية، لم يكن هناك هجوم كبير ضد عدو يتمتع بتفوق جوي، وفي المقابل لم يتمكن أي مدافع من الصمود أمام عدو يتحكم في الجو.
وهذا ما ركز عليه الكيان منذ تأسيسه في العام 1948، وخلال كل حروبه مع الدول والجيوش العربية، بحيث كانت أول خطواته فيها، تحقيق التفوق الجوي.
لكن حركات المقاومة لا سيما المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، استطاعت دحض هذه النظرية وإفشالها، عندما لم يستطع التفوق الجوي لجيش الاحتلال خلال كل مواجهات، من تحقيق أي إنجاز استراتيجي كان أم تكتيكي، في مواجهة الحرب غير المتكافئة. وهذا ما أثبتته التجارب بوضوح خلال حرب عناقيد الغضب 1996، عندما فشلوا في إيقاف إطلاق الصواريخ، وتعزز ذلك لاحقاً في حرب تموز عام 2006.
تفعيل وحدة الدفاع الجوي
أدرك كيان الاحتلال الإسرائيلي، منذ ما بعد انتهاء حرب 2006 والسنوات التي تلتها، أن حزب الله الذي كان لديه وحدةً للدفاع الجوي، والتي كانت تقتصر مهامها على الجانب التكتيكي المحدود (إسناد ناري خلال العمليات، تأمين بعض النقاط الحساسة، تنفيذ مهام التغطية والإشغال)، قد يدفعه نجاحها في إسقاط طائرة يسعور وغيرها من المهمات، الى إيجاد مفاجآت له على هذا الصعيد خلال أي مواجهة مستقبلية. وما عزّز هذه الفرضية أيضاً، خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله منذ انتهاء تلك الحرب، التي أوحت إلى وجود هكذا مسار، وثبتتّها معادلة استهداف المسيرات.
لذلك دأبت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية منذ ذلك الوقت، على محاولة معرفة ما بات يمتلكه الحزب من قدرات، على صعيد هذه الوحدة. كما بدأت صحافة الكيان بمساعدة من الصحافة الأجنبية، بنشر مقالات تتعلق بهذه القدرات، وتدّعي وصول وامتلاك الحزب لصواريخ ومنظومات نوعية، تستطيع تهديد هذا التفوق بشكل كبير.
فما هي القدرات والمنظومات التي يتوقع الكيان (والمصادر المفتوحة) بأنها باتت بحوزة حزب الله؟
_المدافع الرشاشة:
1)مدفع آلي مضاد للطائرات من نوع AZP S-60:
قذائفه من عيار 57 ملم، يمكنه اعتراض الأهداف الجوية على ارتفاع 6000 متر (إذا كان مجهزاً بتوجيه راداري) و4000 متر (إذا كان مجهزاً بتوجيه راداري).
2)مدفع رشاش ZSU-23-4 المعروف بـ “شيلكا”:
يتميز بأربع مدافع رشاشة عيار 23 ملم، إضافة لجهاز الرادار موجود خلف البرج، والذي يمكن طيه للخلف في حالة استخدام العربة في قتال المشاة. ويمتلك القدرة على الرؤية الليلية بإستخدام أنظمة تعمل بالأشعة تحت الحمراء الإيجابية. بإمكانه اعتراض الأهداف على ارتفاع أقصاه 1500 متر، ضمن مدى 2500 متر، وبنيران غزيرة.
_الصواريخ المحمولة على الكتف:
3) سام – 7 أو ستريلا – 2 (روسي الصنع):
نظام صاروخي محمول على الكتف مصمم لاستهداف الطائرات ضمن مدى يتراوح ما بين (3700 متر ستريلا – 2 و4200 متر ستريلا – 2 أم)، على ارتفاعات منخفضة (ما بين 50 – 1500 متر لستريلا -2، وما بين 50 – 2300 متر ستريلا – 2 أم)، عبر التوجيه بالأشعة تحت الحمراء السلبية، ويقوم بتدميرها برأس حربي شديد الانفجار.
ويدّعي كيان الاحتلال بأن المقاومة استخدمت هذا الصاروخ في إسقاط طائرة يسعور.
4)سام – 14 المعروف (روسي الصنع):
نظام صاروخي يعتمد إلى حد كبير على ستريلا – 2، لكن بمواصفات أكثر تطوراً، بحيث يستطيع استهداف الطائرات ضمن مدى 4500 متر، على ارتفاعات تتراوح ما بين 1800متر وأقصاها 3000 متر.
5)سام – 16 المعروف بإيغلا (روسي الصنع):
نظام صاروخي يستطيع استهداف الطائرات ضمن مدى 5 كيلومتر (إيغلا – 1) و5.2 كيلومتر (إيغلا) و6 كيلومتر (إيغلا – أس)، على ارتفاع 3.5 كيلومتر.
6)سام – 18 المعروف بإيغلا 9 (روسي الصنع):
نظام صاروخي يستطيع العمل ضد الأهداف الجوية ضمن مدى 5.2 كيلومتر، من ارتفاع 10أمتار وحتى 3.5 كيلومتر.
7) ستينغر (أمريكي الصنع):
يصل مداه إلى 5 كيلومترات بارتفاع 4,800 متر، ويتميز بسرعته التي تتخطى 2 ماخ.
8)QW-1 المعروف بـ “فانغارد” (صيني الصنع):
نظام صاروخي يعمل بالتوجيه عبر نظام (infrared) ضد أهداف جوية على مدى 5 كيلومتر وارتفاع 4 كيلومتر كحد أقصى.
9)ميثاق1، 2 (إيراني الصنع):
نظام صاروخي تم تطويره من قبل مجمع شهيد كاظمي الصناعي في طهران، وهو النسخة الإيرانية لصاروخ QW-1 الصيني، ضد للأهداف الجوية التي تحلق ضمن:
ميثاق -1: 5 كيلومتر مدى وارتفاع 4 كيلومتر.
ميثاق -2: 5 كيلومتر مدى وارتفاع 4 كيلومتر (بسرعة أكبر).
المنظومات الثابتة والمحمولة
10)منظومة سام – 8:
_ تسمى في روسيا باسم منظومة “Osa- أوسا”، بينما يسميها الناتو باسم “سام 8SA-“.
_ هي منظومة سريعة التنقل وتطلق صواريخ أرض – جو على أهداف ذات ارتفاع منخفض وقصيرة المدى.
_ هو أول منظومة دفاع جوي محمولة ومدمج برادار في سيارة واحدة.
_ يُمكنها الاستجابة لتنفيذ المهام والتجهز للإطلاق خلال خمس دقائق، وتتميز بأنها برمائية بحيث تسير على اليابسة وفي المسطحات المائية.
_ تبلغ سرعة الصاروخ 1020 متر/بالثانية، أي حوالي 3 ماخ تقريباً.
_ يمكنها التعامل مع الأهداف على مديات أقصاها 15 كم، بارتفاع 12 كم.
_ تتمتع صواريخها بقدرة كبيرة على صد هجمات التشويش الالكتروني.
_استطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية صنع عدة منظومات شبيهة بها مثل “مجيد” و”سماوات”.
10)منظومة سام – 17:
_ التسمية الحقيقية لهذه المنظومة هي ” Buk-M2A – بوك إم 2 إي”، أما الناتو فيسميه “SA-17 Grizzly”، وهي روسية الصنع.
_ تطلق المنظومة صاروخ أرض- جوّ متوسط المدى من 3 كم حتى 45 كم، وتتراوح دقة إصابته ما بين 90 و95%، كما أن المنظومة مزودة برادار، يمكنه التتبع والتعامل بكفاءة عالية، مع 6 أهداف في وقت واحد، ويرصد الأهداف من على بعد 150 كم.
ويحكى أن بعض التجارب قد أثبتت أن هذه المنظومة بإمكانها التعامل مع 24 هدفا في آن واحد.
_تستخدم هذه المنظومة بشكل أساسي ضد الأهداف الجوية، حيث تعتبر فعالةً في إسقاط المروحيات والطائرات الحربية والصواريخ الباليستية والصواريخ الجوية، بارتفاعات للأهداف تبدأ من 15 متراً وصولاً الى 25 ألف متر (25 كم)، وتستطيع الاستجابة خلال 12 ثانية.
كما يمكن استخدامها ضد الأهداف البرية أيضاً، مثل العربات الثقيلة أو حتى ضد الأهداف البحرية مثل الفرقاطات والبوارج.
_ كما تتميز هذه المنظومة بأنها تعمل على آلية متحركة، مما يعطيها إمكانيات كبيرة للمناورة، والحشد في بقعة جغرافية.
_ يبلغ طول الصاروخ حوالي 6 أمتار، وتبلغ سرعة انطلاقه 1230 م/الثانية، أي 3.5 ماخ تقريباً، وتمتلك النماذج الحديثة منه قوة تدميرية هائلة.
11)منظومة مرصاد 16:
_ منظومة إيرانية الصنع متوسطة المدى.
_ دخلت الى الخدمة في العام 2018.
_ تتألف المنظومة من 3 بطاريات صواريخ، و2، 3 أجهزة رادار.
_عدد الصواريخ الجاهزة للتعامل مع الهدف: 9 صواريخ.
_ مدى كشف الأهداف: 150 كم.
_ مدى الاشتباك: 45 كم.
12) سام-22 المعروفة باسم “بانتسير”:
هي من منظومات الدفاع الجوي التي أثبتت جدارة وفعالية كبيرة في تحقيق المهام، لا سيما في سوريا، حيث تتصدى للاعتداءات الجوية الإسرائيلية باستمرار، وتُسقط أغلب الصواريخ التي تستخدم في هذه الاعتداءات.
ومن أهم ميزاتها أنها ترمي على الهدف الجوي المزمع تدميره أو اعتراضه على مرحلتين:
أ)من خلال القذائف الصاروخية.
ب)عبر القذائف المدفعية، إذا لم تتمكن الصواريخ من تدميره، أو من تدميره بشكل كامل.
_ أقصى ارتفاع: 15 كم.
_ أقصى مدى: 18 كم.
_ سرعة الصاروخ: تتراوح بين 780 م/ث (2.3 ماخ) و1300 م/ث (3.8 ماخ).
13)باور373:
_ منظومة صاروخية متنقلة أرض-جو بعيدة المدى، وتعد من المنظومات المنافسة لمنظومة S-300 روسية الصنع.
_ يبلغ مداها الأقصى باستعمال صواريخ “صياد – 4” أكثر من 230 كم. فإذا استخدمت صواريخ من أجيال متطورة يمكن لها إصابة أهداف بمديات أبعد.
_ يمكن لراداراتها كشف الأهداف أو الطائرات على مسافة تزيد عن 300 كم، وتعقبها على مسافة 250 كم، وتدميرها على مسافة 200 كم (حسب نوع الصاروخ).
_ قادرة على اكتشاف ما يصل إلى 100 هدف، وتتبع 60 منهم، والاشتباك مع ستة أهداف في وقت واحد.
_ ويمكن لها أن تضرب أهدافًا تصل إلى ارتفاع 30 كيلومترًا، بسرعة تفوق 3 ماخ.
المصدر : موقع الخنادق اللبناني