“منظمة الصحة العالمية”: جدري القرود لن يصبح جائحة
السياسية:
ما زال تفشي الأمراض يثير المخاوف في مختلف أرجاء العالم، وفي تطور جديد، قالت مسؤولة، اليوم الاثنين ، إن منظمة الصحة العالمية لا تعتقد أن تفشي مرض جدري القرود خارج أفريقيا سيؤدي إلى جائحة، مضيفة أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان المصابون الذين لا تظهر عليهم أعراض يمكن أن ينقلوا المرض.
وتم تسجيل أكثر من 300 حالة مشتبه فيها أو مؤكدة من جدري القرود في مايو، معظمها في أوروبا. وهو مرض بأعراض خفيفة ينتشر عادة من خلال الاتصال الوثيق مسبباً أعراضاً تشبه أعراض الإنفلونزا وطفحاً جلدياً له شكل مميز.
وتدرس منظمة الصحة العالمية ما إذا كان ينبغي تقييم التفشي على أنه “حالة طوارئ صحية عامة محتملة تثير قلقاً دوليا”. ومن شأن صدور إعلان من هذا القبيل، مثلما حدث مع “كوفيد-19” و”إيبولا”، أن يساعد في تسريع جهود البحث والتمويل لاحتواء المرض.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان تفشي مرض جدري القرود يمكن أن يتحول إلى جائحة، قالت روزاموند لويس، مديرة إدارة الجدري ببرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، “لا نعرف ولكننا لا نعتقد ذلك”. وأضافت “في الوقت الراهن لا نشعر بالقلق من تفشي جائحة عالمية”.
ومن المعروف أن سلالة الفيروس المتسبب في المرض لا تؤدي للوفاة سوى في حالات قليلة، ولم يتم تسجيل أي وفيات حتى الآن.
وظهرت معظم الحالات في أوروبا، وليس في بلدان وسط وغرب أفريقيا، التي يتوطن فيها الفيروس، ولا ترتبط معظمها بالسفر. وبدأت بعض الدول في تقديم لقاحات للمخالطين وثيقي الصلة بالحالات المؤكدة.
بكين تحت الحجر
من ناحية أخرى، تسبب أحد سكان بكين بحجر الآلاف من جيرانه، بعد أن تجاهل أمراً بملازمة المنزل ليتبين لاحقاً أنه مصاب بـ”كوفيد”، في حين أعلنت شنغهاي رفع مزيد من القيود لتحسن الوضع الوبائي فيها.
وأمرت سلطات العاصمة الصينية مئات آلاف السكان بملازمة منازلهم خلال الأسابيع الخمسة الأخيرة، لكبح أكبر تفش لفيروس كورونا تشهده منذ بدء الجائحة. وأمس الأحد، أعلنت السلطات، أن رجلاً في الأربعينيات من العمر، يدعى سان، لم يتقيد بأمر العزل المعطى له بعد ارتياده مركز تسوق مصنف “عالي المخاطر”.
وقال المسؤول في جهاز الأمن العام في بكين، بأن تشوهونغ إن سان “خرج خلال فترة عزله المنزلي مراراً وتمشى في الحي”. ولاحقاً تبينت إصابة سان وزوجته، ما دفع بالسلطات إلى فرض الحجر المنزلي على خمسة آلاف شخص من جيرانهم، ونقل 250 آخرين إلى مركز حكومي للحجر.
تخفيف القيود
يأتي ذلك في حين بدأت بكين، الاثنين، تخفيف القيود مع إعادة فتح الحدائق العامة والمتاحف ودور السينما وإعلانها أن التفشي بات تحت السيطرة.
وتعتمد الصين استراتيجية “صفر كوفيد” القائمة على العزل الصارم وإجراء الفحوص على نطاق واسع وفرض حجر مطول للقضاء على البؤر الوبائية. وتفرض على المخالفين عقوبات مشددة، وقد فتحت الشرطة في هذا الإطار تحقيقاً بحق سان.
ومنذ نهاية أبريل (نيسان)، سجلت في بكين أكثر من 1700 إصابة غالبيتها بالمتحورة “أوميكرون”، وعلى الرغم من أن هذا الرقم يعد ضئيلاً، بحسب المعايير العالمية، تعتبره الصين المتمسكة باستراتيجية “صفر كوفيد” مقلقاً.
تراجع الإصابات
وفي الأسبوع الماضي تراجعت الإصابات بشكل كبير. وقال المتحدث باسم سلطات بكين، تشو هيغيان، الأحد، “لم تسجل أي إصابات جديدة في المجتمع (خارج مراكز الحجر) منذ يومين”. وأضاف أن “الوضع مستقر ويشهد تحسناً، لكن خطر الارتداد لا يزال قائماً”.
واليوم الاثنين استؤنفت غالبية خدمات النقل المشترك من حافلات وقطارات أنفاق وسيارات أجرة في ثلاث من الدوائر الأكثر اكتظاظاً، كما سمح للملايين بالعودة إلى مراكز أعمالهم.
واستفاد عدد من السكان ومن هواة الفن القتالي الدفاعي “تاي تشي” من الأجواء المشمسة للتوجه إلى الحدائق العامة التي أعيد فتحها.
وقال الموظف الحكومي، جي روو، الذي اصطحب ابنه البالغ خمس سنوات للعب، “أعتقد أن الناس ينتظرون لمعرفة ما إذا ستسجل إصابات جديدة قبل القدوم بأعداد كبيرة”.
شنغهاي تستأنف أنشطتها الأساسية
وأعلنت السلطات في العاصمة الاقتصادية للبلاد شنغهاي، الاثنين، تخفيفاً إضافياً للقيود، بعد نحو شهرين على شلل لحق بالأنشطة الاقتصادية فيها جراء إغلاق صارم.
وقلصت السلطات بشكل تدريجي عدد الأشخاص المفروضة عليهم ملازمة منازلهم، وأعلنت أنها “لن تمنع السكان أو القرويين من الخروج أو الدخول من وإلى مناطقهم لأي سبب” اعتباراً من الأول من يونيو (حزيران)، باستثناء المناطق المصنفة “عالية المخاطر” أو تلك الخاضعة للمراقبة.
ويبلغ عدد سكان المناطق الواقعة ضمن هذا التصنيف أو الخاضعة للمراقبة نحو 900 ألف شخص، وفق الإذاعة الوطنية الصينية الرسمية.
وأعلنت السلطات أن خدمات النقل المشترك “ستستأنف أنشطتها الأساسية” اعتباراً من الأربعاء، مضيفة أن سيارات الأجرة ستعود للعمل بشكل طبيعي.
وسيسمح للسيارات الخاصة بالسير مجدداً في شنغهاي، باستثناء المناطق الخاضعة للمراقبة، لكن لن يسمح لها بالخروج من نطاق المدينة أو بالدخول إليه. وستبقى المحال التجارية مغلقة، وكذلك غالبية المدارس.
ومنذ أسابيع تعمد سلطات المدينة إلى تخفيف القيود، وقد زادت الفترات التي يسمح للسكان بتمضيتها خارج منازلهم. لكن البعض اشتكى من وجود تباينات بين ما تعلنه السلطات وآليات تطبيق القرارات على الأرض.
والأحد قال نائب رئيس البلدية، وو تشينغ، في تصريح للصحافيين، إن المدينة “ستلغي القيود غير المنطقية”. وأعلن مجموعة من التدابير لتحفيز اقتصاد شنغهاي المتضرر من جراء تفشي الفيروس، بما في ذلك خفض الضرائب على الأملاك، ودعم الغاز والكهرباء للشركات، وإعطاء توجيهات للمصارف بزيادة حجم القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وأعلنت سلطات شنغهاي، الاثنين، تسجيل 66 إصابة جديدة، فيما أعلنت بكين تسجيل 12 إصابة.
المصدر: اندبندنت عربية