التحرش بالناقلات الايرانية .. فقر الدم النفطي أم الزهايمر سياسي؟
السياسية:
يقول المثل المعروف ان من كان بيته من الزجاج لا يرشق بيوت الآخرين بالحجارة، وهذا ينطبق على الدول الأوروبية التي أغرقت نفسها في المجهول بسبب تبعيتها لاميركا والتورط مع روسيا، ونجدها بأنها وبدلا عن البحث وراء الحلول، تقوم بخلق أزمات اضافية لنفسها في خضم أزمة امدادات الوقود.
قيام اليونان باحتجاز ناقلة نفط ايرانية وتسليم شحنتها الى الاميركيين اذا لم نسميه بالغباء فبما يمكن تسميته ؟ هل ان الخطأ في الحسابات أوصل الاوروبيين “العقلاء” الى التحرش بناقلات ايران التي تمر 40 بالمئة من امدادات النفط العالمية عبر الناقلات من أحد مضائقها، أم ان السير وراء الايعازات الاميركية يستحق التضحية بمصالح الشعوب الاوروبية برمتها والتحرش بروسيا التي شهرت صواريخها النووية وأجبرت الاوروبيين حتى على استخدام عملة الروبل مقابل الوقود، وفي نفس الوقت التحرش بالناقلات الايرانية التي كان يمكن ان تعالج جزءا من مرض فقر الدم النفطي الأوروبي في الأوضاع الراهنة ؟
يقول المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، في اشارة الى الدوّامة التي ورّطت اميركا الاوروبيين فيها “لا ينبغي على أمريكا أن تشاهد النار مشتعلة من مسافة بعيدة، ناهيك عن إشعال اللهب”، وهذا القول ينطبق ايضا على افتعال أزمة القرصنة والتحرش بالناقلات الايرانية في المياه الحرة الدولية.
وقد كتب المدير المسؤول لصحيفة كيهان الايرانية “حسين شريعتمداري” ان قيام اليونان باحتجاز ناقلة روسية تحمل نفطا ايرانيا وتسليم نفطها للاميركيين استدعى ردا ايرانيا لأن الخطوة اليونانية كانت غير قانونية وجاءت فقط استجابة لرغبة اميركية وفي اطار العقوبات الاوروبية المفروضة على روسيا وقد اكدت ايران ان العملية هي قرصنة بحرية ما يدفع باتجاه استخدام “حق الدفاع عن النفس” وان اتفاقيتي جنيف لعام 1958 وجامايكا لعام 1982 الدوليتين المتعلقتين بالنظام القانوني للمرات المائية الدولية وحق عبور السفن، تنصان على حق ايران في اغلاق مضيق هرمز امام كافة السفن الناقلة للنفط وحتى السفن التي تحمل السلع التجارية والاسلحة للدول التي تنتهك الحقوق الوطنية والقانونية لايران أو تعتدي عليها.
ويضيف “ان البند الاول من المادة 16 لاتفاقية جنيف ينص على ان تشخيص عدم ضرر مرور السفن من مضيق دولي (هنا مضيق هرمز) هو في عهدة الدولة التي يقع هذا المضيق الدولي في مياهها الاقليمية فلذلك يعتبر احتجاز الناقلتين اليونانيتين اجراء قانونيا منطبقا مع القوانين الدولية”.
ومن الغريب ان تأتي الخطوة اليونانية بعد ان كانت ايران قد اعلنت مؤخرا بأنها تدرس امكانية تزويد الاوروبيين بالنفط والغاز وسط الأزمة التي يعانون منها بعد تأكيدات الاوروبيين انفسهم بأنهم بحاجة الى حاملات الطاقة الايرانية، وهنا يظهر جليا بأن ايران لم تكن تسعى في يوم من الايام الى استغلال أزمات الآخرين لتحقيق مكاسب بل بادرت دوما الى احتواء الازمات ومد يد التعاون نحو الآخرين لكن دوافع الغرب والاميركيين في هذا المجال لاتزال مجهولة فهم اما يعانون من فقر في النفط أو فقدان الذاكرة السياسية فيما يتعلق بقدرات ايران وامكانياتها.
* بقلم: فرید عبدالله
* المصدر: وكالة انباء فارس